-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شباب حلمهم رفع الجزائر تكنولوجيا.. لكن خذلتهم الإمكانيات المادية

“اف ريكا” أول روبوت جزائري يدخل الرقمنة لاستخدامات متشعبة

راضية مرباح
  • 4072
  • 8
“اف ريكا” أول روبوت جزائري يدخل الرقمنة لاستخدامات متشعبة
ح.م

كثر الحديث عبر العالم عن مصطلح ريادة الأعمال وما تفرع عنه من انتشار للشركات الناشئة التي يقودها شباب يحملون أفكارا أقل ما يقال عنها إنها جديدة مبتكرة أو قديمة أدخل عليها جانب من العصرنة والرقمنة، بعدما طلّقوا قيود البطالة ليطلقوا العنان لأفكارهم الحبيسة وتجسيدها على الواقع، ولعل الجزائر من ضمن هذه الدول التي انتشرت بها مثل هذه الشركات خلال السنوات الأخيرة، أبرزهم أولئك الشباب الذين يهتمون بالمجال البيئي والاقتصادي والتكنولوجي إلى أن وصلت آخر اختراعاتهم إلى مولود أول روبوت جزائري أطلق عليه اسم “اف ريكا” يتم التحكم فيه عن بعد بواسطة الأنترنيت.

تمكنت مجموعة من الشباب من تجسيد أول روبوت جزائري ومنح له اسم “اف”، وهو ما يعبر عن العمود الفقري بالنسبة للروبوت الكامل المقسم جسده إلى قسمين، فالعلوي منه والذي يحمل رأسا أسود يعبر عن الشخص الإفريقي، ولأن الجزائر بوابة إفريقيا حاول المخترعون مزج شكله الذي يعبر عن القارة كهدية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لما حققه من سلم واستقرار للوطن وللراحل الأمريكي جون كنيدي تكريما لمواقفه الداعمة لحرية واستقلال الجزائر. وإن كان هذا الإنجاز الأكثر تحديا لهؤلاء الشباب نظير الخدمات المعتبرة التي يمكن أن يقوم بها عن طريق التحكم فيه عن بعد، فيمكن أن يكون بديلا عن الممرض في المستشفيات كما يستخدم في المعارض، في حين ينوب عن الشخص المضياف الذي ينتظر صديقا له بالمطار حتى إن مجموعة منهم يمكن أن تجري مقابلة في كرة القدم بين فريقين دون حضور اللاعبين الذين يمكن أن يتحكموا فيه من بيوتهم عن طريق أجهزة ولوحات الكمبيوتر، لتختتم المقابلة بروح رياضية يمكن أن تكون قدوة بملاعبنا مستقبلا.

من فكرة إلى واقع.. “اف ريكا” يرى النور

يقول، أمحمد زرنوح، الملقب بـ”الزين” وهو شاب ثلاثيني مخترع ومستشار شركتهم الناشئة والتي تحمل علامة مفتاح في إشارة منهم إلى أن الجزائر هي بوابة إفريقيا وهي من تفتح الآفاق للقارة، آملين في تغيير العالم باختراعات أكثر إنسانية على تلك المدمرة، أسسها رفقة مجموعة من أقرانه ـ يقول إن فكرة اختراعاتهم أتت من منطلق الأقوال الخالدة للرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي، فكل مقولة له يتم تشريحها، تحليلها مقابل تقديم اختراع مناسب لها، وأشار المتحدث أن اختراعاتهم تصب في محاولة منهم لتغيير النظرة للعالم من خلال منظور أو فرضية لو كان الرئيس الأمريكي كنيدي حيا، كيف ستكون التكنولوجيا؟ حيث تخيلها هؤلاء على أنها ستكون مغايرة لما هي عليه الآن أو بشكل أحسن عما هو بين أيدينا في عصرنا هذا.. يتابع “الزين” كلامه بالتفصيل عن اختراعهم لـ”اف ريكا” وهو روبوت تم إنجاز نسختين منه منذ أكثر من سنة بعد جهد كبير، حيث منح أول اختراع لمركز البحث العلمي للتطور التكنولوجي، فالقسم السفلي المدعو “AF” يعبر عن حامل الروبوت وركيزته أو الأساس والذي اختير له أن يكون لونه أبيض يرتكز على 4 عجلات تساعده على التنقل أما الجزء العلوي “RIKA” فيحمل صدره لوحة رقمية ويدين، فضلا عن الرأس، حيث اختير الفريق العامل عليه أن يتم المزج بين اللونين الأبيض والأسود في تشكيل الروبوت، تعبيرا عن جنس القارة الإفريقية وتعايشها. وكشف زرنوح في هذا الصدد أن فريقهم الذي نجح في تجسيد الروبوت قرر أن يمنح لكل بلد إفريقي نسخة منه كهدية لإبراز وحدة الشعوب ونبذ التعصب من أجل التعايش السلمي الذي يحتاجه العالم اليوم أكثر من أي ذي وقت مضى.

“اف ريكا”.. ينوب عن الممرض بالمستشفيات والمرشد بالمعارض والمطارات..

يواصل زرنوح، حديثه عن اختراعاتهم التي جسدوها من خلال شركة “Liia” باعتبارها نموذجا اختارها هؤلاء الشباب من منطلق فكرة STARTUP MONDIAL بعنوان لو كان الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي، حيا كيف سيكون العالم وذلك تكريما له ولمواقفه المشرفة لاستقلال الشعوب ووقوفه مع حقوق الإنسان وحق كل فرد في حرية التعبير والتعليم عبر العالم، عن طريق منتجات واختراعات بها لمسات إنسانية مما يعطي للشركة طابعا جديدا لتغيير نظرتنا للعالم وتقديم حافز للشباب من أجل تغيير العالم للأفضل -يقول إن الروبوت “ا ف” يمكن له أن يُستعمل بمفرده دون إلصاقه بـ”ريكا” جزؤه المتبقي، حيث تتمكن أعمدته العلوية من حمل لوحة رقمية تحمل الصوت والصورة للمستقبل كطريقة التعامل مع تقنية “الفايبر”. وعن كيفية التحكم في هذا الاختراع، يقول زرنوح إن مبدأه هو الانترنيت، حيث يمكن تحركيه وتسييره في مختلف الأماكن والاتجاهات حتى ولو كانت مسافة كبيرة بينه وبين صاحبه باستعمال اللوحات الرقمية أو الكمبيوتر سواء كان المتحكم بالبيت أو المكتب كما يتم تحريكه بواسطة الهواتف الذكية المحمولة عن طريق وضع رقم تسلسلي أو رابط يسمح التحكم بالروبوت بشكل سلس، ويضيف المتحدث أن للروبوت عدة استخدامات يمكن أن يستعان بها في المعارض الدولية من طرف المستثمرين أو المنتجين الذين يعرضون منتجاتهم وأعمالهم بأروقة المعارض من داخل مكاتبهم دون أن يفرض عليهم الأمر التنقل إلى البلد المنظم، حيث يجوب كامل المعرض ويتصفح كل المواقع والأجنحة عن طريق توجيه الروبوت إلى الجناح المطلوب أو حتى الموقع المخصص لمنتجاته المعروضة حتى إنه يمكن له أن يتحدث إلى زوار المعرض بغرض الإجابة عن استفساراتهم.. استخدامات أخرى يمكن للاختراع أن يجسدها على أرض الواقع، فبإمكان الروبوت أن ينوب عن الممرض بالمستشفيات، ويقول ممثل عن الشباب المخترع في هذا الصدد، إن “ريكا” التي تحمل الرأس واليدين بإمكانها لعب دور المراقب في المصحات الاستشفائية، حيث يستطيع الطبيب المعالج أن يقبع في مكتبه ويقوم بجولة عن بعد لمختلف غرف المرضى بواسطة الروبوت الذي يكون هنا بمثابة عينه التي يتفقد بها مرضاه، ليرى بعين اللوحة الإلكترونية للروبوت أي مضاعفات أو ما يمكن تقديمه من مساعدة للمريض تقتضي التدخل الفوري، ويقول صاحب الاختراع إن “ريكا” التي تحمل يدين بإمكانها حمل الدواء للمريض وحتى الماء وتوصيله له في الوقت المضبوط، وللروبوتات دور آخر في المطارات، حيث بإمكانها استقبال أي ضيف آت من الخارج دون التنقل إلى عين المكان خاصة في حالة عدم القدرة على الوصول في الموعد المحدد لبعد المكان أو حدوث طارئ أو عمل معين يجعل المعني يتخلف عن استقبال ضيفه، حيث يمكن له رؤية زائره عن بعد مسافة معينة سواء من داخل مكتبه أو في أي مكان كان، ويوجهه عن طريق الروبوت كما يمكن رؤيته ومحاورته وإخراجه إلى غاية سائق الأجرة الذي ينتظره خارج المطار. إلى ذلك يرى مخترعو “اف ريكا” أن اختراعهم يمكن أن يقوم بدور تهذيبي في الملاعب بعدما عرفت ارتفاعا غير مسبوق في الاعتداءات والفوضى لغياب الروح الرياضية بين الفرق وحتى مدعميهم، حيث يمنح لكل فريق روبوت بنفس عدد اللاعبين وبحضور الجمهور، أين يتحكم كل لاعب من بيته بالروبوت الذي يحمل رقمه في مقابلة شيقة تنتهي بنفس مرحة لم يعتد عليها الجمهور من قبل حتى يضمن بذلك عودة الآمان والروح الرياضية إلى ملاعبنا.

مآخذ عازلة للكهرباء.. مصحف ذكي ومشروع بيئي للمسجد النبوي وقائمة طويلة من الاختراعات

اختراعات هؤلاء الشباب لم تقتصر على الروبوت “اف ريكا” بل امتدت إلى مشاريع أخرى تصب أغلبها في الحفاظ على البيئة والنظافة خدمة للإنسانية، فيقول زرنوح في هذا الصدد أن شركتهم المعروفة بـ”ليا” وبتضافر مجهود المجموعة، وفقت أبحاثهم وتكللت بإعداد مآخذ كهربائية عازلة للكهرباء، حيث يمكن أن تُلمس من طرف الأطفال في حالة تبللها دون أن تعرض حياتهم للخطر، وقال زرنوح في هذا الصدد إن شركتهم التي حصلت على العديد من الميداليات بالجزائر وإفريقيا وفرنسا عن أحسن الاختراعات المتعلقة بالمآخذ، أتتها الفكرة من أجل إنقاذ الأطفال الذين يموت منهم 200 طفل سنويا سواء بالجزائر أو بالعالم نتيجة التكهرب الذي يتعرضون له جراء استعمال المآخذ في حالات متعددة تكون أغلبها خاطئة، كما تطرق المتحدث للمصحف الذكي الذي تم اختراعه، حيث يتم تصفح أوراقه دون لمسه، مذكرا وفي الوقت ذاته بالرسالة النبيلة التي يمكن أن تكون بمثابة صدقة جارية لهؤلاء الشباب بتجسيد مشروع طُلب منهم لفائدة المسجد النبوي، وقتها فكر هؤلاء في كيفية إيجاد صيغة تبقي على نظافة المسجد، وهنا يقول زرنوح إن فريقهم فكر في إدخال مادة عازلة مائة بالمئة تعزل الماء عن الأوساخ، حيث تضاف المادة التي تسمى بـ”Nanoparticules” إلى المواد المستعملة في المسجد كالبلاستيك مثلا الذي يصنع منه أحذية الوضوء البلاستيكية “الخف” أو حتى الإناء البلاستيكي الذي يستعمل هو الآخر في الوضوء ومعها صنابير المياه والسجاد لضمان نظافة المسجد انطلاقا من بيت الوضوء إلى غاية قاعة الصلاة. كلها اختراعات وأخرى يطول الحديث عنها تنتظر الدعم من طرف السلطات العليا لإبراز مواهب شابة جزائرية أنهكتها ظروفها المادية مقابل المطالب المغرية التي يتلقاها هؤلاء من الخارج للاستثمار في طاقات الجزائر الخفية والتي تستنزفها سنويا مختلف دول العالم، حيث أكد زرنوح في هذا الشأن أن شركتهم تلقت العديد من العروض من دول الخليج للاستثمار في مجالات متشعبة غير أنهم يفضلون تجسيدها بوطنهم الذي اعتبروه الأولى من بقية الدول.

مدير الحظيرة الإلكترونية لسيدي عبد الله لـ”الشروق”:
مستعدون لمرافقتهم وتوجيههم لكننا عاجزون ماديا

أبدى مدير الحظيرة الالكترونية لسيدي عبد الله إبراهيمي، استعداد مصالح لإرشاد واستقبال الشركة الناشئة التي يقودها هؤلاء الشباب، عن طريق مرافقة أعضائها وإدماجها ضمن الحظيرة بتخصيص لهؤلاء مكتب خاص بهم ومنحهم كل الإمكانيات المتاحة كالانترنيت لمواصلة أبحاثهم وتقديم كل الحلول والنصائح والإرشادات اللازمة، داعيا إياهم إلى التقرب من الموقع لإظهار قدراتهم أكثر. أما بشأن الجانب المادي فلم يخف المتحدث عدم تمكن الحظيرة من دعمهم بالأموال كونها مؤسسة عمومية غير متمكنة في هذا الشأن، وعمّا يمكن أن تقدمه من إضافات لهؤلاء الشباب الذين يطمحون لإبراز مواهبهم ودخول عالم الاستثمار، فأكد إبراهيمي أنه بالنظر إلى افتقارهم للتمويل أو ميزانية خاصة بذلك يمكن مساعدتهم عن طريق البحث عن طرق لإيجاد الزبائن لهم حسب القطاع المطلوب الذي يتماشى مع أي مشروع كان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • مجبرعلى التعليق - بعد القراءة

    لا تنتظر شيء من الدولة فهذه الاخيرة قراتك و وجداتك الباقي على اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة ....... هذا هو منطق الغرب مع الأبحاث فهم من يرعاها فالفائدة تعود لهم ... فلا داعي لللعب على العاطفة و الدولة موفرتش و ووو

  • Nacer bouchelahkem

    كي بديت نقرا فالمقال فرحت و عجبني الحال و كي لحقت السطر الاخيرطارت الفرحة وطاحت الدمعة

  • إيمان

    الجزاىر لا تنقصها كفاءات او عقول بل الإرادة غائبة والأكثر من ذلك البيروقراطية وكسر الاخر ،،،،، تبارك الله في مثل هولاء الشباب بالتوفيق لكم

  • العباسي

    الف مبروك والمزيد من التقدم بصح سمحولي يتشبه لCitroën 2 CV هههههههههههههه

  • karim

    موضوع رائع ويطلع المورال ... اتأسف لحالم ولحال بلدنا الدي يهمش العلماء ويقصيهم ويصفق للمغنيين ولكرعين لمعيز الدين يصرف من اجلهم الاف الملايير ولايقدمون شيئا بالمقابل اما انتم ربي يوفقكم وربي يهدي ولاة امورنا باه يلتفتو ليكم ويعطيوكم حقكم.

  • azer

    اين امثال ربراب للاستثمار في هذا المجال ولو بقسط ظئيل ؟
    ثم بعدها اين تجار الشنطة ليقوموا بالتصدير بدلا من الايستيراد ؟

  • You

    ما شاء الله تبارك الله بالتوفيق

  • Les Miserables

    Voilà les informations dont nous avons besoin et non les déclarations et fatawi de FERKOUS et compagnie