ابني المراهق سرقني وهرب!

مشكلتي مع ابني الكبير يبلغ من العمر 15 عام، تعرف على مجموعة من أصدقاء السوء وقد منعته منهم كثيراً، وقال لي سوف أتركهم، وكل مره أتفاجأ بأنه مازال يلتقي معهم، وقبل 3 شهور قام بسرقة مبلغ من المنزل والهرب مع أحد أصدقاء السوء، وقد وجدناه بعد عناء كبير لكن لم نضربه، وشرحنا له بأن ما فعله كان خطأ كبير، ولكن من أسبوع أعاد تكرار ما فعله وقام بسرقة مبلغ كبير جداً بعد أن كسر الدولاب مع أصدقائه، وذلك عندما ذهبت لجلب إخوته من المدرسة، وعند عودتي علمت بما حدث، وترك ورقه كتب بها أنه هرب ولن يعود أبداً، فانتابني الغضب على ما فعل، والحزن على هروبه، ودخلت في حيرة، ما هي الأسباب التي جعلت ابني يهرب ويسرق، بحثنا عنه في كل مكان بدون جدوى، وبعد منتصف الليل اتصل بي، وقال إنه قريب من البيت لكنه خائف من والده، فقلت له لا تخف وذهبت وأحضرته، فقام والده وأعمامه بضربه، وامسكوا بأصدقاء السوء الذين كانوا معه، وقد أنكر الجميع، فأصبح هو المذنب الوحيد، أرجوكم ساعدوني، أريد حل، وكيف أتصرف مع هذه المشاكل التي سببها ابني، وكيف أنقذه من هذه الأمور، فأني خائفة جداً من تكرار الأمر، مع العلم لقد قمت بقفل جميع الأبواب، وجعلت المنزل سجن له ولي، ولا أفتح الباب أبدا.

حبيبة – العراق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم، أهلاً وسهلاً بك أختي الفاضلة على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك كله للخير، أختي الفاضلة علاج ابنك لا يكمن أبداً في حبسه في المنزل أو ضربه، أو فضحه بين أعمامه وبين الأصدقاء على الملأ، هذا  الشاب يعاني مشكلة نفسيه يجب أن تعرفيها، أنا لا أستطيع أن أحددها فأنتي لم تتحدثي عن الماضي الخاص به، أو عن تربيته، أو عن مشاكله العامة، أو عن علاقته بك، وعلاقته بوالده، بل لم تذكري ما هو مبرره لتصرفاته، يعني لماذا سرق، وماذا فعل بهذا المال؟؟

قد يكون السبب بخل منكما عليه مادياً، أو قد يكون مشكلة نفسيه بينه وبين بعض المراهقين فأراد أن يثبت ذاته بالمال، أو قد تكون مشكلة معكما كوالديه فأراد الانتقام، يجب أن تعاودي مراسلتي لنعرف السبب.

عموماً الآن يجب أن يشعر بالحب والحنان، تحدثي معه عن عواقب السرقة، تحدثي معه عن حد السرقة في الإسلام، اطلب منه الاستغفار الكثير والتضرع إلى الله بالدعاء، ابحثي له عن صحبه صالحة، ويجب أن يتفرغ الوالد له بشكل كبير، بحيث يعرف كل تحركاته وأصدقاءه، تحدثوا معه أنكم تريدون أن تستعيدوا ثقتكم به، واطلبوا منه بعض المقترحات لبناء الثقة، كما يجب أن يخرج هذا الشاب إلى العمل مبكراً، ويجب أن يثبت ذاته في مجال ما يكدح فيه ويكسب قوت يومه، كما يجب أن يشغل وقته فيما هو مفيد من حلقات العلم الشرعي وحفظ القرآن وممارسة الرياضة، ويجب أن تجلسوا معه وتحددوا احتياجاته المادية وكيفية تلبيتها.

يجب أن تمتدح كل سلوكياته الجيدة على الملأ كما فضحتموه، ويجب أن يشعر بفخركم به كلما تصرف بشكل حسن، يجب أن يشعر أنه قدوة لا يستهان بها، ويجب أن يتحمل بعض المسئوليات التي تشعره بذلك مع وضعه تحت المراقبة دون أن يشعر.

هذه نصائح عامة أختي الفاضلة لحين معاودة التواصل معنا بالتفاصيل.

وأخيراً لا تنسيه من الدعاء وتصدقي بنية تفريج الكرب.

تمنياتي لك بالسعادة

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com