-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجاذبات وتناقضات قد تتسبب في تمديد عمر القضية

الأفارقة يتألقون في “الكان” وبلماضي يصنع الجدل خارج الميدان

صالح سعودي
  • 3036
  • 0
الأفارقة يتألقون في “الكان” وبلماضي يصنع الجدل خارج الميدان

لا تزال قضية المدرب جمال بلماضي تصنع الجدل خارج المستطيل الأخضر، في ظل تعثر المفاوضات بينه وبين الفاف لفسخ العقد بالتراضي، بعد خروج المنتخب الوطني من بوابة الدور الثاني في ثاني نسخة من نهائيات كأس أمم إفريقيا، خروج اعتبره المتتبعون فشلا ذريعا قياسا بالإمكانات المسخرة لمحاربي الصحراء، ما جعل رئيس الفاف وليد صادي يصل إلى قناعة بضرورة البحث عن بديل يتولى زمام العارضة الفنية تحسبا للتحديات الرسمية المقبلة.

إذا كانت العديد من المنتخبات الإفريقية الطموحة تواصل صنع التميز في النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا الجارية بكوت ديفوار، وسط رغبة كبيرة في الذهاب بعيدا للتنافس على لقب “الكان” مقابل خروج مبكر للمنتخب الوطني الذي توقفت مسيرته عند عتبة الدور الأول، إلا أن قضية جمال بلماضي لا تزال تصنع الجدل وسط موجة من التساؤلات وردود الأفعال حول الأسباب والخلفيات التي حالت دون تسوية نهائية لوضعية بلماضي مع محاربي الصحراء، خاصة بعد ما أعلن في وقت سابق انسحابه من العارضة الفنية، وتوصله إلى قناعة بضرورة المغادرة تزامنا مع المفاوضات التي جمعته برئيس الفاف وليد صادي قبل أن تعود الأمور إلى نقطة البداية، ما يعني حسب بعض المصادر هو دخول عدة أطراف في الخط لأسباب وخلفيات متباينة، ما تسبب في تأزم الوضع وتمديد حالة التوتر بين الطرفين، بدليل عدم إيجاد مخرج نهائي يسمح لتسوية الطلاق بين بلماضي والمنتخب الوطني بالطرق الودية، في ظل التجاذبات الحاصلة من الناحية المادية، حيث صبت العديد من المصادر في اقتراح رئيس الفاف تعويض لا يقل عن 3 أشهر، في الوقت الذي بدت ردود بلماضي غامضة وأحيانا متناقضة، بحكم انه أكد في ندوة صحفية مباشرة بعد هزيمة مباراة موريتانيا بأنه سيتم الفصل في مستقبله بعد العودة إلى أرض الوطن، إلا أن الأمور بقيت على حالها، بحكم أن الجلسات التي جمعته بوليد صادي لم تثمر بمستجدات ترضي الطرفين، حتى أن بعض المصادر أشارت إلى رغبة بلماضي في مواصلة المسيرة مع المنتخب الوطني تحسبا لتصفيات مونديال 2026، بشكل يناقض نيته في الانسحاب على ضوء حديثه مع اللاعبين مباشرة بعد مباراة موريتانيا، مثلما اشترط أيضا الحصول على حقوقه إلى آخر سنتيم وفق بنود العقد الذي قام بتجديده مع الفاف.

وعلى ضوء التجاذبات التي زادت في تمديد حالة الترقب بخصوص بمستقبل بلماضي على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، فإن هذه القضية لا تزال تصنع الجدل في الشارع الرياضي الجزائري وفي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خلف الكثير من الاستياء، خصوصا وأن مثل هذه الخرجات تسببت في انقسام الجزائريين بين مطالب برحيل بلماضي انطلاقا من فشله في 3 مواعيد هامة وحاسمة، وأطراف أخرى تطالب ببقائه بناء على الجميل الذي تركه نظير التتويج القاري صائفة 2019، وهو الصراع الذي يعيد إلى الأذهان قضايا مشابهة بين مدربين تحدوا المسيرين الذين يشرفون عليهم، على غرار ما حدث في وقت سابق مع المدرب نور الدين زكري حين كان مدربا لوفاق سطيف، ما جعل رئيس النادي أنذاك عبد الحكيم سرار يهدد بالاستقالة إذا لم يجد أرضية مناسبة تمهد لانسحاب المدرب زكري، مثلما لا يزال الشارع الكروي يتذكر قضية المدرب الاسباني الكاراز الذي كلف خزينة الدولة أموالا باهظة على ضوء العقد الذي وقعه مع الفاف من دون تحديد طبيعة الأهداف المسطرة، ليحصل على تعويض مادي كبير بالعملة الصعبة رم فشله الذريع فوق الميدان.

والواضح ان قضية بلماضي مرشحة للتصعيد إذا بقيت الأمور على هذا الحال، خاصة في ظل غياب نية لتسوية القضية بالطرق الودية، وهو الأمر الذي يفرض على رئيس الاتحادية اتخاذ قرارات تسمح بإعادة الهدوء إلى بيت المنتخب الوطني تحسبا للتحديات الرسمية المقبلة، وفي مقدمة ذلك إيجاد مخرج نهائي لقضية بلماضي، ثم التفكير في مدرب يكون قادرا على منح الإضافة، ناهيك عن ضرورة أخذ العبرة من أخطاء الماضي، خاصة ما يتعلق بإمضاء عقود مع مدربين دون تحديد بنود واضحة تحدد تحميل مسؤولية كل طرف (الحقوق والواجبات) في حال النجاح والفشل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!