-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأقربون‭ ‬أولى‭ ‬بالترشح‭!‬

الأقربون‭ ‬أولى‭ ‬بالترشح‭!‬

سيدة تؤسس حزبا لأنها دخلت في خصام مع زوجة رئيس زعيم حزب آخر، ورئيس حزب يضع زوجته في مرتبة متقدمة ضمن قوائم المترشحين ثم يدافع عنها ويقول إن كفاءتها هي التي أهلتها لهذه المرتبة المرموقة، ورئيس حزب يعتمد على نجله في تثبيت أقدامه على رأس الحزب، هي نوعية الأخبار‭ ‬المتداولة‭ ‬داخل‭ ‬أحزابنا‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬تعاونيات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬عائلي‭.‬

والمتأمّل لقوائم المترشحين على المستوى الوطني يكاد يجد رائحة المحاباة المتعلقة برابطة الدم في كل القوائم الانتخابية بعد أن تشبّعت بذوي القربى من أبناء وأصهار وأبناء عمومة، إما لزعيم الحزب أو أعضائه النافذين، لتسقط الأحزاب في نفس السلوكيات التي ظلت تنتقدها على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬مقدمة‭ ‬نفسها‭ ‬البديل‭ ‬النزيه‭ ‬للسلطة‭ ‬القائمة‭.‬

 

هذا المشهد القاتم يجعلنا نتردد ألف مرة قبل أن نتفاءل بملامح إيجابية للبرلمان القادم، الذي قد يجعلنا نترحم على البرلمان المنتهية ولايته رغم كل النكسات وحالة السبات التي ميزته خلال السنوات الخمس الماضية، لأنه سيكون برلمانا مقسما بين أصحاب “الشكارة” الذين دفعوا الملايير مقابل الوصول إلى قبة البرلمان، وبالتالي الحصول على الحصانة البرلمانية التي تقيهم شر المتابعات القضائية، وبين هؤلاء المساكين الذين سيكونون نوابا في البرلمان بسبب قاعدة “الأقربون أولى بالمعروف”.

لقد تابعنا كلنا كيف نجح البرلمان السابق في صناعة الفشل، وكيف عجز عن تمرير قانون لتجريم الاستعمار ردا على قانون فرنسي بتمجيده، وكيف كان النواب يتسابقون إلى خدمة الوزراء عبر أيقونة الأسئلة الشفوية التي تحولت إلى “فلكلور برلماني” يلتقي خلاله “السادة” النواب مع “معالي الوزراء” ويتبادلون عبارات المجاملة والإطراء، وتنتهي العملية بحميمية بين الهيئتين التنفيذية والتشريعية لا يوجد مثلها في أي برلمان في العالم، لدرجة أن الكثير لا يفهمون السبب الذي يجعل النّواب يتعاركون مع الوزراء في كل برلمانات العالم إلاّ في البرلمان‭ ‬الجزائري،‭ ‬الذي‭ ‬يتقدم‭ ‬فيه‭ ‬النائب‭ ‬بالسؤال‭ ‬الشفوي‭ ‬إلى‭ ‬الوزير‭ ‬ليخدمه‭ ‬ويتيح‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬الكلام‭ ‬على‭ ‬قطاعه‭ ‬لا‭ ‬ليحاسبه‭ ‬على‭ ‬التقصير‭.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الوهراني

    هذه صيغة جديدة اصبح متعارف بها اليوم في مسؤولي اخر زمان او مسؤولي الموضة الجديدة . كل مسؤول يرشح خوه وابنه وزوجته وامه . حتى يخيل له ان البرلمان صار ألعوبة القرن ولقد سمعنا مؤخرا عن مرشح ورئيس حزب ولنترك اسمه مجهولا و هو معروف رشح نفسه وزوجته وصهره ثم لك ايها القارئ ان تحلل وتستنتج المعادلة التالية البرلماني الحالي راتبه 61 مليون وهو قول الصحافة وليس قولي اذن 61+61+61=183مليون من ظهر الشعب الزوالي الذي فيه من لم يأكل اللحم منذ سنوات وانا اعرف مواطن اعزل قال لي انه لم يتذوق الخبز ثلاث ايام؟!؟!؟!؟

  • العاصمي

    هذا جيد جدا اشكرك جزيل الشكر اخي الفاضل رشيد ولد بوسيافة وكم احب هذه الموضيع التي تعطي لنا جانبا من صور المجتمع الدنئية التي ما فتئت تغادره ، نعم فالبرلمان القادم هو برلمان العائلة الواحدة كل كتلة برلمانية فيها الاب والابن وبن العم والصهر والاخ وهكذا كل عائلة تريد لنفسها ان تكون مليونيرة يا عجبا لهذا الزمن ولمسؤوليه . اقول كما قال الرسول الاكرم : اذا وُسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة . واليوم اصبح كل من هب ودب مرشح للتشريعيات وغدا نصبح كلنا رؤساء للجمهورية الجزائرية عجبا عجبا لهذا الزمن

  • أمير

    يا سي رشيد ، من فضلك اسأل المواطنين في كل ولاية من هم المترشحون ، فإنك لاتجد وبكل تحفض 4% ربما يعرفون لكن 96% لايعرفون من هم المترشحون ، لكن الشعب المريض ، والمندهش في الكمرة تجدهم يتلفضون بلفض بني وي ، وي ، اما المصورون اللذين لايعرفون من مدننا ألا الأماكن الراقية ، وتجدهم يطوفون أمام مبنى الولاية ، وأحياء تراريس