-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأهل والأقارب يوصدون أبوابهم في وجه المغتربين العائدين بعد فتح الحدود

نسيبة علال
  • 4167
  • 8
الأهل والأقارب يوصدون أبوابهم في وجه المغتربين العائدين بعد فتح الحدود
بريشة: فاتح بارة

فتحت الحدود الجوية أمام الجالية الجزائرية المغتربة. ورغم الارتفاع الجنوني في تذاكر الطائرات، وكل تلك القوانين والتدابير الوقائية التي فرضتها الدولة للحد من انتشار وباء كورونا، أصر أبناء الوطن على العودة إلى أحضان عائلاتهم، بعد أكثر من سنة حرمانا.. لكن، ما لم يكن متوقعا، ولا في الحسبان، أن يغلق الأهل أبوابهم بينما فتح الوطن بابه. فقد اصطدم الكثير من المغتربين برفض الأقارب والأحبة استقبالهم ولقاءهم، خوفا من أن يحملوا إليهم الفيروس اللعين.

الجزائريون لا يعترفون بتحاليل pcr ولا يقتنعون باللقاح

تلقى كل المغتربين، دون استثناء، الذين دخلوا أرض الوطن مؤخرا، اللقاح الخاص بمحاربة وباء كرونا. كما أنهم خضعوا لتحاليل الكشف عن الفيروس كشرط أساسي للسماح لهم بالعبور عبر المطار. ومع هذا، أجبرتهم القوانين على الالتزام بحجر صحي مدته خمسة أيام. كل هذه التدابير لم تشفع لهم أمام أهاليهم، ولا تعتبر إثباتا كافيا لعدم إصابتهم أو حملهم فيروس كوفيد 19، رغم الشوق الكبير لدى البعض، يقول سمير: “قضيت فترة الحجر، واتجهت إلى شقتي، لاحظت أن أصدقائي وجيراني الذين اعتادوا معانقتي بحرارة، يبتعدون عند سؤالهم عني، ولم تصلني أي دعوة منهم، بعدما كنت لا أجد الوقت لعائلتي عند العودة إلى الوطن.. لا أفهم لم يتصرفون بهذا الشكل، رغم أنني مثل كل العائدين، خضعت لكل الإجراءات التي تثبت عدم إصابتي بكورونا”. من جهة أخرى، تصف السيدة نرجس معاناة عائلتها مع الاتهامات: “أجبرت بناتي الثلاث على ارتداء قناع الوجه عند الخروج للعب، وطلاء المعقمات وقاية لهن، فقد تعودن على ذلك في فرنسا. ومع أن أطفال الحي، وأبناء عمومتهن لا يقومون بأي إجراء وقائي، يسخرون من بناتي ويتهمونهن بالمرض..” تضيف السيدة نرجس: “أصيب عمهن وزوجته بالفيروس، فاتجهت كل أصابع الاتهام نحونا، لكوننا المغتربين الذين نقيم معهم، رغم أننا عرضنا على الجميع تحاليلنا وخضوعنا للقاح قبل العودة”.

مغتربون يواجهون اتهام نقل العدوى

تقول فلة من العاصمة: “بينما كنت أقضي فترة الحجر البغيضة، اتصل بي إخوتي، وطلبوا مني عدم زيارة والديّ المريضين، أو على الأقل عدم تقبيلهما وعناقهما. أصبت بصدمة واكتئاب شديد، علما أنني اشتريت تذكرة بجميع مدخراتي، واقترضت من صديقة مغربية لاقتناء أدوية وهدايا، وعدت إلى الجزائر من أجلهما، فلم أتحمل شوقهما..”. تضيف فلة بمرارة: “حملني إخوتي مسؤولية أي مكروه يصيب العائلة، حتى إنني فكرت في أن أعود أدراجي أنا وزوجي، لكنني زرتهما كغريبة أراعي التباعد، وأقضي عطلتي حاليا في بيت حماتي”.

المغتربون أكثر التزاما بإجراءات الوقاية من أهاليهم في الوطن

قد يعد الفتح الجزئي للمجال الجوي كأول إنذار توجهه السلطات إلى المواطنين الجزائريين، على أن العدد القليل للعائدين يمكن أن يضاعف نسب الإصابات في البلاد. ففي حين أكد السيد مدير مطار الجزائر، هواري بومدين، أن جهازه قادر على استقبال أضعاف المسموح لهم بالعودة، لا تزال الرحلات محددة جدا، ثم إن إجبار الجميع على الالتزام بالحجر الصحي في الفنادق التي خصصتها الدولة، هو إنذار من نوع آخر، ويؤجج شكوك العائلات والأقارب، ما يدفعهم إلى الحيطة والحذر.. غير أن الملاحظ في أرض الواقع، حرص شديد من قبل المغتربين على إجراءات الوقاية وإحاطتهم بكل المعلومات الوافية حول الوباء وطرق الوقاية منه، في حين، حتى أهاليهم الذين يرفضون استقبالهم في بيوتهم، لا يلتزمون حتى بوضع الكمامة في الأيام العادية في الأماكن العامة، ما دفع بهؤلاء إلى البحث عن منازل صيفية للكراء، أو التزام منازلهم الخاصة، بعيدا عن الاحتكاك بالأقربين، إلى غاية التأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • نورالدين الجزائري

    حزين هذا الامر ولكن المغتربة التي تقول انها اقترضت من صديقة مروكية لشراء الأدوية والهدايا امر مبالغ فيه ثم ما المغزى من ذكر جنسية المقرضة مع الاحترام والتقدير لا أصدق اظن انها تريد تمرير رساله ما عي ؟ الله اعلم

  • تخمينات قص قرمط

    قصة مشوقة ليلي الحلمية لم نراها في الواقع.

  • جزائري

    الحكومات و الشعوب الأوروبية...هاربة عليكم علمًا و تربية ...و التخلف ماركة عربية بدون منازع

  • Mohamed

    Le Variant qui circule maintenant en Algérie est plus dangereux à Celui qui circule en France. C'est logique qu'ils ferment les portes devant les étrangers parceque les étrangers n'ont pas ramener avec eux des cadeaux pour leurs proches

  • Abdou

    فعلا, الجهل أصل الأمراض. رحم الله الإمام الشافعي حين قال:ناقشت عالما فغلبته و ناقشت جاهلا فغلبني. المشكل ليس في الوقاية بل في قمة الحقد و الحسد الذي يملأ قلوب بعض المرضى. في المغرب مثلا، الجالية لا تزور البلد إلا لرؤية الوالدين و ليس الأقارب أو ما يسمى بالأصدقاء.

  • zinedine

    ماعليش إيلا قالولكم كاش دوفيس! قولولهم إيه عندنا بصح فيه الكوفيد تاع أوروبا! أو شوف واش يقولو؟

  • بلاد النفاق

    الأهل والأقارب يوصدون أبوابهم في وجه المغتربين العائدين ...الجزائريون لا يعترفون بتحاليل pcr ... الجزائريين غير مقتنعون باللقاح .. الخ ... ومع كل هذا ينزعج الجزائريين ويغضبون ويجن جنونهم ... حين يقال لهم أن الجهل أَجَّرَ عقولنا ( عقول الغالبية من الجزائريين ) ورفض التخلي عنها وهذا ليس وليد اليوم لكن الأخطر أننا نسهر على الاعتناء به أي بالجهل واحتضانه و نشره وتسويقه بكل الطرق . فلماذا اذن البكاء على كل ما أصبنا بما أن السبب واضح ومعروف .. والمقولة تقول : اذا عرف السبب بطل العجب .

  • كريم

    إنه الخوف من الموت، أكثرهم منافقين لهذا يخافون إلى هذه الدرجة من كورونا