-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يسرقون رصيد الهواتف ويبيعون منتجات وهمية

اتساع رقعة النَّصب والاحتيال الرقمي.. والأمن يُحذر

نادية سليماني
  • 2195
  • 0
اتساع رقعة النَّصب والاحتيال الرقمي.. والأمن يُحذر
أرشيف

بات النصّابون يلجؤون لعدّة حيل لتحصيل أموال من ضحاياهم مؤخرا، وغالبيتهم وجدوا في الإنترنت والهواتف النقالة أحسن وسيلة لذلك، وهو ما جعل مصالح الدرك الوطني، تنصح المواطنين بالحذر والحيطة، في ظل تزايد الضحايا.

وجدت فئة من المواطنين، في النصب مصدر رزق سريع، بعيدا عن تعب الوظيفة و”الدينار الحلال”، فيبحثون عن أسهل وأسرع الطرق. ولا يوجد أفضل من ممارسة الاحتيال وأنت جالس خلف هاتفك النقال أو شاشة الكمبيوتر. وآخرون باتوا يتسولون الأموال علنا، تحت غطاء انخراطهم في جمعيات خيرية، أو ادعاء إصابتهم بمرض مزمن، بينما تُوجّه الأموال التي “تسوّلوها” لشراء المُخدرات غالبا.

التسوّق الإلكتروني بات خطرا

تُحذر مختلف المصالح الأمنية مؤخرا، من ظاهرة النصب والاحتيال عبر الإنترنت، التي راح ضحيتها مواطنون كُثر. وهذه العمليات تتم عبر عدّة سلوكات، ومنها غالبا البيع الإلكتروني، بحيث يطالبك البائع الذي يعرض سلعته للبيع عبر “فيسبوك” بإرسال شطر من الأموال عبر حساب بريدي يرسله لك، وذلك قبل وصول السّلعة التي اشتريتها. والبعض من هؤلاء الباعة “المُزيّفين” يُغلق هاتفه بمجرد تلقيه الأموال، وآخرون يبيعونك سلعة مختلفة تماما عن تلك المعروضة عبر الإنترنت، ولا مجال أمامك لتغييرها أو إعادتها، بعدما دفعت ثمنها مسبقا.

واشتكت نساء من خيّاطات تعرفن عليهن عبر الإنترنت، واللّواتي قمن بخياطة ملابس لهُن لا تشبه تماما القطعة التي طلبتها الزبونة.

مواقع الزّواج الإلكترونية.. منبر المُحتالين

ومن أبرز قصص النّصب عبر الإنترنت، التي تعرّضت لها فتيات كثيرات، ما روته إحدى الضحايا بعدما أودعت شكوى، فقالت إنّها كانت تبحث عن زوج عبر مواقع التعارف والزواج، فتعرفت على شاب قال إنه في 30 من عمره، يشتغل ضابطا في الجمارك بالعاصمة. وبعد تواصل بينهما، ادّعى لها مرّة بأنّ مصلحة الجمارك بالعاصمة، ستنظم مزادا علنيا، لبيع أغراض محجوزة وبأسعار منخفضة جدا، ومنها مجوهرات ذهبية وهواتف نقالة من آخر طراز، وأرسل لها صور المحجوزات، التي قام بتصويرها من محلاّت تجارية ومحلات بيع الذهب.

وأخبرها بأنّه سيحتفظ لها بأي غرض تريد شراءه، باعتباره ضابطا في الجمارك.. المرأة صدّقته بعدما أعجبتها قلادة ذهبية معروضة بثمن بخس، وأرسلت له مبلغا ماليّا عبر حسابه البريدي، وبمجرد وصول المال أغلق الشاب هاتفه، وقطع تواصله معها.

قصّة أخرى، لشابة تعرّفت على رجل عبر هذه المواقع، وبعدما ادّعى امتلاكه محل بيع الذهب، أرسل لها صور سوار جميل، وقال أنه سيرسله لها إذا أرادت شراءه بالتقسيط وبسعر الجملة، وبجرد حصوله على المال اختفى هو الأخر. ولهذا السّبب، على الفتيات الحذر من مواقع الزواج الإلكترونية، لأنّها باتت مكانا مفضلا للنصابين.

وشاب من ولاية جنوبية في الثلاثينات من عمره، احتال على سيدة في الخمسينات تعرفت عليه عبر موقع ” فيسبوك “، وادّعى أنه أمريكي ومعجب بها، ولغرض إتمام مراسيم زواجه منها، سيبعث لها خاتما ذهبيا ثمينا وهاتفين ومبلغا من المال، وما عليها سوى التكفل بتسديد فاتورة هذا الخاتم لدى الجمارك.. وبمجرد حصوله على مبلغ يقارب 400 مليون سنتيم، اختفى، ولأن السيدة قيّدت شكوى تم إلقاء القبض عليه سريعا وتقديمه أمام القضاء.

سرقة الرّصيد.. أحدث عمليات النصب

وفي أحدث ما توصّل إليه المُحتالون من أساليب، هو سرقة رصيد الهواتف. وحسبما أخبرنا مواطن، فقد تلقى رسالة نصية قصيرة ” أس أم أس ” تخبره بوصول رصيد لهاتفه النقال بمبلغ 200 دج، وبعدها بدقائق تلقى رسالة ثانية، تترجاه صاحبتها بإرجاع مبلغ 200 دج الذي حوّلته لهاتفه عن طريق الخطأ، ومؤكدة أنها كانت بصدد إرسال المبلغ لوالدتها المتواجدة في المستشفى، لإجراء عملية جراحية.

محدثنا أشفق على صاحبة الرسالة، وخرج ليلا لإعادة المبلغ إلى الرقم الهاتفي، وساعتها نبّهه صاحب الكشك بأنها عملية نصب واحتيال، والدليل هو عند الإطلاع على الرصيد المالي الموجود في هاتف المواطن وجده 0 دينار، وبالتالي هو لم يتلق أي مبلغ مالي بـ 200 دج. المواطن عاود الاتصال بالرقم الذي أرسل له الرسالة النصية، في البداية امتنع صاحبه عن الرّد وبعدها أغلق هاتفه النقال.

يتسوّلون المال باسم جمعيات خيرية

وامتهن شباب “استعطاف المُسافرين” بمحطّات الحافلات بحجج واهية، لطلب المال، فمنهم من يقسم مدّعيا أنّ والدته مُصابة بمرض السرطان وبحاجة لعلاج. وآخر يدّعي المرض الذي يمنعه من العمل، وأنه جائع..ومنهم من يدعي انخراطه في جمعية هدفها جمع المال للمرضى. ولأنّ هؤلاء الشباب يغيرون غالبا الرواية التي يُردّدونها، ما جعل المسافرين ينتبهون أنهم مجرد متسوّلين لا غير.

وفي الموضوع، أكّد خبير في المعلوماتية، نبيل بن زرمان، بأن عمليات القرصنة الإلكترونية تطوّرت جدا، وباتت تُستعمل في عمليات احتيال بسيطة وخطيرة. وقال: “بات قراصنة الإنترنت يدخلون إلى أرصدة البنوك، ويتمكنون من معرفة الأرقام السرية، وكل ذلك بواسطة عمليات احتيالية، تتم عبر رسائل الكترونية وتطبيقات هاتف، يُحمّلها المُستخدم وهو يجهل خطورتها، وهي عبارة عن فيروس رقمي”.

وأضاف: امتدّ النصب والاحتيال مؤخرا ليشمل تطبيقات الهواتف النقالة، بعدما صار المواطن يتلقى رسائل بأرقام خفية، وكأنها مُرسلة من متعامل الهاتف النقال، وهو ما جعله يدعو المواطنين للحذر والحيطة، وعدم التعامل مع أي إعلان أو رسالة الكترونية أو عبر الهاتف، يُعتبر مضمونها مشبوه، خاصة إذا ما طلبت منك مالا أو بيانات شخصية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!