-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"بنات عبد الرحمان" يدخل المسابقة الدولية الرسمية لمهرجان القاهرة

الأردني زيد أبو حمدان يضع الأسرة في قفص الاتهام

فاطمة بارودي
  • 2045
  • 0
الأردني زيد أبو حمدان يضع الأسرة في قفص الاتهام

جاء فيلم « بنات عبد الرحمان » لمخرجه الأردني زيد أبو حمدان في العرض العالمي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث يشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ43.

ويعد الفيلم الروائي الطويل للمخرج بعد تقديمه لخمس أفلام قصيرة ناجحة لعل أهمها « بهية ومحمود » الذي مثل الأردن لجوائز الأوسكار في 2012، وانتظر قرابة سبع سنوات ليخرج إلى النور، الفيلم الذي يعالج فيه تيمة الأسرة من داخل مجتمع عربي لا يزال يرمي بثقله على المرأة

تنطلق أحداث القصة التي تشارك فيه البطولة كل من النجمة الأردنية صبا مبارك، فرح بسيسو، حنان حلو ومريم باشا، من حي « للطبقة المتوسطة » حيث سيجمع بيت عائلي أربع أخوات فرقتهن السنوات على خبر الاختفاء الغامض لوالدهن. وتتطور هذه الشخصيات في إطار كوميديا سوداء، خلال رحلة البحث عن الوالد مع محاولة لفك لغز هذا الاختفاء المفاجئ لن تجدي إلا بعد رفع النقاب على لغز كل واحدة منهن.

في فيلم زيد أبو حمدان، يشكل البيت الأسري مساحة تباين بارزة من خلال الأخوات زينب، امال، سماح وختام، كلهن اخترن لنفسهن حياة بوجهة نظر فارقة عن الأخرى تستدعي التساؤل كيف لهذه التركيبة أن تخرج من نفس البيت. وبين زينب التي وهبت حياتها لتعيل والدها المريض عازفة بذلك عن الزواج، وأمال التي تعيش في ظل زوج متغطرس ومتشدد دينيا، تقابلها كنقيض سماح التي تزوجت من رجل أعمال ثري محرومة من الأمومة وختام التي استقرت في دبي مع صديقها وتسببت في فضيحة داخل الحي أدت إلى مقاطعة عمها لوالدها، يبدو من الطبيعي ان التوافق في وجهات النظر أمرا مستعصيا طالما أدوات استيعابها غائبة وتحكمها الأفكار المسبقة والجاهزة لذات البيئة التي انطلقت كل واحدة منها. في الحي الذي تعيش فيه بنات عبد الرحمان، الجيران والأقارب مستعدون لتصنيفك وإسداء الأحكام القاسية التي تتهمك بالفشل والخروج « المخزي » عن القطيع (من لم يواجه هذه النمطية في حيه؟)

وتطلبت هذه الرحلة بالنسبة للأخوات الأربع مراجعة وإعادة نظر لذواتهن، لم تكن سهلة بما أن كل واحدة منهن كانت غير مستعدة لمواجهة صراعها الداخلي قبل أن تحاول فهم دافع الأخرى في اختيار حياة لا تشبه تلك التي جهزها لها والديها والمجتمع. سيتضح أن بعد هذه السنوات من الصمت لم تختر الأخوات ببساطة هذه الحياة إلا هروبا أو تفاديا لتحدي السلطة الأبوية التي تدعمها الأم كذلك بشكل غير مباشر (بالرضا أو بعدم الرضا)، وبالرغم من أنها ليست حياة سعيدة بالضرورة إلا أنها شكلت السبيل الوحيد للتعبير عن رفض هذه السلطة التي تنبثق مباشرة من استبداد المجتمع في حق المرأة.

هناك اتهام صريح للمجتمع الذي لا يراعي حظوظ المرأة في النجاح، في الحلم بحياة أفضل لنفسها لا تفرضها عليها العادات والتقاليد. فزينب ضحت بشبابها لأنها لم ترغب في خذلان والدها بالرغم من كونها تعيش على ذكرى زواج لم يحدث، وأمال لم تكن لها الشجاعة الكافية للطلاق من زوج قاسي لم ترض به يوما بسبب عدم دعم والدها لها (وزوجها يريد بدوره تزويج ابنتها القاصر)، أما سماح التي حظيت بمستوى معيشي أفضل تكتشف أن حرمانها من الأمومة كان بسبب رجل غائب لا يرغب فيها إلا للتستر على مثليته الجنسية، فيما تعيش ختام بوصمة عار دائمة يبدو أن لا أحد سيشفع لها بالرغم من كونها سعيدة في هذا الزواج.

يقول زيد أبو حمدان في فيلمه أن المجتمع سيربح أكثر لو ينصت للمرأة أكثر، بدل أن يقابل رفضها بالعنف والقرارات المجحفة التي تفرضها السلطة الذكورية. ويركز بهذا الصدد على فكرة تربية البنات التي كانت محرك هذه الرحلة الدرامية والساخرة في آن واحد انتهت بعد فك شفراتها باتخاذ قرارات جريئة تصلح ما أفسدته السنون و… المجتمع. يعتبر الفيلم نسويا بامتياز ومن المحتمل جدا أن يجد طريقه إلى الجمهور الكبير، نظرا للصيغة السلسة والممتعة التي جاء فيها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!