-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إعلان جدة.. خطوة أولى بعد قمة الجزائر!

قادة بن عمار
  • 2167
  • 0
إعلان جدة.. خطوة أولى بعد قمة الجزائر!
ح.م

“الهمّة قبل القمة” هو الشعار الأكثر لفتا للانتباه في مدينة جدة السعودية هذه الأيام.. مدينة ستدرك بسرعة “ان كنت من زوّارها السابقين” انها تغيرت كثيرا، اما ان كنت من زوارها الجدد فستجد نفسك أمام مدينة لا تنام وشوارع لا تصمت ومبانٍ آخذة في الصعود نحو الأعلى بلا استئذان!!

في جدّة التي احتضنت العرب (وغير العرب) يوم جمعة، كان الناس جميعا يتحدثون ويستفسرون عن المجهود الذي يمكن ان تقوم به المملكة في سبيل لمّ الشمل العربي وترتيب البيت مجددا وهو العنوان العريض الذي سبق هذه القمة، بقمةٍ أخرى احتضنتها الجزائر شهر نوفمبر الماضي، وكانت ضمن أولوياتها البحث عن توافق عربي وصياغة بروتوكول جديد، يجلس فيه المختلفون على طاولة واحدة بحثا عن حلول، أو حتى عن أنصاف حلول، فما يجمعنا كعرب اكثر مما يفرقنا!!

هذا السبب دفع بكثير من القيادات في المنطقة، إلى الاعتراف بما قامت به الجزائر من مجهودات جبارة واشادت بمجهودات الرئيس تبون في لملمة الشعث العربي، يكفي انها اجلست الفلسطينيين على طاولة واحدة، وهم الذين لم يفعلوها منذ سنوات، فإن لم يتفقوا هذه المرة، فإنهم لن يختلفوا مجددا ولن يتعاركوا عبر وسائل الإعلام…وذلك أضعف الإيمان!

أما “اعلان جدة” الذي ختم قمة العرب الأخيرة، فقد تضمن الكثير من النقاط التي لا يمكن اغفالها..ففلسطين حاضرة ضمن الأولويات على عكس ما ارادته بعض الجهات والعواصم بدفع الرياض للتخلي عن القضية في سبيل الاهتمام بقضايا أخرى لا تقل خطورة عن الاحتلال الصهيوني وتهميشها من أجل فتح ملفات مختلفة لا تقل وجعا عن الوجع الفلسطيني، كالهمّ السوداني مثلا، وهو همّ مفتوح، يعرف الجميع بذور نشأته، لكن لا أحد يعلم شكل نهايته!!

وفي ما يبدو أنه تفطّن سريع للخديعة، قررت السعودية “مشكورة” جعل فلسطين هي الاولوية ضمن “إعلان جدة”، ذلك أن هذه القضية لم تكن في يوم من الأيام، سببا في عدم الاهتمام ببقية الملفات ولا ذريعة تمنع فتح بعض الجروح!

لا يختلف اثنان على ان الوضع العربي الراهن يسهل تشريحه، بين سودانٍ مفكك يعاني الاقتتال الداخلي، ولبنان مترهّل اقتصاديا يقتله الفراغ السياسي وليبيا التي يرهن البعض مستقبلها واليمن الذي لا يريد له البعض استعادة سابق مجده وأيام سعادته!!

لكن وبرغم كل هذا التشريح الذي يبدو سهلا فإن البحث عن حلول ما يزال ملحا ومطروحا…مع عجز البعض عن البدء حتى؛ واخفاق آخرين في تقديم وصفة جاهزة..وصفة تتضمن الخطوات الأولى على الأقل!!

على هذا الأساس يقول عدد من المتابعين، على هامش القمة الأخيرة، ان اعلان جدة هو خطوة، لكنها في الطريق الصحيح مثلما كان اعلان الجزائر قبل فترة، خطوة مهمة أيضا، بيد أن الوضع الراهن يحتاج الى مزيد من الخطوات والى بذل مجهودات مضاعفة وبتصاريح شعبية وليست رسمية فحسب!! حيث لا تكفي ان تعود سوريا لمقعدها الطبيعي مثلا، بل السؤال:ماذا بعد الرجوع،؟ وهل تضمنت الصفقة ما قد ينسفها لهذا السبب أو ذاك؟

يبقى أن التفاهمات التي تسبق اي قمة أو موعد سياسي تعد مهمة جدا، وما يحدث بين الجزائر والرياض ، خلال الأشهر الماضية، من تنسيق، يجب الحفاظ عليه وابقاؤه ضمن سقفه الطموح لتأسيس شراكة بين بلدين محوريين وعدم الالتفات ذات اليمين أو ذات الشمال لتلك الأصوات التي تحاول الصيد في المياه العكرة!

فكل خطوة بحاجة إلى بناء و”إعلان جدة” جاء ليحصن اعلان الجزائر قبل أشهر معدودات، يُحصنه ضد محاولات الاغتيال المعنوي والمؤامرات الداخلية والاحتباس الحضاري والقتل المبرمج!!

لابد أن يعرف البعض، أن اعلان جدة من اعلان الجزائر..وهموم الأمة التي شاهدناها في شوارع وكواليس القمة العربية بالمدينة السعودية (التي اختلفت تماما عن زوارها السابقين والجدد) هي ذاتها الهموم التي قابلت الجزائريين في نوفمبر الماضي!!

الهموم كثيرة والحلول صعبة لكنها ليست مستحيلة…ف(الهمة قبل القمة) هكذا كتبوا عبر لافتة ضخمة في جدة..وهذا ما يجب أن يكون!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!