-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ظل تأكيد تقارير رسمية ودولية عن تصعيد حرب المخزن ضد الجزائر

… استنفار للوقاية من المخدرات

ق. م/ س.ع
  • 3384
  • 0
… استنفار للوقاية من المخدرات
أرشيف

استدعت وزيرة التضامن الوطني والأسرة قضايا المرأة كوثر كريكو، الخميس، المجلس الوطني للأسرة في دورة غير عادية لمناقشة آليات الوقاية والمكافحة من مخاطر المخدرات في الوسط الأسري، أين تم إطلاق المنصة الرقمية تحت اسم “العائلة تستشير” لتقديم استشارات وتكفل نفسي لربات الأسر التي تلاحظ مؤشرات تعاطي المخدرات على أحد أفرادها.
وأوضحت الوزيرة أن إطلاق هذه الخدمة الرقمية من شأنها تسهيل عمليات التواصل لفائدة العائلات والاستفادة من توجيهات الخلايا الجوارية التابعة لقطاع التضامن الوطني.
وأضافت أن هذه الخدمة تندرج في إطار تجسيد إستراتيجية قطاع التضامن الوطني الرامية إلى عصرنة الإدارة قصد تحسين الخدمة بوضع منصات رقمية للخدمات الاجتماعية، على غرار تلك الموجهة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص المسنين لتمكين هذه الفئات من طرح انشغالاتها بغية التكفل بها من طرف المصالح المعنية.
وفي ذات السياق، أشارت الوزيرة الى جهود القطاع لمرافقة الفئات الاجتماعية بهدف الحفاظ على التماسك الأسري من خلال توعية الأسرة بآليات الوقاية من الآفات الاجتماعية ومن مخاطر المخدرات.
من جهته، تطرق مدير التعاون الدولي بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات، فاتح داودي، إلى ظاهرة الإدمان، مشيرا إلى أن المراهقين والشباب هم الأكثر عرضة لاستهلاك المخدرات.
وأشار إلى أن الجزائر “ليست بمنأى عن مخاطر آفة المخدرات“، مشيرا الى أن معظم كميات القنب الهندي “قادمة من الحدود الغربية لبلادنا”.
وقال أن المؤشرات العديدة المستخلصة من التقارير الدورية التي ترد من مصالح مكافحة المخدرات إلى الديوان الوطني لمكافحة المخدرات توحي بأن الظاهرة في “تزايد مستمر”، مذكرا بـ”المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة لحماية الشباب من الآفات الاجتماعية وصون صحتهم وحياتهم وضمان مستقبلهم”.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء جاء بعد تحذير مصالح الأمن الوطني من ترويج مخدرات ومهلوسات على شكل حلويات من مختلف الأشكال والألوان موجهة للأطفال، ودعت الأولياء إلى توخي الحذر، وهذا بعد ما تمكنت مصالح أمن ولاية وهران، مؤخرا من الإطاحة بشبكة إجرامية تقوم بصناعة المخدرات الصلبة والأقراص المهلوسة في ورشة سرية للمتاجرة بها ضمن شبكة إجرامية دولية، الجزء الأكبر منها كان موجها للأطفال المتمدرسين. وشكلت هذه المعلومات صدمة وسط الأولياء، خاصة بعد تأكيد الأمين العام للإتحاد الوطني لأولياء التلاميذ عادل زروقي في تصريح سابق لـ”الشروق” أن انتشار هذه الظاهرة طال جميع الأطوار المدرسية، بوجود عصابات تترصد المتمدرسين وتبيع مختلف الحبوب المهلوسة على شكل حلويات على الأرصفة والشوارع المحاذية للمؤسسات التربوية، مطالبا بتشديد الرقابة وحملات التحسيس والتوعية وتأمين المحيط المدرسي من هذه الآفات.

عرار: نحن نعيش ذورة استغلال الأطفال في المخدرات
من جهته أكد رئيس الشبكة الجزائرية لحماية الطفولة عبد الرحمان عرعار أن الجزائر تعيش ذروة انتشار المخدرات منذ الاستقلال، خاصة وسط الطفولة الصغرى التي باتت تُستغل في الترويج وتتعرض للإبتزاز، وأضاف في تصريح للشروق اليومي أن الأرقام الخضراء لاستقبال انشغالات الأولياء في هذا الإطار هي بداية الحل، وهو ما شرعت فيه شبكة “ندى” منذ سنوات طويلة أين استقبلت عددا كبيرا من مكالمات الأولياء الذين اشتكوا من استغلال أطفالهم في استهلاك وترويج المخدرات، وكشف عرعار عن وجود عائلات بأكملها تتاجر في المخدرات واستغلت أطفالها في الترويج.
وكشف محدثنا عن معضلة حقيقة تعاني منها الجزائر، وهي النقص الفادح في مراكز علاج الأطفال والمراهقين من الإدمان، حيث تعتني أغلب المراكز بالأشخاص أكبر من 18 سنة، وقال إن الدولة مطالبة بوضع خطة تتوفر على مختلف آليات المرافقة والعلاج باستحداث مراكز خاصة بعلاج وحماية الطفولة من آفة المخدرات وتوجيه وحشد جميع الجهود الرسمية والجمعوية في الميدان للوصول لأكبر عدد من العائلات والأطفال في مجال التحسيس والتوعية والمرافقة، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على شبكات الترويج لهذه السموم.

حاثّين الأولياء على التواصل مع أبنائهم وتغليب لغة الحوار
الأئمة ينخرطون في حملة الوقاية من آفة المخدرات
أثار أئمة المساجد عبر مختلف أرجاء الوطن، في خطبة الجمعة، دور الأسرة في وقاية الأبناء من المخدرات وتحصينهم من السقوط في هذه الآفة الخطيرة.
وفي إطار مواصلة الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات، شدد الخطباء عبر مساجد الوطن على أن الأسرة تعد “صمام الأمان وحصن الأبناء من المخدرات والمهلوسات”، فضلا عن كونها “مدرسة التربية الأولى في حياة الفرد”.
كما ذكر الخطباء الوالدين بأنهما “أول مسؤول عن وقاية أبنائهم من كل أنواع الانحراف والجنوح عن جادة الصواب ووقايتهم من الوقوع في شراك المخدرات والمهلوسات العقلية”.
ومن هذا المنظور، تم حث الأولياء على التواصل مع أبنائهم وتغليب لغة الحوار معهم مع اللجوء إلى استعمال الحكمة والرفق في التعامل معهم من أجل تجنيبهم مغبة الوقوع في كل الآفات كالمخدرات والمؤثرات العقلية.
كما يقع على كاهل الأسرة والأولياء تحديدا –مثلما أكد عليه خطباء المساجد– مرافقة الأبناء في اختيار الرفقة الصالحة لما لها من أثر عظيم في سلوكم والسهر على تقوية الوازع الديني وتنمية الروح الوطنية لديهم.
وكانت لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد جددت مؤخرا التأكيد على تحريم المخدرات والمهلوسات والمؤثرات العقلية “تعاطيا واستهلاكا وترويجا وبيعا”، داعية الأسرة الجزائرية إلى الحرص على حماية أبنائها من هذا الخطر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!