-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رحلة عمرة تنتهي مأساة و"تغريدة دامعة" تستنفر الجزائريين

استقبال شعبي للطفل عمار لعور بتبسة

بلقاسم دريد
  • 2933
  • 0
استقبال شعبي للطفل عمار لعور بتبسة
ح.م

تحوّلت رحلة مناسك أداء سُنّة العمرة، لعائلة لعور، المقيمة ببلدية مرسط التي تبعد عن تبسة بحوالي 35 كلم شمالا، إلى مأساة حقيقية، دفعت خلالها العائلة فاتورة وفاة الأم “نجاة.ف”، بشكل مفاجئ، باسطنبول وبقاء الوالد عمر وابنه عمار، البالغ من العمر 15 سنة، أربعة أيام كاملة بالعاصمة التركية، يعاني الحزن والتيهان، لولا تدخل السلطات العليا الجزائرية، لكان مصير الوالد وابنه الضياع، وعدم التمكن من تحويل جثة الأم التي توفيت بالمستشفى، إلى ولاية تبسة بالجزائر، بعد أن تخلى عنها حسب الأب منظم رحلة العمرة، واعتذر قائد الطائرة التابعة للخطوط التركية لاستحالة الانتظار.
رحلة العُمر التي تحولت إلى مأساة، بدأت منتصف شهر نوفمبر الماضي عندما زفّ الأب والزوج عمر، لعائلته الصغيرة، قراره السعيد بالتوجه إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة رفقة زوجته نجاة وابنه عمار المقيمون بحي الفيلاج ببلدية مرسط، والأب متقاعد من سلك الأمن، فكانت فرحة الزوجة صاحبة الـ55 سنة لا توصف، أما ابنه عمار المتمدرس بالسنة الرابعة متوسط، فقد وعد والده بالعودة القوية للدراسة والنجاح نظير هذه الهدية التي لا ثمن لها، وكان الإقلاع إلى جدة عبر مطار قسنطينة ومنها إلى تركيا في منتصف شهر نوفمبر، وتمت المناسك بصفة عادية وفي ظروف ممتازة مليئة بالفرحة العائلية، مثل ما أكده الوالد عمر للشروق اليومي التي تنقلت إلى مقر سكنه في مرسط، لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن الطائرة، وأثناء عودتها من مطار جدة، توقفت كما كان منتظرا باسطنبول، لتظهر على الأم، فجأة، أعراض مرضية من خلال آلام عامة في الجسم، وفشل كبير، لا أحد فهم أسبابه، كما قال الطفل عمار للشروق، استلزم تحويلها إلى المستشفى في العاصمة التركية، حيث قدمت لها إسعافات خفيفة.
وأثناء عودة والدة عمار إلى مطار اسطنبول، وأمام الطائرة عاودتها نفس الأعراض، وهو ما أجبر قائد الطائرة إلى اتخاذ قرار بالإقلاع من دون انتظار مرة أخرى، نظرا لارتباطات الطائرة برحلات أخرى وخلوّها من أطباء مختصين، ليجبر الوالد عمر وابنه عمار، على البقاء في اسطنبول، ونقل الزوجة إلى المستشفى، في غياب أموال لتحمل مصاريف الإيواء والتنقل والعلاج، وازداد الأمر تعقيدا يوم السبت الماضي، حينما فارقت الزوجة الحياة، فكانت الصدمة الكبرى، ولم يجد الوالد عمر وابنه عمار، من حل إلا استعمال “الفايس بوك” لإسماع صوتهما، وطلب الاستغاثة فكان فيديو الطفل عمار عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو يذرف الدموع على فقدان أمه بعد أيام عمرة كانت أشبه بالأحلام، ويطلب المساعدة لنقل جثة أمه، لدفنها بأرض الوطن، وسط أهلها.
فكانت التغريدة الناطقة مزلزلة لمشاعر أبناء ولاية تبسة وللكثير من الجزائريين في الجزائر وخاصة في فرنسا وتركيا، الذين تحركوا بقوة وفي كل الاتجاهات، إلى أن وصل الأمر إلى مصالح وزارة الخارجية الجزائرية، التي أمرت القنصلية الجزائرية باسطنبول، بإيجاد حل عاجل ونقل الوالد والابن، والأم المتوفاة إلى الجزائر، وهو ما كان فعلا، حيث وصل الأب عمر وابنه عمار في رحلة من اسطنبول إلى قسنطينة، مساء الاثنين، في حين كان وصول الجثمان إلى مرسط في تبسة صباح الثلاثاء، حيث كان المئات من المواطنين في استقبال أفراد العائلة، إذ تعالت أصوات التكبير والتهليل فرحا بعودة الوالد وابنه، وألما وحزنا على فراق الأم في رحلة عمرة بالبقاع المقدسة، وقد حاولنا الاتصال بالوكالة المعنية بتسفير الجزائريين إلى العمرة، ولكن الأمور كانت معقدة لأن المنطقة وكامل ولاية تبسة، لا تمتلك وكالات خاصة بالعمرة، وإنما وسيط قام بالتوسط بين وكالة من العاصمة والعائلة، إلى درجة أن الأب، يجهل حتى اسم الوكالة. وقد عرفت عائلة لعور طوال  الثلاثاء زيارات مواساة من طرف والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي، ومسؤولين جاءوا من كل مناطق الوطن وعبّروا جميعا عن استعدادهم لمساعدة العائلة ماديا، كما شهدت جنازة الأم المتوفاة والتي أقيمت زوال الثلاثاء، حضورا من كل الأطياف ضمن تقليد تضامني جزائري، طمأن الطفل عمار الذي هزّ مشاعر الناس بالفيديو الذي بثه على حسابه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!