الجزائر
في تعليمة لوزارة الشؤون الدينية:

الأئمة في “جمعة موحدة” حول المخاطر الأمنية بالمنطقة

الشروق أونلاين
  • 5323
  • 0
الارشيف
الأئمة لتوعية الناس بمخاطر الإرهاب

قررت الحكومة الاستنجاد بمنابر المساجد، ردا على حملات تقودها أطراف داخلية وخارجية لتحريض الشباب على الأفكار الجهادية، حيث طالبت الأئمة بتخصيص فقرات من خطب الجمعة لتوعية الجزائريين من هذه المخططات التي ترمي إلى تفتيت الجزائر.

وحسب ما أكدته مديرة ديوان وزير الشؤون الدينية منية سليم لـ “الشروق”، فإن اللقاء الوطني لمديري التفتيش انتهى بصياغة بيان دعت فيه هؤلاء إلى مواصلة جهد المساجد لترافق جهود الجيش، وتدعم القوات الأمنية التي لا تدخر جهدا في حماية الوطن.

وعلى هذا الأساس تضيف منية سليم، فإن وزارة الشؤون الدينية راسلت جميع مديرياتها الولائية، دعت من خلالها أئمة المساجد إلى تخصيص فقرات من خطبة الجمعة المقبلة  الموافقة لـ 25 مارس الجاري، ينادون فيها بدون تهويل إلى دعوة المواطنين لإدراك ما يحيط بوطننا من مخاطر ويحدق به من أهوال وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية وتمكين حب الوطن من قلوب بناتهم وأبنائهم وحمايتهم من الأفكار الدخيلة والطائفية الهدامة المفرقة للصفوف، ودعوة المواطنين إلى الالتفاف حول قيادتنا الوطنية الرشيدة، وهذا تنفيذا لنداء رئيس الجمهورية الذي دعا إلى الوحدة واليقظة والتجند حفاظا على سلامة الجزائر، أمام الأمواج المخربة التي دبرت ضد الأمة العربية القاطبة، أمواج تدفع لها اليوم شعوب شقيقة ثمنا دمويا بعدما دفعت بلادنا عشرات الآلاف من ضحايا المأساة الوطنية التي جاءت رياحها في الواقع من خارج قطرنا تقول ـ المتحدثةـ .

كما دعت وزارة الشؤون الدينية الأئمة في بيانها أن يبثوا رسائل واضحة وقوية يرفعون من خلالها معنويات قوات الجيش الوطني الشعبي المغوار وكل الأسلاك الأمنية الساهرة على الاستقرار والطمأنينة وأن يدعوا لهم ولولي الأمر بأن يحفظهم الله ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويحميهم من كل سوء.

 

أئمة ودعاة لـ”الشروق” بشأن انخراط المساجد في حملة التصدّي:

“الجمعة الموحدة” هدفها توعية المصلين بالمخاطر الأمنية

تباينت أراء الأئمة والعلماء حول قرار “الجمعة الموحدة” للتوعية بالمخاطر والتهديدات الأمنية التي تستهدف الجزائر، بين مرحبين بهذه المبادرة وداعين لتكرارها في مناسبات مختلفة، وآخرون عبروا عن تخوفهم من العودة إلى الخطب الموحدة، مطالبين بضرورة ترك الحرية للأئمة في إلقاء الخطبة ومعالجة الموضوع حسب المنطقة والمسجد الذي يعمل فيه .

 

قسوم: نأمل أن لا تتحول الخطبة الموحدة إلى عادة

وصف رئيس جمعية العلماء المسلمين الدكتور عبد الرزاق قسوم، قرار الخطبة الموحدة المرتقبة يوم الجمعة باللا حدث، داعيا أن لا يتحول توجيه الأئمة إلى تناول موضوع الأمن في البلاد إلى قاعدة تتبعها الوزارة في كل مرة، فإذا كانت هذه الخطبة استثنائية لظروف معينة حسب الشيخ قسوم لا مانع من ذلك، ورفض المتحدث في اتصال مع “الشروق”، أن تقوم الوزارة بطباعة خطبة الجمعة الموحدة وتوزيعها على المساجد، داعيا إلى ترك الحرية للأئمة في معالجة القضية وفق خصوصية المنطقة.

 

حجيمي: التوعية بالمخاطر الأمنية مطلب شرعي

ثمن الأمين العام للنقابة المستقلة للأئمة وموظفي الشئون الدينية الشيخ جلول حجيمي، قرار وزارة الشؤون الدينية تخصيص خطبة موحدة الجمعة المقبل لتوعية المصلين بالمخاطر الأمنية التي تستهدف البلاد، واعتبره مطلبا شرعيا فالقضايا التي تنفع الرأي العام كالوحدة الوطنية والتخوف من الفتنة أمر ضروري. وأضاف حجيمي لـ “الشروق”، أن الشعب الجزائري عانى الويلات من تقتيل وسفك للدماء فالمساجد أولى بأن تكون صوتا هادفا وتلتزم بالتعاطي مع هذه المواضيع دون تهويل أو تهوين.

 

عية: يجب تناسي خلافاتنا لمصلحة الجزائر

أبدى إمام المسجد الكبير سابقا وشيخ الزاوية العلمية الشيخ علي عية، ارتياحه بعد استجابة الوزارة لمطالب حوالي 40 عالما وأئمة وشيوخ زوايا من كبار مشايخ الجزائر يتقدمهم الشيخ الطاهر آيت علجت، والشيخ شمس الدين الجزائري، عبد القادر ياسين عن منظمة الزوايا، محمد نور عن زاوية عبد الرحمان الثعالبي.. والذين دعوا لخطبة موحدة عبر التراب الوطني لتحسيس المصلين بالأوضاع الأمنية في الجزائر، وقال المتحدث لـ “الشروق”، أن هذه الخطبة هي رسالة لمن يريد استهداف الجزائر مهما كان وهي بمثابة شكر وعرفان لأفراد الجيش حماة الوطن العيون الساهرة لحماية البلاد.

 

مشرية: دول الجوار يطلبون منا تكوين أئمته للتصدي للإرهاب

كما أكد الأمين العام لرابطة علماء الساحل الشيخ يوسف مشرية، لـ “الشروق”، أن البيان الذي أصدرته الوزارة بعد اجتماع للمفتشية العامة بوزارة الشؤون الدينية ناقشوا فيه وضعية الجزائر والتطرف والرهانات الأخيرة في أعقاب العمليتين الأخيرتين في ولاية واد سوف وعين صالح ومحاولة الاعتداء على المنشأة الغازية، ويأتي هذا القرار في وقت استقبلت فيه الرابطة قبل أيام رئيس المجلس الإسلامي الأعلى المالي محمد ديكو ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتشاد، واللذين استنجدا بالجزائر لمساعدتهم بأئمة ومختصين في المجال الديني والدعوي للتصدي لظاهرة الإرهاب، وشدد الشيخ مشرية على أن هذه الخطبة ضرورية في ظل هذه مخاطر انتشار الفكر الداعشي.

مقالات ذات صلة