الأبقار الحلوب توجه إلى المذابح بوهران

تتعرض العديد من رؤوس البقر الحلوب في وهران، منها حديثة الاستيراد في إطار دعم الاستثمار في مجال إنتاج الحليب، قبيل رمضان، لمجزرة حقيقية ذات طابع “إجرامي” مضاعف الجرعة في حق الثروة الحيوانية وجزء هام من الاقتصاد الوطني، من خلال الوقوف على إخضاعها وغيرها من النعاج للذبح في مذابح عدة، بما فيها معتمدة النشاط وقانونية من دون أي مبرر صحي ولا ترخيص بيطري يسمح بذلك، حسب ما كشف عنه حاج علي عبد الحكيم، رئيس مكتب منظمة حماية المستهلك لولاية وهران في تصريحه للشروق.

وأشار ذات المتحدث، استنادا إلى معلومات مستقاة من مصادر مؤكدة تعمل في الميدان، إلى تفطن هذه الأخيرة، إلى وجود مسلخ غير شرعي ينشط بمنطقة عين البيضاء يقوم بذبح ما معدله 250 إلى 260 بقرة شهريا رغم كونه محدود المساحة، وهذا لتموين السوق المحلية بمنتجاته من اللحوم الحمراء من دون ترخيص رسمي من المصالح المختصة، فيما أوضح أن ذبح إناث الماشية في طور الخصوبة ممنوع منعا باتا اللجوء إليه حسب التنظيم المقنن لنشاط المذابح، إلا في حال ثبوت إصابتها بأمراض تقتضي التخلص منها عن طريق الذبح، ولا يتأتى الفصل في قرار من هذا النوع إلا بموجب فحص بيطري وشهادة توثق ذلك من طرف أهل الاختصاص دائما.

كما أشار رئيس المكتب الولائي لمنظمة حماية المستهلك من خلال فحص ومراجعة بيانات أعداد الذبائح الصادرة حاليا عن المسالخ الشرعية وحدها مقارنة بتلك المسجلة قبل أشهر خلت، أن حجم المجازر المرتكبة هذه الأيام في حق عدد ونوع سلالات البقر الحلوب والنعاج، وأيضا أحصنة أصبحت تذبح هي الأخرى من دون مبرر صحي، قد أضحى مكثفا ومصدر تهديد يستهدف شعبة تربية الماشية وتنمية الثروة الحيوانية تزامنا مع صدور قرار منع استيراد اللحوم، والدعوة إلى الاكتفاء بالإنتاج المحلي لتغطية احتياجات السوق منها خلال شهر رمضان، لكن – برأي محدثنا دائما – فإنه بسبب النقص المسجل في عدد الكباش والعجول، وما يصاحب ذلك من عجز في تغطية الطلب المتزايد خلال الشهر الفضيل على اللحوم الحمراء، فقد لجأ الكثيرون حاليا لاستنزاف مخزون هذه الثروة بشكل شرس وهمجي، من خلال ذبح إناث الماشية، وبيع لحومها على أساس أنها لعجول أو كباش، رغم أن أسعار هذه الأخيرة في الأصل أعلى بكثير من سعر الإناث، والأدهى من ذلك أن في الأمر ضربا في العمق لمقومات النهوض بهذه الشعبة المتداعية عندما يقضى على النسل والضرع في سبيل تحقيق مكاسب سريعة غير محسوبة العواقب.

وفي سياق غير بعيد، صرح ممثل منظمة حماية المستهلك لولاية وهران بخصوص إحدى عمليات المداهمة التي قامت بها فرقة البيئة والعمران للدرك الوطني، مؤخرا، والتي تمت في حضوره، عن ضبط هذه الأخيرة ختما بيطريا مزورا داخل مزرعة بمنطقة السانيا، يستغلها صاحبها الذي يمتلك أيضا عدة قصابات، في ذبح المواشي بطريقة غير شرعية، وتم العثور داخلها على عجل مسلوخ وموقّع بالختم البيطري المقلد لتمويه الزبون بواحدة من حيل الغش المبتكرة التي تجر صاحبها للسجن وقد تدخل ضحيتها للمستشفى أو القبر.