-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإخوان‭ ‬ورشوة‭ ‬الأسد

الإخوان‭ ‬ورشوة‭ ‬الأسد

المناورة الأخيرة التي حاول بشار الأسد الخروج من عنق الزجاجة، بعرضه الغريب على حركة الإخوان بتولي الحكومة مقابل بقائه على رأس النظام، يؤكد أن هذا الأخير بات يدرك أن أيامه باتت معدودة، لدرجة جعلته يفكر في التحالف مع عدوه التاريخي الذي يعتبره أخطر من العدو الصهيوني‭.‬

غرابة العرض تكمن في أن النّظام البعثي الذي تورّط في مجازر وجرائم ضدّ الإنسانية في حربه ضد حركة الإخوان المسلمين، بدأ يغير معتقده السياسي ويتحالف مع حركة يعتبرها إرهابية وكافرة وعميلة للقوى الغربية.
والأكثر غرابة في هذه الرشوة السياسية التي توسطت فيها إيران أنها تأتي في الذكرى العشرين لمجزرة حماه التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين السوريين على يد جيش مدرب يقوده رفعت الأسد شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد.
حصيلة تلك المجزرة وحدها وحجم الدّمار الذي خلّفه الجيش السّوري في المدينة يفوق ما فعله على مدار العام الماضي في كل المدن السورية، وكانت كافية لسقوط هذا النظام لو أن وسائل الإعلام كانت في مستوى ما هي عليه الآن.
هذه العقيدة “الإجرامية” التي واجه بها النظام السوري معارضيه في ثمانينيات القرن الماضي تمسك بكل حذافيرها وهو يواجه فلول الثورة الشعبية التي فجرها الربيع العربي، من خلال أعمال القتل والتعذيب والتصفية الجسدية للمعارضين ودك المدن بالدبابات والمدافع.
لقد أثبت التاريخ أن العلاقة بين حركة الإخوان والنظام البعثي السوري مرتبطة بتاريخ أسود من القتل والتنكيل، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هناك تواصل مشترك بينهما، لأن وجود أحدهما على الساحة السياسية في سوريا يفرض اختفاء الآخر.
هذا الأمر أكدته تصريحات مختلفة لقيادات في حركة الإخوان السورية تفضح فيها العرض وترفضه جملة وتفصيلا، بحجة أنه محاولة لاختراق المعارضة السورية التي نجحت إلى حد ما في توحيد صفوفها في مجلسين يحظيان بدعم واضح من الشعب السوري هما المجلس السياسي بقيادة برهان غليون‭ ‬والمجلس‭ ‬العسكري‭ ‬بقيادة‭ ‬رياض‭ ‬الأسعد‭.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!