إنه يغار منك ومن طموحك!

جاءت نتائج الاستفتاء الذي عرضه موقع جواهر الشروق للتصويت حول غيرة الرجل من طموح المرأة مثبتتة للتهمة عليه، حيث أن نسبة 80.08 بالمائة صوتت بـ “نعم هو يغار”، مقابل 19.92 بالمائة نفت ذلك..

وأيا كانت النتائج، التي قد يشكك فيها البعض، إلا أن تناولنا للموضوع في تحقيق مفصل، أماط اللثام عن الحقيقة المرة، وهي أن الكثيرين يغارون من طموح المرأة بدليل أن جلّ التعليقات كانت مهاجمة لها، مقللة من شأنها، ومختصرة لدورها في البقاء حبيسة جدران المنزل كي ترعى الزوج والأبناء، وتتفرغ للطبخ وباقي الأشغال دون كلل أو ملل!!!

سهام مسمومة وجهت للأسف الشديد نحو تلك المخلوقة التي تناضل من أجل إثبات وجودها وفرض شخصيتها وترك بصماتها المميزة في المجتمع، وأصوات متعالية لا تعرف سوى أن تردع، مع أن الواقع يقول غير ذلك، لأنها برهنت بالدليل القاطع أنها قادرة أن تنفع وأن تبدع..

الأخصائيون الذين أخذنا رأيهم في الموضوع، قالوا بعد اطلاعهم على نتائج الاستفتاء والتعليقات، أنّ العقلية الذكورية لا تزال مسيطرة على الرجل الشرقي وحتى بعض النساء ممن اخترن الخضوع وتدربن على الطاعة، وذلك على الرغم من التغيرات الكبيرة والجذرية الحاصلة في المجتمع، والتي في مقدمتها الانفتاح والمشاركة والمساواة وما إلى ذلك من معالم التحضّر..

قد يسيل حبر كثير ولا يعترف الرجل صراحة بغيرته من المرأة وطموحها ونجاحها، لكن مهما حاول إخفاء مشاعره الثائرة نحوها، سرعان ما يفتضح أمره ويطفو تفكيره السلبي على السطح، فهو لا يتقبل تفوقها ولا يقدّر تعبها وتضحياتها، ولا يهضم حتى فكرة اعتمادها على نفسها واستقلاليتها..

إن التعميم خطأ فادح في مثل هكذا نقاشات، بيد أن القليلين هم الذين أبدوا استعدادا لتقبل المرأة كما هي، والأخذ بيدها ومساعدتها على التحليق بطموحاتها وأحلامها دون السعي لتقصيف أجنحتها، أما الأغلبية فحدّث ولا حرج!!!