-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لا وجود لمدريد ضمن شركاء ممر الهيدروجين الجنوبي

إسبانيا تتجرع صفعة جزائرية جديدة بقطاع الطاقة

حسان حويشة
  • 40383
  • 0
إسبانيا تتجرع صفعة جزائرية جديدة بقطاع الطاقة
أرشيف

صفعة جزائرية جديدة تتجرعها الحكومة الإسبانية المنقلبة على موقفها بلادها التاريخي بشأن النزاع في الصحراء الغربية، وهذه المرة من البوابة الطاقوية من خلال اتضاح معالم مشروع الممر الجنوبي الثاني للهيدروجين، الذي اختارت الجزائر شركاءها فيه بوضوح وهم إيطاليا وصولا إلى ألمانيا مرورا بالنمسا، بعيدا عن أي مشاركة إسبانية.
وفي هذا السياق، تحدث وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب عن انخراط الجزائر في محادثات مع عدد من الشركاء فيما صار يعرف بمشروع “الممر الجنوبي الثاني للهيدروجين”، وذلك خلال مؤتمر ومعرض البحر المتوسط للطاقة بمدينة رافينا قبل أيام، بحضور وزراء في الحكومة الإيطالية وأيضا مسؤولي شركات طاقة كبرى على غرار “إيني”.
واعتبر عرقاب أن الجزائر تشارك في نقاشات تجري بشأن ممر الهيدروجين الجنوبي والذي يمثل بالنسبة لها ناقلا رئيسيا للطاقة، مشيرا إلى أن الجزائر تركز على الطاقة الشمسية ويمكنها الاعتماد على شبكة كهرباء تمتد لمناطق واسعة.
وشدد الوزير محمد عرقاب على أن الجزائر تريد أن يكون لها دور قيادي وتشارك في سلسلة من المشاريع الرائدة التي تهدف إلى إدارة قطاع الطاقة بأكمله، مضيفا أن الهدف هو أن تصبح الجزائر أحد موردي الكهرباء إلى أوروبا.
وقبل مؤتمر رافينا الإيطالي بيوم واحد، عُقد “اليوم الجزائري الألماني للطاقة”، الذي حضره كاتب الدولة البرلماني لدى الوزارة الاتحادية للاقتصاد وحماية المناخ لألمانيا الاتحادية، ستيفان وينزال، وخلاله أكد عرقاب على أنه يجري حاليا في مجال تطوير الهيدروجين الأخضر “دراسة إمكانية القيام بمشاريع تجريبية علمية للتحكم في سلسلة قيمة إنتاجه بأكملها، من بينها مشروع بقدرة 50 ميغاواط لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمساهمة تقدر بـ35 مليون أورو على شكل هبة من الحكومة الألمانية”.
وكشف عرقاب في المناسبة ذاتها على أنه في إطار الحوار الاستراتيجي مع الجانب الأوروبي، يجري حاليا العمل على “دراسة إمكانية إنشاء الممر الجنوبي للهيدروجين +2 South+، والذي يمثل مشروعا طموحا يتطلب دراسات تقنية واقتصادية معمقة مع الشركات المعنية بهذا المشروع الهام”.
وبدا واضحا من خلال رسائل وزير الطاقة محمد عرقاب أن الجزائر اختارت شركاءها المحتملين في هذا المشروع غير المسبوق عالميا، وهم إيطاليا وألمانيا، إضافة للنمسا التي انخرطت هي الأخرى في المحادثات بشأن هذا الممر الطاقوي الفريد من نوعه.
ولم تمر رسائل الجزائر ووزير الطاقة محمد عرقاب مرور الكرام على الرأي العام الإسباني، إذ أثارت مباشرة بعد صدورها ردود فعل في شبه الجزيرة الأيبيرية، خصوصا أنها جاءت من خلال يوم الطاقة الألماني ومؤتمر رافينا في إيطاليا.
ولعل من أبرز ردود الفعل التي كانت واضحة في إسبانيا ما تطرقت إليه الصحيفة المتخصصة بشؤون الاقتصاد “إل إيكونوميستا”، التي أشارت إلى أن الجزائر تقصي إسبانيا من مشروع الممر الجنوبي الثاني للهيدروجين الأخضر، الذي سيربطها بتونس وإيطاليا والنمسا وصولا إلى ألمانيا.
وأشارت “إل إيكونوميستا” إلى أن حكومة مدريد احتفت في جانفي الماضي بإعلانها عن مشروع خط أنابيب لنقل الهيدروجين الأخضر تحت مسمى “H2Med” يوصل من إسبانيا حتى ألمانيا يدخل حيز الخدمة عام 2030، لكن بالتوازي مع ذلك برز منافس قوي للمشروع الإسباني وهو الممر الجنوبي الثاني SoutH2 Corridor، الذي يجري تطويره من الجزائر وصولا إلى ألمانيا مرورا بتونس وإيطاليا والنمسا.
ونهاية الشهر الماضي، حظي هذا المشروع بخطوة أخرى نحو تجسيده على أرض الواقع، من خلال لقاء رفيع المستوى عقد بألمانيا حضره الفاعلون الدوليون في هذه المبادرة الطاقوية الضخمة، بدعم صريح من إيطاليا وألمانيا والنمسا.
وجرى تنظيم هذا اللقاء بمدينة ميونيخ الألمانية نهاية الشهر الماضي، بحسب بيان لهيئة الشراكة الطاقوية الجزائرية – الألمانية، اطلعت “الشروق” على نسخة منه، وحضره 78 خبيرا دوليا في المجال وسياسيون ومسؤولون بالمفوضية الأوروبية ومسؤولون بقطاع الطاقة في كل من الجزائر وتونس وألمانيا وإيطاليا والنمسا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!