الرأي

الآكل والمأكول في طورطة الإسلاميين!

جمال لعلامي
  • 4778
  • 7

الشيخ أبو جرّة سلطاني، أخرج حمس من التحالف الرئاسي، وأدخلها في “تحالف إسلامي”، مثلما فكّ رباط الحركة مع شريكيها في الحكومة، الأفلان والأرندي، وأبرم لها اتفاقا أو صفقة مع شريكين جديدين في “المعارضة”، هما النهضة والإصلاح، وحتى إن كانت “الشركة هلكة ولو في مكة”، يجب طرح السؤال التالي: هل يعرف خليفة الراحل محفوظ نحناح ما الذي يفعله بحركة حماس؟

تـُرى: مَن المفيد والمستفيد، ومن الرابح والخاسر في “تكتل الإسلاميين”؟، ماذا ستعطي النهضة والإصلاح لحركة حمس؟، وماذا ستأخذ الإصلاح والنهضة من حمس؟، لماذا خرج سلطاني بحمس من التحالف الرئاسي، ولماذا دخل بها في تكتل مع حركتي ربيعي وعكوشي؟، هل سيجني أبو جرة مع “خصمي” جاب الله ما لم يجنه من “صديقيه السابقين”، بلخادم وأويحيى؟

لماذا لم يدخل جاب الله بحركته الجديدة “العدالة والتنمية” إلى هذا التكتل؟، ولماذا تجنبه أيضا عبد المجيد مناصرة وفضل تحييد حركة التغيير”؟ هل تواجد ربيعي وعكوشي، هو سبب امتناع جاب الله؟، وهل تواجد سلطاني هو سبب نفور مناصرة؟ وعليه: أليس في هذا التكتل والامتناع، حساسيات وحسابات شخصية، ستضرّ بهؤلاء وأولئك في التشريعيات المقبلة، وما محلّ “توصيات” جماعة “الإخوان المسلمين” من إعراب كل الذي حدث؟

الذي حصل وسيحصل، يؤكد لما لا نهاية، أن “الإسلاميينفي الجزائر قرّروا تقسيم “دمهم” وأصواتهم على قبائل حزبية متناثرة ومتناحرة، وفي البداية والنهاية، فإن الخلافات والنزاعات، وعقدة الزعامة، هي التي فعلت فعلتها بتيار لم يعد قادرا على توحيد صفوفه، بسبب أنانية مفرطة ونرجسية زائدة وغرور قاتل!

كان لـ”تكتل الإسلاميين”، أو، تحالفهم، أن يكون ذو معنى، لو وضع جاب الله يده في يد ربيعي وعكوشي، ووضع مناصرة يده في يد سلطاني، لكن التنافر بدل التغافر، بين هؤلاء المتناحرين والمتصارعين، على “الوعاء الانتخابي للإسلاميين”، يرسم صورة أخرى عن تيّار يصرّ على ضرب الريح بالعصا والحرث في الماء!

نعم، لم يتكتل الإسلاميون، وإنـّما الذي حدث، هو إبرام حلف” لتكسير ومواجهة “حلف” آخر، ففيما اختار سلطاني صفّ ربيعي وعكوشي -ولا يجب هنا القول- بأن حمس اختارت صفّ الإصلاح والنهضة، فإن الأكيد أن مناصرة سيبحث عن “حلف” بمقدوره افتكاك أصوات الإسلاميين من فم الأسد، فيما سيبحث جاب الله هو الآخر عن “حليفه” حتى وإن كان الرجل يلتقي هو ومناصرة في مفترق طرق “التكبّر والغرور” السياسيين!

أغرب ما في التيار الإسلامي، على اختلاف أحزابه، هو أنه مازال يتسوّل في السرّ والعلن، لما يسمىّ بـ”وعاء الفيس”، والأغرب أنهم يتوسلونهم بدل أن يـُقنعوا مناضليهم والمنخرطين في أحزابهم، بالتصويت لفائدتهم ولصالح التكتلات الجديدة، التي في غالب الظن سيحصل لها ما حدث للغراب الذي أراد تعلم مشية الحمامة، فلا هو تعلمها ولا هو حافظ على مشيته!

قد يندم سلطاني قبل أو بعد التشريعيات، وقد يفرح كثيرا ويتقاسم نصره” مع ربيعي وعكوشي، وقد يندم أيضا مناصرة، لأنه لم يلتحق بالتكتل، وقد يسعد، لأنه فضل المغامرة والمقامرة، وقد يندم جاب الله على “ثقته في نفسه”، وقد يكون أسعد زعيم في التيار الإسلامي.. الأيام القادمة ستضيء خفايا وخبايا تحالف وتخالف الإسلاميين!

مقالات ذات صلة