الرأي

الأخ‭ ‬القاتل‭!‬

الشروق أونلاين
  • 7188
  • 16

يصرّ العقيد الليبي معمر القذافي على أنه ليس رئيسا مثل البقية حتى يتنحى عن السلطة، وكلامه هذا فيه جانب من الصحة، ذلك أنه ليس هنالك رئيس على مرّ التاريخ، يفتقد إلى نعمة العقل، مثل القذافي، الذي يمارس على شعبه، جنونا مفرطا حوّله من صفة الأخ القائد إلى الأخ القاتل،‭ ‬كما‭ ‬جعل‭ ‬البلد‭ ‬برمته،‭ ‬محرقة‭ ‬حمراء،‭ ‬بعدما‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططه‭ ‬الجهنمي‭ ‬فعلا‭..‬زنقة‭ ‬زنقة،‭ ‬ودار‭ ‬دار،‭ ‬وشبر‭ ‬شبر؟‭!!‬

القذافي ليس رئيسا لكنه يرفض التخلي عن الرئاسة، أو التحرر من سطوة العرش والكرسي، كما جعل أبناؤه يتحكمون في مصير البلاد والعباد، ويسرقون الثروات في وضح النهار، بالتواطؤ مع الغرب الخائف على مصالحه النفطية أكثر من قلقه لتناثر الجثث هنا وهناك، فيما حولت العائلة المالكة في طرابلس، الليبيين إلى مجرد مصفقين سلبيين، وتلاميذ في مدرسة المشاغبين التي يسيرها معمر الفارغ، رفقة أبنائه الذين ورثوا الجنون عن والدهم، فتصور أحدهم نفسه لاعبا يضاهي في مهارته، مارادونا وميسي، واعتقد الآخر أنه فيلسوف زمانه، وصاحب أكبر مؤسسة خيرية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬رأت‭ ‬ثالثة،‭ ‬أنها‭ ‬سفيرة‭ ‬للنوايا‭ ‬الحسنة،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬النوايا‭ ‬الشريرة،‭ ‬والنفوس‭ ‬الأمارة‭ ‬بالسوء‭ ‬والقتل‭ ‬والبطش‭ ‬والاستبداد؟‮ ‬‭!!‬
القذافي ليس رئيسا، وهو أيضا ليس بشرا عاديا، لكن بالمفهوم السلبي، فهو غير عادي، في جنونه، مهمته في الدنيا، الرقص على الجثث، وقد عبّر عن ذلك صراحة حين دعا مناصريه للرقص والغناء بمناسبة تحويل البلد إلى جهنم حمراء، وهو يتصور أن وظيفته، إذاقة الشعب المسكين صنوفا‭ ‬من‭ ‬العذاب،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعدما‭ ‬اكتشف‭ ‬هذا‭ ‬الشعب،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬العيش‭ ‬برفاهية‭ ‬لضمان‭ ‬الاستقرار،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬رئيس‭ ‬يتمتع‭ ‬بالشخصية‭ ‬والعقل‭ ‬ولا‭ ‬يسرق‭ ‬الثروة‭ ‬باسم‭ ‬الثورة؟‭!!‬
أحد العرب الفارين من بطش مرتزقة القذافي، صرخ في الحدود التونسية الليبية، متسائلا بمرارة: “من يرد لي كرامتي المفقودة بسبب ما فعله مرتزقة النظام؟” رغم أن الإجابة تبدو واضحة تماما، وقد كان من المفروض أن يقول هذا الرجل، الحمد لله أنني استرجعت كرامتي اليوم، بسبب الثورة، في تونس، ومصر وليبيا، ويقول أيضا، إنه وإن غادر موطن رزقه اليوم، لكنه سيعود غدا، بعدما تكون الثورة قد أجهزت على النظام الفاسد، والذي انتزع كرامة مواطنيه قبل المقيمين الأجانب، وحينها فقط، سيعرف العرب جميعا الفرق بين الأمس القريب، واليوم الجديد، وسيرفعون‭ ‬شعار‭ ‬الثورة،‭ ‬ويترحمون‭ ‬على‭ ‬شاب‭ ‬اسمه‭ ‬محمد‭ ‬البوعزيزي‭ ‬في‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬التونسية؟‮ ‬‭!!‬

 ‮ ‬

مقالات ذات صلة