-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مسؤولون يقترحون إعداد مخطط نقل حضري جاد بإشراك مختلف الجهات

الازدحام المروري يخنق العاصمة ومطالب باستعجال الحلول

منير ركاب
  • 1886
  • 0
الازدحام المروري يخنق العاصمة ومطالب باستعجال الحلول
أرشيف

طرح منتخبون محليون بالمجلس الولائي للجزائر العاصمة، إشكالية مخطط النقل الحضري وحركة المرور بمعظم بلديات الولاية، التي تشهد اختناقا مروريا طيلة أيام الأسبوع تعدتها إلى العطلة الأسبوعية، ويرجع هذا إلى أن العاصمة تعتبر قطبا اجتماعيا واقتصاديا وحتى سياسيا، حيث تضم هذه الأخيرة ربع العدد الكلي للمركبات ومستعملي الطرقات بالرغم من صغر مساحتها مقارنة بباقي الولايات.

فوضى الازدحام المروري الذي تعرفه المسالك من مختلف مناطق ولايات تيبازة والبليدة وبومرداس نحو العاصمة في العقد الأخير تفرض -حسب المصادر ذاتها- إعداد مخطط جاد بإشراك مختلف الجهات بما فيها الجانب الاجتماعي كخبراء العلوم الإنسانية، لأن الإشكالية إنسانية بالدرجة الأولى، وبالتالي، فإن الحل إنساني.
وترى المصادر ذاتها في تصريح لـ”الشروق”، أن الخلل الموجود في شبكة النقل والطرقات على السواء راجع إلى أن هناك مشكلة تنظيمية فرضت نفسها في العشر سنوات الماضية، بسبب التزايد الهائل للمركبات من جهة ووسائل النقل فضلا عن سوء الخدمات المقدمة للمسافرين كما ونوعا، رغم وفرة الحافلات وسيارات الأجرة والميترو والترامواي.
وأعاب المهتمون بشأن النقل وحركة المرور بالعاصمة، على المخطط العام للنقل، حيث أن هذا الأخير، حسبهم، ركّز على الجانب الاقتصادي بدون الجوانب الأخرى وأن من ساهم في إعداده هم مهندسون تقنيون واقتصاديون، ولم يتم إشراك مجالات أخرى، كما يعاب على هذا المخطط -تضيف المصادر- بأنه يبقى نظريا إلى حين، فمشروع الترامواي أدى إلى وجود اختناق مروري كبير ببعض البلديات مثل برج الكيفان، والحراش، وكذا باب الزوار، وحتى الجزائر العاصمة في بعض الشوارع مثل ساحة الشهداء، باب الواد، والبريد المركزي وهذا ما ينجر عنه تبعات في حركة المرور والسير، حيث تعاني شبكة النقل بالحافلات عجزا بالرغم من اعتبارها العمود الفقري حاليا في نسق النقل وما ينجر عنه من نتائج نفسية وسلبية على المسافرين، ما شجّع الإقبال على السيارات الفردية مازاد أكثر من الاختناق المروري مع قلة أماكن توقف السيارات التي تعتبر من أهم أسباب الإزدحام في حركة المرور، وهذا ما يبين فشل مخطط النقل وحركة المرور بالعاصمة في تحقيق أحد أهم أهدافه وهو تقليص استخدام السيارات الفردية والإقبال أكثر على وسائل النقل العمومية، بالإضافة إلى ضيق الطرقات وقلة المخارج والمداخل نحو العاصمة ذهابا وإيابا نحو مختلف البلديات بالولايات المجاورة.
من جهتهم، ناشد مواطنون قاطنون بالجهة الغربية للعاصمة، في تصريح لـ”الشروق”، المتضررين من الاختناق المروري، السلطات الوصية، للتدخل من أجل إيجاد برامج استعجالية واحتياطية كإنشاء محطات “ترامواي” جديدة أو القطار من بلدية الداموس بغرب ولاية تيبازة نحو العاصمة، والتي اعتبروها حلا نسبيا معتبرا سيعمل على تقليل حجم الازدحام المروري من بلديات تيبازة والبليدة غربا نحو العاصمة، ناهيك عن البلديات الشرقية التي تشهد هي الأخرى اختناقا مروريا كبيرا لاسيما تقاطع الطريقين السيّار والسريع على مستوى الدار البيضاء باتجاه زميرلي والجزائر الوسطى الذي يعتبر نقطة سوداء منذ أزيد من سنتين ويتطلب، حسب أصحاب المركبات، نحو 25 دقيقة لاجتيازه لاسيما القادمين من بلديتي الرغاية والرويبة، حيث طلب المتضررون من مسؤولي القطاع بضرورة إزالة الحاجز الإسمنتي بين الدار البيضاء والشارع الثانوي الذي يضم محلات محاذية للطريق السريع، ما سبّب في وجود ازدحام مروري نظرا لضيق الطريق، مقابل عدد المركبات المتوجّهة نحو العاصمة، ناهيك عن المحوّل الدائري الموجود بمنطقة بابا أحسن باتجاه الطريق السريع نحو بن عكنون.
ويقترح مهتمون عدة حلول قالوا إنها ستقلل من الاختناق المروري من خلال تعزيز النقل بواسطة القطار، مع تمديد شبكاته عبر كامل ولاية الجزائر مع ربطها بولايتي تيبازة الغربية، والدار البيضاء شرقا، مع ضرورة غربلة المتعاملين الخواص على أساس الخبرة والجانب التقني، والإسراع بزيادة حجم الحافلات من أجل تقليص عددها والزيادة في مردوديتها.
وتابعت المصادر نفسها بضرورة بناء محطات لنقل المسافرين توفر أدنى شروط الحياة مثل المياه الصالحة للشرب والمراحيض العمومية ومكان للاستراحة، فضلا عن فتح الطرق السريعة لربح الوقت والتقليل من الاختناق المروري، مع إنشاء بنوك للمعلومات تتعلق بالنقل وربطها بشبكة الإعلام الآلي من أجل تسهيل البحث في هذا المجال، وبالتالي، تعديل مخطط النقل أوتوماتيكيا، بمعنى أنها تمكّننا من جعل عملية البحث في مجال النقل ديناميكية، وبالتالي، يمكننا الحصول على تنظيم ديناميكي، علاوة على تقليص أسعار وسائل النقل الجماعي مع إلغاء كل الرسوم على هذه الوسائل تشجيعا لها على السعي في إطار الجانب الخدماتي والبعد عن المسعى التجاري.
وتعكف السلطات على إيجاد حل لمشكل الاختناق المروري، كان آخرها الزيارة التفقدية لوزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، برفقة والي العاصمة، عبد النور رابحي، من أجل معاينة عديد المشاريع بإقليم العاصمة، لاسيما أشغال مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 63 الرابط بين بلديتي السحاولة وبئر خادم، بما فيها إعادة تهيئة المحوّل المتواجد على مستوى الطريق الوطني رقم 01، كما تم تفقد مشروع الشطر الثاني من الطريق الرابط بين بن عكنون “05 جويلية”، وخرايسية الذي من شأنه فك الاختناق على العديد من البلديات خاصة بلديات العاشور، درارية، بابا أحسن وخرايسية، علاوة على تفقد مشروع النفق الأرضي على مستوى الطريق الوطني رقم 41 الذي يشمل مدخلا إلى المستشفى العسكري الجديد للأم والطفل ومفترق الطرق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!