-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواقف متباينة من الإجراء

إلغاء التفويج في المدارس… قرار في وقته

نادية سليماني
  • 20244
  • 0
إلغاء التفويج في المدارس… قرار في وقته

بين مُرحب ومتوقع لنتائج كارثية، تفاوتت آراء أولياء التلاميذ والأساتذة، بشأن قرار وزارة التربية الوطنية، إلغاء نظام التفويج في جميع الأطوار، والعودة إلى نظام التمدرس العادي، في كل المراحل التعليمية. فبين من يرى الأمر عاديا، لأن المدرسة الجزائرية، كانت تسير بالنظام العادي لعقود، فأين الخلل؟ وآخرون توقعوا عودة الاكتظاظ والفوضى للأقسام، وعلقوا.. مرحبا بالفوضى وبـ 47 تلميذا في القسم !!

أساتذة: نتخوف من تحصيل التلميذ بالقسم بسبب الاكتظاظ

بمجرد إعلان وزارة التربية الوطنية العودة إلى نظام التدريس العادي، وإلغاء تفويج الأقسام، انهالت التعليقات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وكل يدلي بدلوه في الموضوع. وأثار الموضوع جدلا كبيرا على منصة “فايسبوك “.

أولياء التلاميذ: نرحب بالقرار شرط حل مشكل الاكتظاظ

فالغالبية، بحسب ما رصدناه، استنكرت الأمر ومنهم أساتذة، إذ يبدو أنهم استحسنوا نظام التفويج. مبررين ذلك، بأن الأقسام ستعرف خلال الدخول المدرسي المقبل، اكتظاظا رهيبا جدا، قد يصل حتى 47 تلميذا في القسم.

ويقول مؤيدو نظام التفويج، بأن الحجم الساعي مرهق للتلميذ والأستاذ، وهو دون جدوى. إذ يدرس تلاميذ الطور الابتدائي 30 ساعة، بينما سيصل عددهم في الأقسام إلى 40 تلميذا.

هذا العام “الي ما قْراش راحت عليه “.. !!

وقال أحد المعلقين على ” فيسبوك “، بأن قرار إلغاء التفويج الذي فرحت به أغلب الأمهات، ظنا منهن أنه يخدم التلاميذ “يجهلون وجود أقسام تضم 44 حتى 47 تلميذا، يعني بالمختصر هذا العام.. لي قْرا قْرا ولي ماقراشْ راحت عليه مسكين “.

وكتب آخر: “هنالك من يبرر بأنه منذ سنوات كان القسم يضم 50 تلميذا كاملا ونجحوا.. نعم نجحوا لأنهم كانو يقرؤون بمنهاج وبكتب تجعلك تعشق المدرسة. وكثافة الدروس كانت قليلة، والحجم الساعي كان مقبولا جدا “.

وكتبت سيدة: “أنا شخصيا، ساعدني نظام التفويج ونفع أولادي، كانوا يقرؤون يوما، واليوم الثانى أراجع لهم في المنزل، وتمكنوا من الحفظ وحل التمارين. أما مع إلغائه، فنسابق الزمن نحن الأولياء، لحل واجبات أولادنا المدرسية، وتحفيظهم.. أرى قرار الإلغاء ارتجاليا من الوزارة، لا يخدم التلميذ ولا الأستاذ “.

بينما استند المرحبون بقرار إلغاء نظام التفويج، على نظرية نجاح التلاميذ قبل جائحة كورونا، رغم عدم وجود التفويج، كما أن المدرسة الجزائرية تسير أساسا بنظام عادي، والتفويج أملته ظروف صحية طارئة فقط.

التفويج علّم أطفالنا الكسل والخمول

وقالت “أم أيمن” في هذا الشأن، بأن زمان درسنا بالنظام العادي، وكانت الدراسة مشوقة، وكنا نجباء ونخاف من المعلم، ونجحنا وتخرجنا، وأضافت: “من يؤيد نظام التفويج الآن، خاصة من الأساتذة، يبحثون عن مصلحتهم في الراحة لا غير، ولا تهمهم مصلحة التلاميذ، الذين ضيعهم نظام التفويج، الذي أعتبره فاشلا، فقد أوصلنا لبكالوريا النجاح فيها بـ 9/20 “.

وساندتها الطرح معلقة، وصفت التفويج بـ “الكارثة” التي ارتحنا منها. وبحسبها: “الآن يكون للتلاميذ متسع من الوقت، لإكمال البرنامج الدراسي، ووقت لحصص الرياضة والرسم والاستدراك، عكس نظام التفويج، الذي قضى عليها”.

كان “كارثة” ارتحنا منها

ورأت والدة بأن التلميذ هو الضحية الوحيدة في الموضوع، فالغالبية تدرسهم أمهاتهم في المنازل، بعدما يكتفي بعض الأساتذة بمنحهم ملخصات فقط في الأقسام، وآخرون اعتمدوا على الدروس الخصوصية في فترة كورونا.

واكتفى البعض بكتابة ملاحظة مفادها: “الاكتظاظ موجود في الدروس الخصوصية ولم يشتك منه الأستاذ، فلماذا لم يعجبه اكتظاظ مدارس الحكومة؟؟” واستغرب كثيرون لتذمر عائلات من إلغاء التفويج، الذي وصفوه بـ “المدمر لأطفالنا”، موجهين لهم سؤالا: “متى تعودتم على التفويج؟ الوزارة وضعته لسنتين فقط”.

ولإنهاء هذا الجدل القائم، اقترح آخرون، زيادة عدد الأقسام وتوظيف الأساتذة، “لأن التفويج ليس حلا، كما أن وجود قسم بـ 47 تلميذا ليس حلا بدوره”. وهنالك، من اعتبر بأن نظام التفويج، عود أولادنا على الراحة والكسل. وأرهق الأستاذ والأمهات.

أساتذة متخوفون ..

وبدورهم، كان للأساتذة رأي في الموضوع، باعتبارهم من المعنيين المباشرين بنظام التفويج. وفي هذا الصدد، أكدت أستاذة في الطور الابتدائي من المؤيدين للتفويج، أن غالبية التلاميذ لديهم ضعف كبير في التحصيل، فمثلا طفل سنة خامسة ابتدائي، لديه مستوى سنة ثالثة ابتدائي، فرصيده اللغوي ضعيف، كما لديهم ضعف كبير في الرياضيات والفرنسية. وأشارت إلى أن تلاميذ اليوم تعودوا على الخمول والكسل، وبالتالي “كيف يمكننا كأساتذة، تدريس 40 تلميذا في القسم، فعلى من نقف، على الممتاز أم المتوسط، وسيضيع التلميذ الضعيف”. على حد تساؤلها.

بينما يعتقد أستاذ بالطور الابتدائي بالعاصمة، أن إلغاء التفويج سيكون في صالح الأساتذة، لكن بالنسبة لمشكلة الاكتظاظ، فالنتائج السلبية، ستمس التلميذ بالدرجة الأولى، وستصبح عائقا في عملية استيعابه.

إلى ذلك، رحبت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، بقرار إلغاء نظام التفويج في جميع الأطوار التعليمية، خاصة وأن هذا النظام، كان مؤقتا واستثنائيا، وجاء تماشيا مع البروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورونا، وبما أن الفيروس لم يعد يشكل خطرا بالمجتمع، فإن قرار العودة لتوقيت الدراسة العادي صار مطلوبا.

أولياء يخشون حرمان أطفالهم من الراحة

ويرى عضو بالجمعية، في تصريح لـ ” الشروق”، بأن المعارضين لقرار إلغاء التفويج من الأولياء والأساتذة “لهم بعض الحق، فغالبيتهم متخوفون من مسألة اكتظاظ الأقسام، وتأثير ذلك على التحصيل الدراسي للتلاميذ، وقدرة الأستاذ على التعامل معه قرابة 44 تلميذا في قسمه”، وبالتالي، على وزارة التربية الوطنية، الانتباه لمشكل الاكتظاظ المطروح السنوات الأخيرة بسبب زيادة النمو الديمغرافي، وقلة الهياكل التعليمية المنجزة، على حد قوله، داعيا السلطات للنظر في هذا الإشكال “العويص”.

في حين، فئة من الأولياء، عارضت إلغاء التفويج بسبب “حرمانهم وأطفالهم من أيام راحة أكثر.. وهذا أمر غير منطقي، لأن الأولوية هي للتحصيل العلمي ونجاح أبنائنا، أما الراحة فيتحصل عليها أطفالنا من خلال العطل الفصلية” على حدّ قوله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!