-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأتراك‭ ‬ينوبون‭ ‬عنا‭!‬

الأتراك‭ ‬ينوبون‭ ‬عنا‭!‬

التطورات التي أعقبت تمرير قانون يجرم عدم الاعتراف بإبادة الأرمن، ودخول القضية الجزائرية على خطة المواجهة التركية الفرنسية، والضجة الإعلامية والسياسية في الجزائر حول هذا الموضوع، كلها تطورات كشفت بشكل واضح عمق الأزمة التي نتخبط فيها.

  • الفرنسيون أعطوا لأنفسهم الحق في معاقبة الأتراك بتهمة أن أجدادهم العثمانيين ارتكبوا مجازر في حق الشعب الأرميني خلال الحرب العالمية الأولى، بينما لا نجرؤ نحن في الجزائر على تمرير شبه قانون في شبه برلمان يجرّم الاستعمار ويطالب باعتذار فرنسا التي قتلت الملايين‭ ‬من‭ ‬الجزائريين‭ ‬وجوّعت‭ ‬أجيالا‭ ‬منهم‭ ‬وانتزعت‭ ‬أراضيهم‭ ‬وسلمتها‭ ‬للمعمرين‭.‬
  • صحيح أن الأتراك عندما تحرّكوا ضد جرائم فرنسا في الجزائر، كان ذلك تطبيقا حرفيا لديبلوماسية المعاملة بالمثل مع فرنسا أكثر منه تعاطفا مع مأساة الجزائريين، لكن من غير المعقول أن يثير تحركهم هذا حفيظة أحمد أويحيى الذي وجه سهامه لتركيا بدل توجيهها لفرنسا المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تخلفنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الميادين‭.‬
  • مادمنا عاجزين أن نأخذ حقنا من فرنسا، فلماذا نرفض أن تأتينا المساعدة من الأتراك حتى وإن كانت تفعل ذلك خدمة لمصلحتها، وهل يضرنا نحن الجزائريين أن نتجول في شوارع وساحات بأنقرة واسطنبول تحمل أسماء أبطال ثورتنا ونستمتع بالسياحة أمام معالم ونصب تذكارية لبن مهيدي‭ ‬وبن‭ ‬بولعيد‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬التركية؟
  • يفترض أن يشجعنا الموقف التركي على المضي في قانون تجريم الاستعمار كخطوة أولى لاستعادة كرامتنا وجزء من حقوقنا المادية والمعنوية لا أن نغرس رؤوسنا في الرمل ونواجه الضجة التي أثارتها تركيا بالقول أنها تتاجر بمأساة الجزائريين.
  • المشكلة أننا لازلنا نتصرف مع فرنسا من منطلق عقدة النقص، ولا نملك الشجاعة لمواجهة أنفسنا بالحقيقة التي تقول أن فرنسا التي تحكمت في ماضينا لازالت تتحكم في حاضرنا ومستقبلنا بطريقة أو بأخرى، وأن عجزنا هو الذي يغذي هذا الواقع المؤلم.
  • وإلا كيف نفسر هذا الموقف الذي يرضي الخصم ويسيء للصديق؟ وكيف نفسر تلك التصريحات النشاز الذي أطلقها وزير خارجيتنا أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي، عندما تأسف بطريقة غير مباشرة لخروج فرنسا من الجزائر!!!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!