-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إعمار غزة لن ينهي حربا عوامل اندلاعها قائمة

إعمار غزة لن ينهي حربا عوامل اندلاعها قائمة

الحرب ليست نزهة يتباهى بها المتحاربون، فخسائرها، حصاد رؤوس لن تنبت بذورها من جديد في أرض اختلط ترابها بشظايا القنابل المدمرة، واعتلت فوقها ركامات الخراب المعرقلة لنسغ الحياة الصاعد.

في أوج اندلاعها، وتصاعد عنفها المدمر، تعالت دعوات السلام من هنا وهناك، وانطلقت المبادرات على نحو متسارع في عجلة دبلوماسية، لن يستجيب لها بنيامين نتنياهو إلا بعد بلوغ أهدافه “التكتيكية” وجني مكاسبها الآنية، والخروج من زنزانة الأزمات المحاصر فيها، وإعادة تأهيل وجوده في خارطة سياسية مضطربة.

دمرت غزة، على مدى أحد عشر يوما، ودعوات السلام لم تجد أذنا صاغية في تل أبيب، إلا بعد الإعلان عن ضرب آخر هدف مرسوم في خارطة حرب غير متكافئة .

الحرب قائمة بمعنى صراع متغير على الدوام، وإن كانت بلغة صامتة في مراحل ما، تأخذ شكلا سياسيا أو اقتصاديا، لكن دعوات السلام لا يطلقها أحد إلا بارتفاع سقفها إلى قوة  مجابهة نارية تحصد رؤوسا بشرية، وتدمر مظاهر الحياة.

تذكر الآن جو بايدن بعد خراب غزة أن “حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي”، وكأن الحرب وحدها من تحرك العقول الراكدة عند مستنقع الحقوق الضائعة، فتطلق دعواتها في زمن متأخر، دون اعتبار لضرورة استحداث آليات تنفيذية لمضامين تلك الدعوات.

كان جو بايدين يكرر رفقة مؤسسته الدبلوماسية “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” متجاهلا الحق الفلسطيني في الدفاع عن الوجود في نضال مشروع ضد قوة احتلال غاشمة، تجرد الإنسان من مقومات حياته وهويته، وتنتزع حتى البيت الذي يأويه.

أخطأ جو بايدن متعمدا في وصف الفلسطينيين المدافعين عن مقدساتهم وبيوتهم أمام قطيع من المستوطنين بـ”المتطرفين”، واضعا الصدام بين الطرفين في حلبة صراع إسلامي يهودي متطرف فهو يقف متفاخرا بقوله: “لقد أبلغت الإسرائيليين من الأهمية بمكان أن يضعوا حدا لهذه الصدامات بين المجموعات في القدس والتي هي من فعل متطرفين من كلا الطرفين” .

رؤية أمريكية قاصرة، لم تتجرأ قبل كل شيء على إصدار بيان إنساني عبر مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار تاركا المجال لحكومة بنيامين نتنياهو المهددة بإنهاء مهامها، لتحقيق أهدافها السياسية وضمان بقائها بحرب همجية راح ضحيتها العشرات من الأبرياء.

حرب الرشقات انتهت بما تركته من آثار كارثية على حياة البشر في غزة، مكتفيا جو بايدن بالحديث عن مؤتمر دولي لإعادة إعمارها، متغافلا عن حقها في الحياة بكسر قيود العزلة والحصار المطبق بقسوة حول دائرتها، فما قيمة الإعمار في بلد محاصر دمرته الحروب العدوانية المتتالية؟.

آن الأوان أن تدرك واشنطن في ظل إدارة جو بايدن للبيت الأبيض أن الإعمار الذي تجني مكاسبه شركات الاستثمار العابرة للحدود في حركة مال يغادر خزائنه بعد حرب مدمرة، لا يستديم صرحه في غياب آليات تنفيذ الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمته القدس الشريف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الجزائر جزائرية لاغربية ولا شرقية

    ما يجهله الكثير أن هذه الحروب التي تدمر البنية التحتية وتزهق الأرواح ويأتي الإعمار، تسنفيد منه إسرائيل بدرجة أكبر، فإذا كانت المساعدات مالية فهذا سينعش الاقتصادي الإسرائيلي لأن مواد البناء تكون من مصانع الإسرائيليين وإذا كانت مساعدات عينية تقتطع منها إسرائيل جزء حتى يُسمح لها بالمرور ، ...وهكذا خدم العرب اسرائيل من حيث لايعلمون ...