الرأي

ارتباك إيراني في “خطاب القوة”!!

ح.م

ارتباك وفوضى في عرض المشهد السياسي الإيراني الراهن، منذ ليلة الهجوم “الكارتوني” على قواعد أمريكية في العراق، انتقاما لمقتل قائد فيلق القدس.

تخبط إيراني في مواجهة الموقف الكارثي، لا يشبه خطاب القوة في تهديدها أمن دول الشرق الأوسط، وكأنها لم تعد تملك ما تقول للرأي العام، سوى قدرة الكر والفر في معارك إعلامية خاسرة.

أزمة تتفاقم، لن تجد عقلا يدير تداعياتها، فتوالدت أزمة تلو أزمة، فاقت قدرة استيعابها، قبل المحاولات العبثية لاحتوائها، فالمنطلق كان خاطئا منذ البدء، رسمته مخيلة “ولاية الفقيه” نصرا عظيما سيثير إعجاب العالم بها قوة إقليمية لها فرض شروط وجودها.

خطاب كاذب يسقط هيبة نظام سياسي، ينفي فعلا ما أقدم عليه، ويشكك في كل الحقائق التي تتداولها وسائل إعلام لها مصداقيتها، ثم يجر رغما عنه إلى الاعتراف بمساوئ فعله القاتل.

انتقام يأخذ نظام طهران إلى منحدر الهاوية، لم يأبه به الرئيس دونالد ترامب، انقلبت مساوئه على طهران، فخسائرها البشرية فاقت حدود التصور، عشرات القتلى في دفن أشلاء قاسم سليماني، إثر تدافع هستيري نحو قارعة الموت.

ارتباك وفوضى أديا إلى إسقاط طائرة مدنية أوكرانية بصاروخ أطلقه “الحرس الثوري” من قاذفة محمولة على الكتف قي مطار طهران، ليلة الانتقام راح ضحيتها 176 راكب نصفهم إيرانيون، نفت إيران إسقاطها، ووصفت كل اتهام موجه لها هو “حرب نفسية”.

الانتقام لقتيل واحد في خطط عسكرية إيرانية لا ترقى إلى المستوى الاحترافي، أدى إلى سقوط عشرات الإيرانيين والأجانب الأبرياء، ووضعت نظام “الولي الفقيه” مذنبا أمام دول العالم، وقاتلا لا يغفر الشعب الإيراني جريمته.

انتفاضة شعبية عارمة، يواجهها النظام الإيراني الآن بالقمع، قد لا تهدأ هذه المرة إلا بإسقاط ما يصفها الشعب الإيراني بـ”الدكتاتورية الدينية في شخص الولي الفقيه”، لا يتباطأ العالم عن دعمها.

هكذا يبدو النظام الإيراني وهو يختنق بأزمات تعمد إثارتها، شعب غاضب يعود إلى الشارع بقوة محركه الأكبر الطلبة شعاره “إزاحة الولي الفقيه”، وعقوبات دولية مضافة منتظرة، وعزلة عالمية لم يشهدها من قبل، ومناطق نفوذه في العراق ولبنان وسوريا واليمن تهتز، وأتباعه الغارقون في جرائم قتل وفساد، تلاحقهم الشعوب بغية عزلهم واقتيادهم لمحاكم القضاء.

جبهات تعددت يقف النظام الإيراني عاجزا عن احتوائها بخطابه الإعلامي غير المقبول، وميليشياته الطائفية المسلحة هنا وهناك، وعصاباته المتخصصة في قتل واختطاف الصحفيين والناشطين والمنتفضين ضد سياساته التي تهدد أمن وسلامة الشرق الأوسط برمته.

النظام الإيراني لم يمتلك مستلزمات القوة منذ البدء، ولم تكن له قدرة انتزاع قواعد النفوذ في دول عربية، لولا شراكته في غزوات جورج بوش وخطة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الداعية إلى “إعادة تأهيل الدور الإيراني في الشرق الأوسط”، الخطة التي أسقطها الرئيس دونالد ترامب، فكشف عن ضعف “الولي الفقيه” في إدارة الأزمات حين يرفع عنه الغطاء الأمريكي، مستدرجا إياه إلى مشهد سياسي مرتبك.

مقالات ذات صلة