جواهر

الأحمر لا يليق بك!

نادية شريف
  • 3679
  • 23
ح.م

رأيتها هذا اليوم وقد ارتدت فستانا أحمرا فاقع اللون وحملت بيدها باقة ورد جوري وبطاقة كتب عليها “حبي الأول”.. كانت تتباهى بثوبها وتختال في مشيتها وكأنما هي ذاهبة لموعد مع الفرح، ولا تدري المسكينة أن نهايتها ستكون بلون يومها هذا ووردها والدبدوب الذي سوف تستقبله عربونا لسذاجتها!!!

وددت أن أقول لها بأن الأحمر لا يليق بك أختي المسلمة والحب الذي تريدين الاحتفال بعيده هذا العام قد تنوحين على أعتابه في العام المقبل لأن معاني الأشياء تغيرت والمشاعر الصادقة اندثرت والأخلاق في طريقها للانقراض والحب الذي ينشده الكثيرون ويقيمون له عيدا بطقوس غربية ليس إلا مجرد كذبة!

تذكرت وأنا أرى تلك الفتاة تسابق الريح كي تصل في الموعد، قصة فتاة اغتصبها حبيبها في عيد الحب بعدما استدرجها لشقته الفارغة التي اعتاد أن يقيم فيها السهرات الماجنة مع رفقاء السوء، وأخرى قتلها أخوها بعدما رآها تنزل من سيارة فارهة في عيد الحب وبيدها الورود والهدايا، وأخرى تداول عليها حبيبها مع أصدقائه ليمرغوا شرفها وشرف أهلها في الوحل..

تذكرت وأنا أرى طغيان اللون الأحمر على كل شيء، قصة شاب طلب من البائع أن يعطيه 4 بطاقات مكتوب عليها “كل عام وأنت حبيبتي” وأن يزيده مثلها ورودا اصطناعية ومثلها علب شوكولاطة ألمانية وهو يبرر تصرفه بالقول: “هوما يكذبو واحنا نكذبو” وأتبعها بضحكات سخرية لخصت معنى الحب الذي يريد أن يعيشه لوقت محدد!!!

الحب حاشاه أن يتدحرج لهاوية الرذيلة وهو أنبل من أن يختصره الفارغون في يوم، وإن كانت الفتيات يبحثن عنه وينشدنه فلن يجدنه مع المراهقين العابثين، ولن يحافظن عليه بطقوس هي أقرب للمجون منها إلى الطهر.. الحب الذي تريده المرأة هو الذي يكون في الحلال وبمباركة الرحمان ولا يحدده لون أو وقت أو مكان!!

الحب الذي يليق بالمرأة المسلمة هو البعيد عن الأحمر.. هو الذي يكون مع شريك العمر.. هو شعور أرقى من أن يختصره البعض في يوم، ومن تكابر وتتبع سنن الغرب فلا محالة ستلمس صدق الكلمات والمعاني حينما تفقد كرامتها وشيئا من طهارتها وكثيرا من احترامها لنفسها!

مقالات ذات صلة