الأوبك في الجزائر…لا حدث!
من تابع مجريات اجتماع دول الأوبك بالجزائر يوم أمس ورغم كل الهالة التي حاول المنظمون منحها للحدث، وإبراز أهميته الاقتصادية خصوصا وأنه كان مسبوقا بتغريدة من ترمب هدد فيها المنظمين صراحة بالويل والثبور وعظائم الأمور، إلا أن وسائل الإعلام العربية والعالمية تجاهلت الحدث تماما بل ولم تنقله مباشرة كما لم تقدّم أي مداخلات في الأخبار إلا نادرا!
كل من تابع الجزيرة والعربية والميادين وحتى الحرة الأمريكية و”أر تي” الروسية، وكل القنوات، لاحظ أنها لم تنقل الاجتماع في انطلاقته ولا فعالياته ولا جلساته ما عدا خبر هنا أو تقرير هناك في النشرات الاقتصادية، وكأنه لا حدث!
يحدث هذا في الوقت الذي قامت فيه قنوات جزائرية بتجاهل كل ما يقع في البلاد وللعباد وحجز اليوم بأكمله لاجتماع الأوبك وكأننا لم نعد نمتلك فجأة أي مشاكل في حياتنا اليومية، واختفت أخبار اختطاف وغرق الأطفال في الوديان ومشاكل الفيضانات والعصابات، والانشقاقات في الأحزاب والتصريحات الغريبة والشاذة لولد عباس وأضحى البلد برمته لا يتنفس غير الأوبك واجتماع الأوبك!
ما حصل بالأمس يثبت بأننا لا نملك إستراتيجية إعلامية، وبأننا نفتقد للأسلوب الجيد والناجع في تسويق الأحداث الوطنية، وأخفقنا بالتالي في تسويق صورة البلاد حيث كثيرا ما نتسبب في فضح أنفسنا بأنفسنا من خلال رصد بعض الأخبار والتصريحات السياسية الغريبة والتي يتم تناقلها بشكل واسع في العالم العربي والعالم برمته لإظهار كيف يفكر الجزائريون!
أما على مستوى التعاطي الرسمي فيكفي ملاحظة ما وقع من فضيحة غياب المترجم بالعربية في لقاء الوزير الأول أويحيى مع المستشارة الألمانية ميركل قبل أيام، والتي كادت تتكرر بالأمس حين غاب المترجم أيضا عن كلمة وزير الطاقة الروسي، فظهر أن الجزائر غير قادرة أو مستعدة لاحتضان المناسبات الكبيرة، لا في الاقتصاد ولا في السياسة ولا حتى في الرياضة!