العالم

اسبانيا للمغرب: لسنا في عجلة من أمرنا لتطبيع العلاقات

الشروق أونلاين
  • 21101
  • 12

أكد وزير الشؤون الخارجية الاسباني خوسي مانويل ألباريس، أن عودة العلاقات الطبيعية بين بلاده والمغرب ستطول، مجددا رغبة اسبانيا في إيجاد تسوية سياسية للنزاع في الصحراء الغربية الذي “عمر لعقود”.

وذكرت صحيفة “الباييس” الاسبانية، نقلا عن مصادر بوزارة الخارجية أن الوزير ألباريس أعلن الجمعة أن الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والمملكة المغربية “ستطول”, مؤكدا أن “الوصول إلى هدف إعادة العلاقات بين البلدين يتطلب وقتا طويلا”.

وقال الوزير الاسباني: “التزامي هو ضمان أن تكون العلاقة مع المغرب علاقة متينة، بعيدا عن الإجراءات الأحادية الجانب (مثل الدخول غير القانوني لأكثر من 10000 مهاجر إلى سبتة في مايو الماضي)، وعلى أن تكون قائمة على الثقة والمنفعة المتبادلة”.

وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية يقول أن “إسبانيا ليست في عجلة من أمرها وأن إعادة العلاقات بين البلدين ستستغرق وقتا طويلا”.

وبحسب صحيفة الباييس، فإن “الزيارة الأولى لوزير الخارجية الاسباني إلى الرباط ليست على جدول أعماله، كما أن موعد عودة السفيرة المغربية إلى مدريد، التي كانت الرباط استدعتها في مايو الماضي، لم يعرف بعد”.

وخلال تطرقه إلى نزاع الصحراء الغربية، جدد ألباريس التأكيد على أن إسبانيا ترغب في إيجاد حل لهذا الملف الذي “عمر لعقود طويلة”, حيث بات ملفا “منسيا”.

واعتبر ألباريس أن تسوية هذا النزاع بات “واجبا أخلاقيا” باعتبار أن اطالته”تسبب المعاناة لآلاف الأشخاص” ولهذا الغرض -يقول- “نريد حلا سياسيا مقبولا للطرفين”.

تجدر الاشارة إلى أن العلاقات بين المغرب و إسبانيا تشهد أزمة اندلعت منذ معارضة اسبانيا قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال ديسمبر 2020 عندما اعترف ب”سيادة” المغرب المزعومة على الصحراء الغربية.

وتواصلت الازمة بين البلدين اثر قرار المغرب التساهل في مراقبة الحدود مع سبتة ومليلية التابعتين للسيادة الاسبانية وخاصة منتصف مايو الماضي عندما دخل إلى المدينة أكثر من عشرة آلاف مغربي منهم قرابة ألفي قاصر, تلتها سحب السفيرة المغربية كريمة بنعيش من مدريد.

كما عاد التوتر بين البلدين من جديد حول الحدود البحرية سواء في مياه جزر الكناري قبالة الصحراء الغربية بسبب التنقيب عن النفط والغاز أو في مياه المتوسط عندما أقدم المغرب على إقامة مزرعة لتربية الأسماك بالقرب من الجزر الجعفرية الاسبانية, وتقدمت إسبانيا بمذكرة احتجاج شفوية إلى سفارة المغرب في مدريد.

وبدأت السنة الجديدة على إيقاع أزمة جديدة وهي الاتهامات التي وجهتها الرباط إلى مدريد بعدم تطبيق إجراءات تتماشى ومعايير مراقبة فيروس كورونا في المطارات الاسبانية بالنسبة للمغاربة المتوجهين إلى المغرب, وجاء الرد الإسباني بالاحتجاج وتقديم مذكرة شفوية.

النظام المغربي لمدريد: الصحراء الغربية مقابل التطبيع

اشترط النظام المغربي، لتطبيع علاقاته مع إسبانيا، مزيدا من الوضوح في إشارة منه لموقف مدريد تجاه الصحراء الغربية خاصة وأنها المسؤولة تاريخيا عن النزاع بعد تسليمها الإقليم للرباط.

وجاء الشرط المغربي على لسان متحدث الحكومة مصطفى بايتاس، في مؤتمر صحافي عقده الخميس عقب اجتماع لمجلس الوزراء.

وقال بايتاس: “ إن الملك  تحدث مرتين عن أهمية العلاقات الاستراتيجية بين الرباط ومدريد“.

وأضاف: “قبل سنتين، تكلم الملك في خطابات أخرى، وحدد الإطار المرجعي للعلاقات الخارجية لبلدنا مع مجموعة من الدول في مبدأين رئيسيين هما الطموح والوضوح”.

وتابع قائلا: “الطموح موجود وعبرت عنه إسبانيا، لكن لكي يتعزز الطموح نحتاج إلى الكثير من الوضوح”.

وشهدت العلاقة بين المغرب وإسبانيا أزمة جراء استضافة مدريد بين 21 أفريل ومطلع جوان 2021، رئيس الصحراء الغربية ابراهيم غالي لتلقي العلاج من كورونا، وهو ما أغضب الرباط.

مقالات ذات صلة