-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد تسجيل 10 وفيات في ثلاثة أيام

استخفاف واضح بتدابير الوقاية من كورونا في زخم الدخول الاجتماعي

الشروق أونلاين
  • 303
  • 0
استخفاف واضح بتدابير الوقاية من كورونا في زخم الدخول الاجتماعي
أرشيف

سجلت الجزائر منذ بداية شهر أكتوبر الحالي، أرقاما مُطمئنة في ما يخص الإصابة بفيروس كورونا اليومية، وباستثناء بعض الولايات على غرار العواصم الثلاث الكبرى وتبسة، فإن الكثير من الولايات تبدو وكأنها قد نجت نهائيا من فيروس كورونا على غرار ولاية البليدة التي أصبح الصفر من حيث الإصابة والوفيات ملازما لها، أما الاطمئنان الأكبر فهو نزول أرقام الوفيات إلى حدود ثلاث فقط، ولم تسجل الجزائر من الفاتح من أكتوبر إلى غاية نهاية يوم الثالث من أكتوبر سوى 10 وفيات فقط بمجموع الحصيلة الكاملة لأيام الجمعة والسبت والأحد، وهو رقم أثلج الصدور، وفي نفس الوقت عاد المواطنون إلى الاستخفاف بإجراءات الوقاية بشكل مريع، حتى انتهت مظاهر الكمامة والتباعد الاجتماعي وتطهير الأيدي بشكل كامل.

وإذا كان المنظر العام، أمام المؤسسات التعليمية، يوحي بالتزام التلاميذ والطلبة والأساتذة من خلال مظهرهم بالكمامة، إلا أن الأمور تتغير داخل هذه المؤسسات ويبدو الاستخفاف مخيفا في الأسواق وفي الشوارع، في غياب أي التزام.

وزارة الصحة اعترفت بتراجع الإقبال على اللقاح، وصارت بعض المراكز المخصصة للقاح شبه خاوية على عروشها، برغم توفر غالبية اللقاحات المطروحة في كل دول العالم، بما فيها التي شهدت بعض الندرة في بعض الوقت مثل أسترازينيكا البريطاني وسبوتنيك الروسي، وكان وزير الصحة البروفيسور بن بوزيد قد استشرف نجاة الجزائر من مخالب الموجة الرابعة، بشرط أن تتواصل نسبة أخذ اللقاحات على نفس الوتيرة السابقة، وهو ما فهمه الكثيرون بكون جائحة كورونا بصدد لفظ أنفساها الأخيرة، والحالات المتبقية لن يكون لها أي تأثير، والدليل على ذلك تراجع عدد الوفيات من 30 حالة منذ شهر، إلى ثلاثة في إحصائيات الأحد.

يؤكد الدكتور سامي بن جبير لـ”الشروق”، ردا على سؤال حول مستقبل الجائحة في الجزائر، بأن البلاد لم تصل إلى نسبة ملقحين مطمئنة، وما قد تسببه الموجة الرابعة قد يكون بنفس ضراوة الموجة الثالثة، إن تواصل الاستهتار على نفس المنوال، من دون التزام بالبروتوكول الصحي ومن دون أخذ اللقاح، فحتى الدول الكبرى مازالت تئن تحت ضربات الفيروس القاتل، كما تبيّن أرقام يوم الأحد، حيث سجلت إنجلترا أكثر من 30 ألف حالة إيجابية، و43 وفاة، وهي التي سجلت صفر وفاة في الفاتح من جوان الماضي، وتعرف بريطانيا برغم هذه الأرقام الصعبة، انفتاحا كاملا وعودة إلى الحياة الطبيعية، حيث يتابع الجزائريون جزءا منه خلال مباريات الدوري الإنجليزي حيث تمتلئ الملاعب عن آخرها وسط حماس جماهيري كبير من دون تباعد ولا كمامات ولا سوائل مطهرة بالنسبة لجمهور الكرة.

كما سجلت فرنسا مساء الأحد 9 وفيات و3744 حالة إصابة، ولم يزد عدد الوفيات عن 7 في ألمانيا وارتفعت الإصابات إلى قرابة 5000 يوميا، أما لدى جيران الجزائر فبلغ عدد الوفيات في المغرب 24 وأكثر من 500 إصابة، وفي تونس 7 وفيات وأكثر من 200 إصابة، كما عرفت أمريكا لأول مرة منذ أشهر نزول رقم الوفيات دون 300 حالة وفاة.

سجلت الجزائر ذروة كورونا منذ بداية الجائحة خلال الصيف في موجتها الثالثة بعدد وفيات بلغ 30 وأكثر من 2000 مصاب، وهذا تزامنا مع تطبيق الحجر في كل الولايات ووسط درجة حرارة فاقت الأربعين في جميع ولايات الوطن من دون استثناء، حيث كانت الشواطئ والمطاعم مغلقة والناس بفعل الحرارة لا يتحركون إلا نادرا، والآن مع دخول اجتماعي خاص جدا، وفتح غالبية المرفقات باستثناء قاعات الأفراح، يخشى المختصون في أن يؤدي استهتار الناس إلى تهيئة أرضية دخول الموجة الرابعة وإلى تطليق اللقاح نهائيا.

ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!