-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يستحضرون البطولات في ذكرى عيد النصر.. مجاهدون لـ"الشروق":

استرجاع السيادة كان معجزة ولهذا سنبقى مستهدفين

وهيبة. س
  • 1148
  • 0
استرجاع السيادة كان معجزة ولهذا سنبقى مستهدفين
أرشيف

أكد مجاهدون أن استقلال الجزائر لم يكن مثل استقلال باقي الدول التي استعمرتها فرنسا، فلقد “تميزنا”، حسبهم، برفض التبعية التامة، والانسلاخ الكلي عن أي بقايا استعمارية ممكن أن تكون موجودة على أرض الوطن، وهذا ما يزعج فرنسا، وقادتها، ويجعلهم يواصلون حملات حرب “التحطيم” لمقومات وانجازات الاستقلال وتحريك زوابع الخلافات مع جهات أجنبية تريد أن تحقق مصالحها على حساب الجزائر.
وبهذا الصدد، قال المجاهد والدبلوماسي السابق، صالح بن قبي لـ”الشروق” إن هناك الكثير يسعون لتحريف تاريخ الجزائر، ويتعمدون نشر معطيات خاطئة للشباب، مستغلين منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الاستقلال بالجزائر كان معجزة حقيقية، وهو ما يضعنا دائما في خانة “المستهدفين”، وليس من الصدفة أن تُشنّ حملات التشويش على تاريخنا المجيد.
وأكد المجاهد بن قبي أن الشباب الجزائري لديه قدرة صناعة الأمجاد، والرموز المدافعة على شرف الجزائر وترابها، وتاريخها، مشددا على أن فئة الشباب عبر التاريخ هي من تصنع دائما أمجاد الجزائر، فقد كان هو على سبيل المثال لا الحصر من مؤسسي الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إبان الاستعمار، مكلفا بالعلاقات الثقافية، وبعد سجنه علّم المساجين اللغات العربية والفرنسية والانجليزية والايطالية.
وقال “إن الاستعمار عاشته الكثير من الشعوب، لكنه كان مختلفا عما عاشه الجزائريون مع الاستعمار الفرنسي.. لذلك ليس من باب الصدفة اليوم أن تثار ضدنا الحملات التشويشية وأن تحاك ضدنا الأكاذيب”.
وأفاد المجاهد صالح بن قبي أنّ دسائس النظام المغربي ضد الجزائر قديمة، حيث “أتذكر عندما كنت سفيرا في موريتانيا، وكان سفير المغرب في نفس البلد سنة 1971، يذهب إلى سفراء أمريكا، ويخبرهم بدراية واسعة بما يجري في موريتانيا، ويؤكد معرفته بالكثير من أسرار هذا البلد، لقد كان يريد أن يساعدوه في الكشف عن الوساطة معي، وعن علاقاتي واتصالاتي، خاصة عندما سمع بتردد الولي مصطفى السيد، المناضل الصحراوي مقاوم الأسبان، وأحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، على مكتبي في السفارة”.

طلبة ومجاهدون خلال الثورة.. وأساذة ومربون بعد الاستقلال
ومن جهته، قال المجاهد عمار بخوش، أستاذ سابق بجامعة الجزائر، أن يوم النصر المصادف لـ19 مارس 1962، كان بمثابة الحلم الوردي الذي عاشه على أرض الواقع، حيث أكد أن الانتصارات صنعها الشباب، وأن من يحب الوطن لا يتوقف عطاؤه، خاصة أن الجزائر “جنة افتقدتها فرنسا والندم عليها لم ولن يتوقف”.
وأوضح المجاهد عمار بخوش أن لحظات السعادة والفرحة كانت عارمة، بيوم النصر وعيد الاستقلال في الولايات المتحدة الأمريكية، أين كان سفيرا لجبهة التحرير الوطني، واستطاع رفقة المرافقين له من الجزائريين، إقناع الرأي العام الأمريكي بمبادئ الثورة.
وكان بين الفترة الممتدة من 1958 إلى 1960 طالبا جامعيا في دولة الكويت وأسس هناك فرع الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، حيث قال” بالعلم وحب الوطن يمكن أن يواجه الشباب كل الدعايات المغرضة ضد بلاده”.

يا شباب.. لا خوف على مستقبل الجزائر
ويرى المجاهد عبد الله عثامنية، إطار سابق بوزارة التربية وباحث في تاريخ الجزائر، أن يوم النصر من أبرز محطات التاريخ الجزائري فهو ليس فقط انتصارا للثورة التحريرية، لكنه انتصار نفسي ومعنوي عميق، لأن الاستعمار الفرنسي بقي قرنا وثلث قرن في الجزائر، أين عاش حوالي 5 أجيال من المستوطنين الذين جاءت بهم فرنسا، هذه الأخيرة التي أخبرت حينها العالم أنها اقتحمت جنة جديدة وستقدم كل المساعدات لكي تصبح الجزائر منزلا وثروة.
وقال المجاهد عبد الله عثامنية، على الشباب أن لا يخاف على مستقبل الجزائر، لأننا لا نملك عقدة نقص، حسبه، تجاه فرنسا، بينما السلطات الفرنسية لم تتخلص بعد من عقدة الاستعلاء والمستعمر، وهذا ما أبقى “الشنآن الكبير” بيننا وبينها لحد الآن.
وأكد عثمانية أن الاستعمار لمدة 132 عاما كلفنا سنوات طويلة للتخلص ونفض غبار التبعية لفرنسا، ولكن اليوم، يضيف، “يكفي أن نثبت لهم أن الجزائر استغنت عنهم”.
وأوضح المجاهد عثامنية أن الحملات التي يشنها النظام المغربي ضد الجزائر، ليست زوبعة مارة، فقد بدأ الخلاف منذ 1974، بانسحاب اسبانية من الصحراء الغربية، واجتماع القمة العربية التي حضرها الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، والملك المغربي الحسن الثاني.
وقال إن الجزائر متمسكة بفكرة تقرير المصير للشعب الصحراوي، وهذا بعد أن تلقى “خديعة” النظام المغربي الذي اخترق توصيات القمة العربية لسنة 1974.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!