إقبال كبير على المساجد.. وأئمة يركزون على التحسيس

تشهد المساجد، خلال الأيام الأولى من رمضان، إقبالا كبيرا للمصلين من مختلف الشرائح والأعمار، لدرجة أن بعض المصلين لم يجدوا مكانا للصلاة، واضطر القائمون عليها لفرش الزرابي في الساحات والشوارع المحاذية لبيوت الله.
واستقبلت المساجد جموع المصلين في أبهى حلّة، لاسيما في صلاة التراويح التي لا يتخلف عنها الغالبية وتعد شعيرة أساسية عند أغلب الجزائريين الذين يحرصون على أدائها.
وبعيدا عن الطرق التقليدية لتنظيف السجاد، طرأت خدمات جديدة تعتمد على آلات وتقنيات تختزل الوقت والجهد وتقدم نتائج مذهلة، عكف الخيّرون على استقدامها لمساعدة القائمين على بيوت الله لتجهيزها في الموعد واستقبال المصلين في أجواء من النظافة والتنظيم.
وتشهد الأيام الأولى من الشهر الفضيل حملات مكثفة بسواعد رجال ونساء وحتى أطفال تطوعوا للخدمة، فيما بادر آخرون بتوفير مواد التنظيف والتطهير وآخرون حرصوا على اقتناء بعض المستلزمات كمصابيح الإنارة والزينة وبعض صهاريج المياه والدلاء…
واختار الأئمة الحضور القوي للمصلين في تنشيط دروس توعوية وتحسيسية موجهة لكل فئات المجتمع، لتثمين العادات الإيجابية ومحاربة الآفات والظاهر السلبية التي تبرز خلال رمضان مثل المضاربة والاحتكار ورفع الأسعار وإخفاء السلع من قبل بعض التجار وأخرى من قبل المستهلكين الذين يفتقدون ثقافة الاستهلاك ويحاول الأئمة من خلال الدروس إسداء النصح التقليل منها والقضاء عليها…
وفي السياق، أكد محمد عزوق، مدير التوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية، في تصريح لـ”الشروق”، أن قطاع الشؤون الدينية والأوقاف يتهيأ، ككل سنة، لاستقبال شهر رمضان على أحسن وجه حيث تنطلق كافة الاستعدادات لتهيئة بيوت الله التي تهرع إليها أفئدة كل المصلين في شهر رمضان، وذلك بتنظيفها وتطييبها وتزيينها عملا بسنة المصطفى ومصداقا لما روته عائشة- رضي الله عنها- عن رسول الله: “أمر رسول الله ببناء المساجد وتطييبها وتنظيفها.”
واختارت الوزارة، بحسب محدثنا، أحسن ما لديها من أئمة ومعلمي القرآن وموظفي المساجد، كما تستعين بغير الموظفين، بحيث تبقي الباب مفتوحا لكل من يريد رخصة لأداء صلاة التراويح.. وتمر هذه الأخيرة عبر لجنة تأهيل تفصل في الأمر وفق المعايير المطلوبة حتى يضمن أداء الصلاة في كافة المساجد وكذا في المصليات التي تفتح أبوابها خلال رمضان ببعض المناطق البعيدة التي لا تتوفر على مسجد، وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية..
ولفت عزوق الانتباه إلى أن الإقبال الآن أصبح كبيرا على القراء المجيدين الذين يحفظون كتاب الله بإتقان وبأصوات شجية وندية، حتى إن بعض المواطنين أصبحوا يختارون إماما يمتلك هذه الموهبة للصلاة بهم، ولكي يستمتعوا بصلاة التراويح.