-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإعلام المقاوِم في خطر!  

الإعلام المقاوِم في خطر!  

عندما يبادر الكيان الصّهيوني بإنشاء خلية استخباراتية لرصد ما تكتبه الأقلام الدّاعمة لحقّ الفلسطينيين وتحدّد عددا من الشّخصيات الإعلامية الوازنة على المستوى العربي من أمثال الفلسطيني عبد الباري عطوان ومدير قناة الميادين غسان بن جدو وغيرهم، فإنّ ذلك يعني أنّ المرحلة المقبلة قد تشهد تصفيات تستهدف هذه الأصوات التي ظلت على مدار عقود تنصر القضية الفلسطينية وتفضح المناورات التي تقوم بها الدّولة العربية وحلفاؤها في المنطقة العربية.

ولا نقصد هنا التصفية الجسدية فقط، بل إنّ القوة الناعمة التي بات الكيان الصّهيوني يستخدمها عبر عملائه في الدّول العربية المطبّعة على الخصوص، قد تؤدي إلى خنق الأصوات التي لا تزال تصدح بالمطالبة بالحقّ الفلسطيني والدّاعية إلى التّضامن مع الفلسطينيين، والمتفاعلة مع ما يحدث في  القدس الشريف من انتهاكات واقتحامات يومية، ومع الوقت قد تتحول القضية الفلسطينية إلى “طابو” يحرم الحديث بشأنه في الإعلام العربي، وذلك ما بدأ يتجسد فعلا في عدد من الدّول العربية التي هرولت باتجاه التّطبيع مثل المغرب والإمارات العربية والبحرين.

صحيحٌ أن المزاج الشعبي لا يزال ينبض بحب الأقصى وفلسطين، لكن مع الاستراتيجية الجديدة للاستخبارات الصّهيونية قد نشهد تراجعا في الحماس نحو القضية الفلسطينية التي تعاني أساسا من التّهميش والتّغييب في الإعلام العربي، لدرجة أصبح من يجهر بدعم المقاومة الفلسطينية يُصنف في خانة الإرهاب والتّطرف وقد يفقد بعض الامتيازات وحتى الحقوق.

لقد شهدت العقود الماضية انكماشا مخيفا للإعلام المقاوم يقابله ظهور مفاجئ للأصوات الدّاعية إلى التعايش والسلام مع المحتلين الغاصبين، وما يحدث في الجارة الغربية منذ أكثر من عام دليل على ذلك، إذ يتم خنق الأصوات الرّافضة للتطبيع وإبعادها ومنع ظهورها في الإعلام، بل إن جامعة مغربية أوقفت الدراسة وأغلقت أبوابها لمنع تنظيم مظاهرة ضد التطبيع.

حتى إن لجنة القدس التي تم إنشاؤها تحت إشراف الأمم المتحدة، تمكن المخزن من وأدها وإبعادها عن المشهد السّياسي العربي خدمة للاحتلال الصهيوني، ومن المفارقات أن المغرب هو الذي يرأس هذه اللجنة لذلك لا عجب أن لا تعقد هذه اللجنة سوى اجتماعين فقط منذ عشرين سنة، وآخر لقاء لها عقد منذ 8 سنوات رغم كل ما حدث من اعتداءات واقتحامات وتدنيس لباحة المسجد الأقصى من قبل الصهاينة!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!