إسرائيل لا ترغب في احتلال القطاع لأنها لا تستطيع إدارته

يرى عمار جمعة البيه، دكتور العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن ما يحدث الآن في غزة هو حلقة من حلقات الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهو ليس بالاعتداء الأول، ولن يكون الأخير، في ظل الواقع السياسي الراهن، والأحداث الجارية تجسد وتعبر عن فشل العرب في إدارة الصراع.

• ويقول هذا الدكتور من جامعة ناصر الليبية في اتصال مع “الشروق اليومي” أنه للأسف الأنظمة العربية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني، فالعدو الصهيوني يعي جيدا الموقف الرسمي للأنظمة العربية في مثل هذه الحالات كما يعرف ما تسمح به تلك الأنظمة من تضامن تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.
•  أما فيما يتعلق بالاجتياح البري للقطاع فيعرب الدكتور عن اعتقاده بأن العدو الإسرائيلي يرغب في احتلاله بالكامل، لأنه غير قادر على إدارة القطاع، وهي المسؤولية التي ستترتب عليه في حالة الاحتلال، إضافة الى عنصر المفاجأة بالنسبة للجناح العسكري لحركة حماس في قدرته على المقاومة والصمود، وامتصاص كل الضربات الجوية دون المساس بالبنية التحتية للحركة.
•  من الناحية التكتيكية العدو الصهيوني لا يعلن عن أهدافه خوفا من الفشل، غير انه يمكن استنتاج الأهداف القريبة التي يسعى العدو الصهيوني لتحقيقها. وتتمثل في تدمير البنية التحتية لحركة حماس ومحاولة فرض واقع جديد من خلال مجموعة من الشروط ستقوم باشتراطها مقابل الدعوات المنادية بوقف إطلاق النار، دون أن ننسى تداعيات هذه الحرب على الانتخابات المقبلة داخل الكيان الصهيوني.
• ويرى الدكتور عمار جمعة البيه أن الشارع العربي لا يختلف كثيرا عن الأنظمة الرسمية، فإذا كانت الأنظمة العربية مكبلة وضعيفة أمام قوى خارجية وشرعية دولية لا تطبق إلا على الضعيف، فإن الشعوب العربية مكبلة من هذه الأنظمة، وغارقة في متاعب الحياة اليومية، ولم تجد أمامها غير التبرع بالدم والدعاء وصلاة الغائب على الشهداء، وفي الحقيقة كل هذا التضامن لا يختلف كثيرا بالنسبة للشعب الفلسطيني عن ردود أفعال الأنظمة العربية واجتماعاتها المستنكرة.