-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في كتاب جديد عن نمط العيش الإمبريالي:

استغلال الإنسان والطبيعة في الرأسمالية العالمية

ع.ع
  • 319
  • 0
استغلال الإنسان والطبيعة في الرأسمالية العالمية
ح.م

صدر حديثا عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب نمط العيش الإمبريالي: استغلال الإنسان والطبيعة في الرأسمالية العالمية للباحثين الألمانيين، أولريش براند، وماركوس فسن، ترجمة بشار الزبيدي.
يتناول هذا الكتاب الأزمات المتعدّدة للرأسمالية العالمية وعلى رأسها الاقتصادية والبيئية والديمقراطية، وعلاقتها بأنماط العيش في بلدان الشمال وبلدان الجنوب، حيث يرى المؤلفان أن نمط العيش الحالي السائد يحمل الصفة “الإمبريالية”، لأنه يتطلّب وصولًا غير متناسب وغير محدود إلى الموارد ومصارف انبعاثات الكربون وإلى اليد العاملة. يحلّل المؤلّفان نمط العيش الإمبريالي بوصفه تقييدًا هيكليًا لفرص الناس في بلدان الشمال وبلدان الجنوب. يكمن التناقض الأساسي لهذا النمط من العيش في أنه يتوسع نحو بلدان الجنوب، على الرغم من أنه لا يمكن تعميمه لأسباب اجتماعية وبيئية.
يدعو الباحثان أولريش براند وماركوس فسن إلى تبني “نمط عيش تضامني” قائم على العدالة وحماية البيئة بدلًا من “نمط العيش الإمبريالي” القائم على الاستغلال وتدمير البيئة، وهما يدعوان إلى النضال من أجل ديمقراطية الطاقة والتحوُّل الأخضر والسيادة الغذائية وتمهيد الطريق إلى تحوُّل اجتماعي – بيئي حيوي يخدم الجميع، وفي المقام الأول البلدان الفقيرة.
يعكس هذا الكتاب، والذي جاء في ثمانية فصول، فضلاً عن المقدمة والمراجع والفهرس، حرص الباحثَين واهتمامهما بالقضايا الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والسياسية الجوهرية التي يجهلها الكثير من الناس، وهو دعوة صريحة ومُلحَّة إلى “تحول اجتماعي – بيئي” شامل وعادل وإلى التأسيس لنمط عيش مستدام قائم على التضامن، يُنصِف الإنسان والبيئة على حد سواء.
وفي سياق آخر، صدرت عن المركز نفسه الطبعة الرابعة من كتاب “نقد الثقافة الغربية: في الاستشراق والمركزية الأوروبية”، للدكتور عبد الإله بلقزيز، وهو الجزء الرابع والأخير من مشروع العرب والحداثة” الذي سبق أن نشر المركز أجزاءه الثلاثة السابقة: من الإصلاح إلى النهضة، من النهضة إلى الحداثة، ونقد التراث.
وهذا الجزءُ شديدُ الصّلة بسابقهِ نقد التراث لأنهما معاً يتناولان الإشكالية عينَها في الوعي العربي “الأنا والآخر” من زاويتين مختلفتين، يتناول نقد الثقافة الغربية، ونقد التراث، تياراً من تيارات الفكر العربي الحديث والمعاصر يمارس أعلامُه نقداً للأنا والآخر معاً، لا من موقع الدفاع عن التراث بكليته ولا من موقع التماهي مع الثقافة الغربية بكليتها، بل هم يجمعهم مشروع ثقافي واحد هو الحداثة، لا بوصفها نموذجاً للاستنساخ والتقليد واستيراد الفكر كسلع جاهزة، بل بوصفها مشروعاً تاريخياً كونياً تبنيه الثقافات والمجتمعات مستفيدة من خبرات الآخرين.
يركز هذا الكتاب على محورين من محاور الثقافة الغربية طالما كان لهما تأثير في علاقة أوروبا والغرب بالآخر، وبخاصة الآخر العربي، أي الاستشراق والثقافة الأوروبية التمركز، اللذان يمثلان اثنين من أهم محاور نقد الثقافة الغربية في فكر الحداثيين العرب الذين يتناول هذا الكتاب بالتحليل والنقد أعمال نخبة منهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!