-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحكومة الاسبانية: الجزائر شريك إستراتيجي وهذا مضمون الاتفاق مع المغرب

الشروق أونلاين
  • 41006
  • 6
الحكومة الاسبانية: الجزائر شريك إستراتيجي وهذا مضمون الاتفاق مع المغرب

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إيزابيل رودريغيز إن علاقة بلادها ستبقى قوية مع الجزائر، باعتبارها شريكا “استراتيجيا وموثوقا”. على الرغم من تغيّر موقف مدريد بشأن قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. 

جاء ذلك في تصريح للمسؤولة الإسبانية في ندوة صحفية. عندما أجابت على سؤال حول عواقب الموقف الإسباني الجديد على العلاقات بين مدريد والجزائر.

وقالت روديريغيز:”يحافظ وزير الخارجية على تواصل سلس مع الجزائر. وهي شريك استراتيجي وموثوق وودّي لإسبانيا”.

وتابعت :”نحافظ على علاقة قوية ( مع الجزائر ). وهذا أمر ضروري في ظروف عدم الاستقرار التي يعرفها العالم بسبب حرب بوتين. لأن هذه العلاقة القوية تعزّز تفاهمنا حول خط أنابيب الغاز”.

كما كشفت المتحدثة عن فحوى الاتفاق بين إسبانيا والمغرب بخصوص “الاحترام المتبادل وتفادي  الإجراءات الأحادية بين البلدين”.

وقالت المتحدثة في هذا الشأن :”لقد توصلنا إلى التزامات بعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب وبالحفاظ على التواصل السلس والصريح لمواصلة تعزيز إدارة تدفقات الهجرة”.

إسبانيا والصحراء الغربية.. سانتشيز يوقع ثاني خيانة تاريخية

وقّع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيز ثاني خيانة تاريخية للمستعمر السابق للصحراء الغربية بحق شعبها. بعد تلك التي وقعت عام 1975. عندما سلّم الإقليم للنظام المغربي بعد مغادرته.

وقد أصدرت حكومة الجمهورية الصحراوية والأمانة العامة لجبهة البوليزاريو مساء الجمعة 19 مارس. بيانا تردّ فيه على ما صدر عن السلطات المغربية والإسبانية بخصوص دعم مدريد لمقترح “الحكم الذاتي” الذي تطرحه الرباط في الصحراء الغربية.

واتّهمت جبهة البوليزاريو الحكومة الإسبانية بالتخلّي عن مسؤوليتها التاريخية تجاه حقوق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. للمرة الثانية بعد انسحابها من الأراضي الصحراوية في العام 1975 “متسبّبة في جرح نازف، لا يزال يسمّ العلاقات بين شعوب ودول المنطقة”.

وجاء في البيان الصحراوي:

بكثير من الاستغراب، اطّلعت حكومة الجمهورية الصحراوية والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب على محتوى البيانين الصادرين عن المحتل المغربي و حكومة القوة المديرة الإسبانية، و بناء عليه تريدان الإعراب عن ما يلى:

1- الموقف المعبر عنه من لدن الحكومة الإسبانية يتناقض بصفة مطلقة مع الشرعية الدولية. فالامم المتحدة و الإتحاد الأفريقي و الإتحاد الاوروبى و محكمة العدل الدولية و محكمة العدل الاوروبية و كل المنظمات الاقليمية و القارية لا يعترفون، جميعهم ، باية سيادة للمغرب على الصحراء الغربية.

إسبانيا باعتبارها كذلك، الى جانب فرنسا البلد الذى قام برسم الحدود بين الصحراء الغربية و جيرانها الثلاثة، المغرب و الجزائر و موريتانيا، لها مسؤوليات قانونية و سياسية أكثر من غيرها فى الدفاع عن الحدود الدولية المعترف بها و صد التوسع المغربى بالإضافة الى مسؤولياتها تجاه الشعب الصحراوي و الأمم المتحدة معا. هذه المسؤولية لا تسقط بالتقادم ما دام الشعب الصحراوي لم يتمكن من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والإستقلال.

الموقف الصادر فى البيانين يفتقد للمصداقية و الجدية و المسؤولية و الواقعية لأنه انحراف خطير، يتعارض مع الشرعية الدولية و يؤيد الإحتلال و يشجع العدوان و سياسة الأمر الواقع و الهروب إلى الامام و يحاول تشريع القمع و جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية و نهب الثروات التى يواصل المغرب تطبيقها ضد الشعب الصحراوي و خرقا لقرارات الشرعية الدولية.

يحدث هذا ضمن سياق أكثر خطورة يمر به النزاع في الصحراء الغربية بعد اندلاع الحرب نوفمبر 2020، وحالة الاحتقان والتوتر التي تمر بها المنطقة بسبب امعان المملكة المغربية في سياساتها التوسعية وخططها لضرب أمن واستقرار المنطقة.

2. هذا التحول يأتي، فيما يبدو، نتيجة شهور مكثفة من الابتزاز المغربي لإسبانيا لإعادة العلاقات الدبلوماسية الى سابق عهدها. للأسف الشديد، وبدلا من أن تسعى مدريد الى إعادة تأسيس علاقاتها الثنائية مع جارها الجنوبي على أسس صحيحة وقوية، اختارت الخضوع، مجددا، للابتزاز المغربي وكان الثمن، المطلوب من طرف الرباط، هو التضحية بالشعب الصحراوي مرة أخرى، وتجاوز كل الخطوط الحمراء.

3- يحتوي الموقف المعبر عنه على عناصر بالغة الخطورة، من مثل الإشارة الى المقترح المغربي باعتباره “الأكثر جدية وواقعية وموضوعية… الخ لحل النزاع في الصحراء الغربية”، في دعم واضح للمقاربة الأحادية الجانب، والمناقضة للشرعية والقانون الدولي والممارسة الديمقراطية الحرة من طرف الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.

ولم يقف بيان الحكومة الاسبانية عند ذلك، بل تجاوزه الى ما هو أخطر من خلال الإشارة الى الاتفاق على “احترام الوحدة الترابية للبلدين” وهي، في سياق النزاع على الصحراء الغربية، ليست سوى تبنيا واضحا للأطروحة التوسعية المغربية.

4. هذا الموقف، يؤثر بشكل سلبي كبير، على أي دور محتمل لإسبانيا في تسوية نزاع تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، والجهود الحالية لبعث وتنشيط العملية السلمية من طرف الأمم المتحدة. لقد كنا نطمح الى أن ترافق اسبانيا، انطلاقا من الحياد والشعور بمسؤولياتها القانونية والتاريخية، الطرفين والمبعوث الشخصي الجديد لإعادة تنشيط العملية السياسية.

إنه لمن المؤسف أن تختار مدريد، مرة أخرى، الانصياع للابتزاز المغربي وتبديد الآمال التي كانت موجودة، وتغذية التوتر والتصعيد والدفع نحو المزيد من الانزلاق.

5- بالرغم من كل ذلك، فان اسبانيا لا تستطيع بشكل أحادي التنصل من مسؤلياتها القانونية تجاه الصحراء الغربية وشعبها، باعتبارها القوة المديرة للإقليم في انتظار تصفية الاستعمار منه.

كما لا تستطيع إدارة الظهر لمسؤولياتها السياسية باعتبارها المسؤول الأول عن معاناة الشعب الصحراوي، بل وجميع شعوب المنطقة التي لم تتمكن الى حد الساعة من النعم بالاستقرار بسبب الجرح النازف الذي تركته اسبانيا سنة 1975، ومازال يسمم علاقات شعوب ودول المنطقة.

6-يتوجه الشعب الصحراوي وحكومته و جبهة البوليساريو بنداء عاجل الى القوى السياسية الاسبانية وكافة شعوب اسبانيا، بالضغط على الحكومة الاسبانية لتصحيح هذا الخطأ الفادح، واجبار مدريد على تحمل مسؤلياتها الأصلية والتي لا تسقط بالتقادم، في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وفقا لميثاق الأمم المتحدة، خاصة ما يتعلق منها بتمتيع الشعوب المستعمرة في حقها في تقرير المصير والاستقلال.

معارضة داخلية في إسبانيا لخطوة رئيس الوزراء 

وأعلن الديوان الملكي المغربي مساء الجمعة، عن تلقّيه رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. يعتبر فيها هذا الأخير أنّ “مبادرة الحكم الذاتي المغربية المقترحة لحلّ النزاع في الصحراء الغربية. هي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

ولقيت خطوة الحكومة الإسبانية معارضة دولية وداخلية أيضا. فقد أبدت نائبة رئيس الوزراء يولاندا دياز اعتراضا ضمنيا على ما جاء في تصريح الديوان الملكي في المغرب حول الموقف الإسباني من قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

وقال دياز في تغريدة على تويتر:”أجدّد التزامي بالدفاع عن الشعب الصحراوي وقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن”. وأضافت:”يجبّ أن يمرّ أي حلّ للنزاع بالحوار واحترام الإرادة الديمقراطية للشعب الصحراوي”. قبل أن تختم قائلة:”سأستمرّ في العمل على ذلك”.

وحسب ما نقلته وكالة أنباء “أوروبا برس” المحلية. تهدّد خطوة سانشيز وحدة التحالف الحكومي في البلاد.

وقالت “أوروبا برس” إنّ رسالة رئيس الوزراء إلى الرباط ستكون سببا في انتقادات كثيرة من طرف حلفائه. “في الوقت الذي لم تتغلب فيه الحكومة بعد على الانقسام الناجم عن شحن أسلحة هجومية إلى أوكرانيا. وفي خضم نقاش حول التدابير التي يتعين اتخاذها للتعامل مع أزمة الطاقة الناجمة عن الوضع هناك”.

كما أشارت ذات الوكالة إلى “ردّ فعل محتمل للجزائر” تجاه الخطوة الإسبانية. باعتبارها “الداعم الرئيسي لجبهة البوليزاريو والمورّد الرئيسي في نفس الوقت للغاز الطبيعي إلى إسبانيا”.




أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • محمد سالم

    البوليساريو شأن داخلي جزائري والمغرب لا يتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانه.

  • حليم

    على الجزائر ان تفعل مع اسبانيا مثل ما فعلت مع مملكة ماطيشة لانهم لا يفهمون الا لغة العصا مثل العبيد . !

  • farid

    أليست المملكة الإسبانية دولة أوروبية ديموقراطية ؟؟ وكذلك ألمانيا و أمريكا وووو ؟؟؟

  • القناع

    القضية الصحراوية وكذلك الفلسطينية سوف تجد الحل خلال القمة العربية المقبلة . فلا تقلوا ولا تستعجلوا .

  • محمد

    هل ستقطع الجزائر الغاز عن اسبانيا كما فعلت مع المغرب؟ هل ستقطع الجزائر علاقتها مع الإسبان كما فعل المغرب مع ألمانيا و اسبانيا ؟

  • ج ج المقدس

    العلاقات مصالح ... فهناك دول تضع مصالحها فوق كل الاعتبارات وهناك دول تعتبر مصالح الغير أولى وأسبق من مصالح شعوبها ومستقبل أبنائها .