-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أطباء يؤكدون على أهميتها في المسار العلاجي

الاختبارات الجينية والذكاء الاصطناعي للحد من سرطان الثدي

كريمة خلاص
  • 154
  • 0
الاختبارات الجينية والذكاء الاصطناعي للحد من سرطان الثدي
أرشيف

تساهم بعض الحلول العلمية المتطورة والتكنولوجية الدقيقة للتصوير الطبي في اكتشاف مبكر لأورام الثدي، خاصة الوراثية، وفق ما أعلنه خبراء وأطباء في الدورة التكوينية التي نظمها مخبر “روش” للصحفيين الإثنين.
وأفاد البروفيسور فرعون بأنّ الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي أحدث ثورة في سرطان الثدي، حيث يمكنه اكتشاف التهابات صغيرة جدا ومجهرية، لم تكن متاحة في التقنيات السابقة.
وقال فرعون إن الذكاء الاصطناعي في الماموغرافيا والتصوير الطبي يعرف تقدما متسارعا في العالم، وهو حقيقة وليس خيالا، إذ يمكنه تحرير تقرير عن حالة المريض، ويقدم قراءة للوضعية واستخلاصا لها، كما يقدم أيضا نسبة تقديرية لخطر الإصابة بالسرطان.
ودعا المختص السلطات الصحية في بلادنا إلى الاستعداد للأمر، وتحضير النصوص التنظيمية ذات الصلة، لتأطير العملية ومرافقتها وكذا تكوين الأطباء المختصين في الأشعة، من أجل التمرس وإتقان العملية، مستبعدا أن يعوض الذكاء الاصطناعي الخبرة الطبية البشرية، التي تبقى أساسية في الفحص الإكلينيكي، فالذكاء الاصطناعي كما قال هو وسيلة دعم لعمل الفرق الطبية وليس بديلا عنها.
بدورها، أكدت الدكتورة عبد الوهاب أمينة المختصة في أمراض الثدي أن 5-10 بالمائة من الأورام تتعلق بعوامل وراثية وجينية، بينما 90 بالمائة الأخرى تتعلق بعوامل أخرى مثل الغذاء والهرمونات والبيئة.
وأوضحت عبد الوهاب، خلال الدورة التكوينية، أنه رغم النسبة الصغيرة، إلاّ أن الأمر مهم جدا، فهو يتعلق بعائلات وقلق سيعيشه جميع أفرادها ما تبقى من حياتهم، وينعكس على يومياتهم وحياتهم المهنية والاجتماعية، خاصة إذا علمنا أنّ نسبة خطر الإصابة بالورم من قبل الأم ترتفع بنسبة 50 بالمائة، كما يمكن للأب أيضا نقل الإصابة بنسب معتبرة.
وهنا، تحدثت عبد الوهاب عن نسبة ضعيفة جدا للإصابة بسرطان الثدي لدى الرجل، تقدر بـ1 بالمئة، يمكنها أن ترتفع إلى 7 بالمئة، في حال وجود سوابق عائلية لدى نفس الفئة.
ويتراوح معدل عمر إصابات سرطان الثدي في الجزائر ما بين 46-47 عاما، وعليه، يستوجب الخضوع للكشف ابتداء من سن 40 عاما. وذكرت المختصة أن الإصابة قبل سن الأربعين تكشف لا محالة عن وجود أسباب وراثية عائلية، وهي تزيد خاصة بالنسبة للإصابة المزدوجة بين سرطان الثدي وسرطان الرحم.
وفي هذه الحالات، تشير التوصيات العلمية، بحسب المختصة عبد الوهاب، إلى ضرورة القيام بتحاليل جينية للمسبوقين عائليا من أجل اكتشاف الإصابة مبكرا ومراقبة الحالات الإيجابية، لاكتشاف الورم في حجم صغير يمكن من الشفاء التام.

أهمية التشخيص المبكر لمواجهة السرطان
وقالت عبد الوهاب إن المراقبة لا تعني عدم الإصابة بالمرض، وإنما تعني اكتشافه وعلاجه بأقل المضاعفات والآثار الجانبية.
وتزيد أهمية التحاليل الجينية في تحديد نسبة خطر الإصابة، مع تكوين شجرة العائلة المعرضة للخطر، ووضعها تحت المراقبة، أو اتخاذ إجراءات استباقية، على غرار استئصال الرحم الوقائي الذي يقلل خطر الإصابة إلى 96 بالمائة.
واعتبرت المختصة “الايرام” أفضل تقنية للكشف عن الأورام الوراثية، لتأكيد وجود كتل صغيرة من عدمها.
وتأسفت المختصة لعدم وجود مخابر في الجزائر تقوم مباشرة بهذه التحاليل، حيث تعمل هذه الأخيرة بالتنسيق مع مخابر أجنبية، وهو ما يبرر الكلفة المرتفعة التي تناهز 200 ألف دج. وبالتالي، العزوف عن إجرائها إلا في حالات تعد على الأصابع رغم أهميتها الكبرى في الوقاية وفي تجنب الميزانيات الضخمة التي تصرف على التكفل بمريضات سرطان الثدي.
أما سعاد شطّة، رئيسة جمعية مساعدة مرضى السرطان، فركزت في مداخلتها على الدعم النفسي والمادي لمريضات سرطان الثدي، اللواتي يواجهن صعوبات جمة، غير أنهن يقاومن ويتحدين المرض وينجحن في ذلك.
وكشفت شطّة عن برنامج هام خصصته جمعيتها للتكفل بالمريضات، سواء من حيث المرافقة العلاجية أم توفير المبيت أم حتى تكوين أفواج محادثة، لتخفيف الألم والمعاناة النفسية، ناهيك عن وحدة إنتاجية لوسادات للمريضات تقدم مجانا.
ويستقبل مركز الجمعية “أحمد شطة” بالأغواط، بحسب سعاد شطة، آلاف الحالات ويتكفل بها طبيا ونفسيا.
واختتمت الدورة التكوينية بطاقة إيجابية كبيرة على إثر شهادة إحدى المريضات، وهي صليحة، التي تقاوم المرض منذ 13 عاما، فرغم الصعوبات التي واجهتها في السنتين الأوليين إلاّ أنّ إيمانها القوي كما قالت ودعم المقربين منها، خاصة زوجها ووالديها وحماتها، جعلها تتفوق وتعود إلى الحياة، وترتقي مناصب أعلى في عملها، كما سمح لها بإعادة ترتيب أولوياتها الشخصية والعائلية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!