الرأي

احترموا خصوصية الناس!

قادة بن عمار
  • 3583
  • 8

الطريقة التي زار بها والي تيبازة موسى غلاي، إحدى المريضات بداء الكوليرا وبغض النظر عن جدواها، وعن هدفها الحقيقي وشكلها الاستعراضي المفرط، فان أكثر نقطة استفزت فيها البعض، هي اقتحام “خصوصية” تلك المريضة وعدم احترام حرمتها ولا كرامتها ولا رغبتها برفض الظهور العلني أمام الكاميرات وأمام المسؤولين!
هذه الحادثة تشبه تماما ما ارتبط باختطاف وقتل الأطفال فكثير من الكاميرات تقتحم البيوت وتعتدي على حرمتها بحجة الممارسة المهنية وتحت عنوان “حق المواطن في الإعلام وفي الحصول على المعلومة”، دون مراعاة الحالة النفسية الصعبة التي تكون عليها تلك العائلات في مثل هذه الأوضاع الصعبة، وغالبا ما يتم استنطاق (ولا نقل إجراء حوارات) مع أولياء الضحايا دون مراعاة نفسيتهم وباستغلال غير إنساني و”بشع” لتلقائيتهم وبساطتهم، ففي حي شعبي بكثير من الولايات في الجزائر العميقة، ما تزال الكاميرا والميكرفون والتلفزيون تتضمن سلطة رمزية ثابتة، وتشكل لدى هؤلاء أدوات معبّرة عن السلطة وعن “الدولة” و”الحكومة”.. وبالتالي يتخوف البعض من رفض الإدلاء بتصريح أو تقديم معلومة والإدلاء بشهادة!
المطلوب في مثل هذه الحالات أي حين التعرض لأخبار مرتبطة بانتشار مرض ما، أو وباء أو حتى باختطاف وجريمة قتل، أن يراعي الصحفيون إنسانية الضحايا وخصوصية العائلات ويتم منح الوقت للوقت، بدلا من التسابق للحصول على معلومة أو تصريح أو صورة، لأن مشاعر الناس ليست مجالا للتسابق المهني وإن جلبت لصاحبها أرباحا خيالية ونجومية لامعة!

مقالات ذات صلة