-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لعمامرة ينتقد عقوبات "غرب أفريقيا" ضد باماكو

الأوربيون يستنجدون بالجزائر للخروج من ورطة الساحل

محمد مسلم
  • 11241
  • 0
الأوربيون يستنجدون بالجزائر للخروج من ورطة الساحل

استنجد الاتحاد الأوروبي بالجزائر لمساعدته على الخروج من “ورطته” في منطقة الساحل وبالضبط في مالي، حيث باتت القوات الفرنسية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بترك التراب المالي، بعد الشكوك التي انتابت حكومة باماكو في احتمال قيام الجيش الفرنسي بممارسات خارج المهمة التي يشيعون القيام بها، وفق ما جاء على لسان رئيس حكومة باماكو في وقت سابق.

المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، ايمانويلا كلوديا ديل ري، التي أنهت زيارة إلى الجزائر، قالت الأربعاء في لقاء مع الصحافة بفندق الأوراسي بالعاصمة، إن بروكسل تعتقد أن “للجزائر دورا أساسيا في منطقة الساحل، باعتبارها ضامن سياسي لاتفاق الجزائر للسلم في مالي، فضلا عن كونها دولة تعتبر جزء من منطقة الساحل، هذه المنطقة التي تعاني من مشاكل تتعلق بغياب الاستقرار على المستوى الأمني”.

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في منطقة الساحل وفي مالي على وجه التحديد، قالت المسؤولة الأوروبية إنها تراهن على الجزائر في العمل مع السلطات الانتقالية في باماكو من أجل اختصار مدة المرحلة الانتقالية، وقد تلقت من المسؤولين الجزائريين الذين التقتهم خلال هذه الزيارة، وهم وزير الخارجية، والمبعوث الخاص لمنطقة الساحل، بوجمعة ديلمي، حرصا على المساهمة في البحث عن “حلول ملموسة وبراغماتية للأزمة في مالي”.

وبالمقابل، انتقد لعمامرة العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) على مالي، كونها تزيد من تأزيم الوضع في هذا البلد الجريح، وفق المسؤولة الأوروبية، والتي تحدثت أيضا عن المساعي التي قامت بها الجزائر على صعيد حث السلطات الحاكمة في مالي على تقصير مدة المرحلة الانتقالية، وتفعيل آلية الانتخابات لإرساء المؤسسات الدستورية، وهو الخيار الذي ينسجم مع التزام الجزائر باحترام المؤسسات الدستورية، كما جاء على لسان رئيس الدبلوماسية الجزائرية.

وفي السياق، رافعت إيمانويلا دل راي لصالح المهمة العسكرية للاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل، باعتبارها تساعد على استتباب الأمن في هذه المنطقة، التي اعتبرتها بمثابة الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي، وشددت على أن الأخطار التي تهدد هذه المنطقة تضر الجزائر، لأن عدم الاستقرار يجلب الآفات المتعلقة بالتهريب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والإرهاب، ولاسيما في ظل الظروف العالمية الراهنة، والتي تهدد العالم بأزمة غذائية قد يصعب تجاوزها.
وتحدثت دل راي عن قرار الاتحاد الأوروبي بوقف كل عملياته في مالي، وأكدت أن ما يقوم به الأوروبيون اليوم لا يتعدى إلا التنسيق ودعم قوة “المينوسما” التابعة للأمم المتحدة، والتي تضمن ألمانيا تسليحها، غير أنها بالمقابل اعتبرت الوجود الروسي في مالي ومنطقة الساحل “خط أحمر”، وهو الانشغال الذي قالت إنها نقلته إلى رئيس المجلس العسكري في مالي العقيد اسمي غويطة خلال لقائها بها.

وردا على الانتقادات، قالت المسؤولة الإيطالية إن ما قام به الاتحاد الأوروبي جاء استجابة لطلبات بلدان المنطقة، وأن “استراتيجية الاتحاد التي حددت السنة المنصرمة، تقوم على الحكم الراشد، ولكن عندما ننظر إلى الوضعية الأمنية نجد أننا غير مرتاحين لما هو حاصل، هناك اعتداءات..”، كما دافعت عن الانتقادات الموجهة لفرنسا في مالي، قائلة: “فرنسا لها خبرة كبيرة في المنطقة بحكم الاعتبارات التاريخية، ولاسيما على الصعيد العسكري وقد حققت إنجازات على صعيد محاربة الإرهاب، قتلت إرهابيين وخسرت بالمقابل جنودا هناك”.

وكانت الخارجية الجزائرية قد أكدت في بيان لها أن المسؤولية الأوروبية استقبلت من قبل وزير الخارجية، وتباحث الطرفان حول آفاق تعزيز التعاون الثنائي من “أجل ترقية السلم والأمن في إفريقيا، وبشكل خاص في منطقة الساحل التي تواجه تحديات كبرى ذات طابع سياسي وأمني واقتصادي، بهدف تبني الحلول الإفريقية لمشاكل إفريقيا مع دعم أكثر فاعلية من الشركاء الأجانب لاسيما من الاتحاد الأوروبي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!