إصلاح المنكر
حتى قبل أن أنتظر قرار”المج. لص. الدس. توري”، بدأت في الاشتغال، لا مجال للانتظار (أنا خمسين سنة وما تقدنيش وين عاد 5 سنين!!). بدأت بتحصين الأبواب والنوافذ! بدلت “ليفاشيت” وليكادنا” والمفاتيح والزكارم..و”بلومبيت” “الكفر فور!”..حتى لا تصل إليه يد كافر، فكل الخوف من الكفار بنعمتي الآن! لأني قررت بصراحة تغيير المنكر! وأنا أتهيأ لكتابة الرسائل الثلاثة! لعلمكم أننا نشتغل منذ 62 بنظام الرسائل الثلاثة المغلقة التي لا تفتح إلا عند التعرض لأزمة! لقد ترك لي أسلافي 3 أظرف تحمل 3 وصايا! فتحت الأولى بعد العهدة الأولى مباشرة وكانت الرسالة تقول “طهر محيطك لتبقى وحدك”. ففعلت، ثم جاءت الأزمة الثانية بعد نهاية العهدة الثانية، وفتحت الظرف وكانت الرسالة تقول: “ضع كل شيء على ظهر المعارضة”، ففعلت، والآن وبعد أن فتحت الظرف الأخير بعد الفوز مباشرة، وجدت الرسالة تقول “أكتب 3 رسائل”! وها أنا قد بدأت لأوصي بما أوصانا به أسلافنا.
في الواقع، إنني أعرف أن هذه العهدة قد أنهيها وقد تنهيني قبل أن أنهيها! لهذا علي أن أصلح “الدس” في أول “تور”، بما يتماشى ورؤيتي المستقبلية بعد أن رأيت أنه لا مستقبل لنا! لابد من تعديل “الدس” من خلال التنصيص على النظام الرئاسي “المونرشي” بما يتماشى مع اقتصاد “المرشي” وضمان حق الراشي والمرتشي! لهذا لابد من ولي عهد وفصل بين السلطات، يكون فيها القول الفصل هو قول “الملك فيصل”.
قمت بتعيين ولي عهد قاصر في القصر (راكم عارفينه؟…هاااااداك الطفل اللي ينتخب معي كل مرة وعنده نظارات وشباب! ڤاع تعرفوه ولد من!)..لكي يخلفني خلافة “رصيدة”، وسأعين الوكلاء عني وعنه، لتسيير المرحلة، حتى يبلغ ولي العهد أشده ليكمل بقية العهد.
ثم بدأت بتقريب الخصوم مني، حتى لا يزعجوني، مخافة أن يسبب لي هذا الإزعاج انتكاسا صحيا آخر. هكذا، قمت بتقريب المرشحين الخمسة بحسب النسب المئوية التي تحصلوا عليها: بن فليس، أعدته إلى منصبه القديم: “شاف دي كابيني” رغم اعتراضه (ربما يكون قد فكر مثل أويحيى: الديوان أقرب طريق “للديوانة ولاباف”!)، ثم بلعيد أمينا عاما للرئاسة، ثم لويزة رئيسة مصلحة العمال و”ليفام ديميناج”..ثم تواتي، سائق الكرسي المتحرك، ثم رباعين، عساس الحظيرة وهذا في انتظار تشكيل الحكومة المعدلة، حيث سيعوض فيها موسى الحاج، الحاج موسى.
وأفيق وأنا أتمتم: اللهم لا تطل أعمارنا طويلا حتى لا نرى مزيدا من التطاول!