-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بفضل الرؤية القيادية والأجندة الدقيقة والإرادة القوية في الإصلاح

الاستقرار الشامل.. مكسب الجزائر في عالم مضطرب

سفيان. ع
  • 5453
  • 0
الاستقرار الشامل.. مكسب الجزائر في عالم مضطرب

من لطف الله بالجزائر المحروسة، وبركات شهدائها الميامين، أن جعلها تنعم بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في وقت جد حساس دوليّا، حيث يموج العالم من حولها بالاضطرابات والنزاعات والأزمات، بل إنها تحولت إلى قبلة لطلب النجدة والوساطة في تفكيك الألغام الإقليمية والدولية، بعد ما كانت إلى زمن قريب تلملم جراجها العميقة من مأساة وطنية أتت على الأخضر واليابس.

بلادنا صارت وجهة لطلب النجدة والوساطة لتفكيك الألغام الإقليمية والدولية

ولكن المؤكد أن ما بلغته بلادنا من الأمن والاستقرار والتطلع الطموح نحو آفاق واعدة لم يكن ليتحقق لولا وضوح الرؤية القيادية، المسنودة بأجندة برامجيّة دقيقة، ترافقها إرادة صادقة وقوية في تحقيق تطلعات الإصلاح والتغيير، من أجل الانتقال بالجزائر إلى عهد جديد، يحقق الآمال الشعبيّة العريضة للجزائريين في رؤية بلادهم تحتل مكانتها المرموقة بين الأمم، بعد سنوات طويلة من انحراف السلطة العامة وتبديد الثروات الوطنية واختطاف مقدرات البلد من طرف شرذمة “الأوليغارشيا” ضمن تحالف الفساد البائد.

أمّا اليوم فقد “صار ثابتا بما لا يدع أدنى مجال للشك، أن الجزائر الجديدة تحولت إلى حقيقة ساطعة، لم تستطع عقليات الظلام وأيادي التشويه طمسها بأساليب بالية، ولم تعد تنطلي أيضا على الجزائريات والجزائريين الذين يرون بلدهم يستعيد هيبته ومكانته وقوته إقليميا ودوليا”، مثل ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، الأربعاء، في برقية لها.

المنجزات ثمرة الحوار المكرّس من رئيس الجمهورية مع الفواعل والشركاء

ولا شكّ أنّ من بين أكبر الإنجازات التي تحققت في الجزائر الجديدة، تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، هو الاستقرار الذي أضحى علامة مسجلة في كل المستويات والمجالات، رغم بعض العثرات هنا وهناك، والهزات الخفيفة في بعض القطاعات التي لا يفوتها الرئيس، فيسرع بتوجيهاته وتعليماته إلى تداركها وتصحيحها، بل إنه لا يتساهل إطلاقا مع أي انحراف في ممارسة المسؤولية العمومية في أي مستوى حكومي أو رئاسي أو محلّي، ولا يقبل التقاعس أو العجز عن تنفيذ التكليفات المطلوبة ضمن شروط الاستجابة لحاجيات المواطنين، والتي تبقى دوما خطا أحمر في منظور رئيس الجمهورية.

ولم يعد الاستقرار في ثقافة الجزائر الجديدة، ذلك العنوان العريض الذي يخفي وراءه الفشل والعجز، واستغلاله للتمويه وصرف الأنظار، بل إنّ الاستقرار أصبح ملموسا واضحا في بلد لا يعيش وحده، بل ينتمي لعالم مضطرب يتغير في اليوم أكثر من مرة، حيث أضحى الثبات والتحدي والصمود أمرا يصعب على كثير من الدول تحمله، لكن الجزائر، القوية بقيادتها السياسية العليا وشعبها الطموح والوفيّ لرجالات وطنه استطاعت فعل ذلك، ولا تزال تطمح إلى مزيد من المكاسب.

إن المنهج واحد لدى رئيس الجمهورية، في الخارج كما في الداخل، حيث الاستقرار المحقق هو ثمرة الحوار الذي كرسه عمليّا منذ مطلع 2020 مع كل مكونات الساحة الوطنية وفواعلها الحزبية والجمعوية، والشخصيات المستقلّة، وحرص على رعايته شخصيا بالإنصات إلى كل الآراء والتصورات والمقترحات دون اقصاء، فهو يؤمن بضرورة تضافر جميع الجهود في البناء الوطني الجديد.

كما لم يفتأ الرئيس تبون في كل سانحة أن يلحّ على تعميق الحوار والتشاور، وهو ما تجلّى في توجيهاته للجهاز التنفيذي بفتح قنوات النقاش مع الشركاء الاجتماعيين، أو رؤساء البعثات الدبلوماسية بالتحاور والإصغاء إلى أفراد الجالية الوطنية بالخارج الذين يشكلون القواعد الخلفية الصلبة لبلادهم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستقرار في ثقافة الجزائر الجديدة يمثل معركة التحديات الكبرى، ذلك أنه يتجاوز مفهومه التقليدي باعتباره نقيض حالة الفوضى، إلى كونه منهاجًا شاملا أرسى قواعده الصلبة رئيس الجمهورية لتحقيق الغاية الكبرى، وهي رضى المواطن وراحته، لأن الرئيس يدرك أن الاستقرار الفعلي والمتجذر أفقيا وعموديّا يتطلب برامج وسياسات اقتصادية واجتماعية واضحة ومضبوطة.

وهذا ما كان يدفع الرئيس تبون دائما إلى توجيه الحكومة في مجالس الوزراء إلى جعل المواطن في صلب اهتماماتها، من خلال تنفيذ البرامج والمشاريع التي تهمه وتحظى بالأولوية لديه، تماشيا مع البرنامج الرئاسي المحدد في الالتزامات الـ54، والتي يتعامل معها رئيس الجمهورية على أنها ميثاق أخلاقي وسياسي غليظ في ذمته مع الشعب الجزائري، لن يرتاح إلا حين الوفاء بها كاملة غير منقوصة، وليست مجرد شعارات انتخابية انقضى عهدها بعد إعلان نتائج رئاسيات 19 ديسمبر 2019، لأنّ أخلاق الدولة في عقيدة الرئيس الراسخة وضميره الحيّ ترفع المسؤولية العامّة إلى درجة التكليف الإلزامي، بعيدا عن طقوس البهرجة والأضواء الخادعة والتمتع المجاني بمزايا السلطة الزائفة.

ولقد تجلت دراية رئيس الجمهورية بكون الاستقرار هو ركيزة الإصلاحات، من خلال التوجيهات والتعليمات الصارمة في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، بحيث لن تتحقق هذه الغاية الكبرى إلا بالتقرب من المواطن، فجاء الأمر الرئاسي بتقليص الاجتماعات الحكومية إلا للضرورة وتوجيه كل الجهود إلى الميدان ونزول أعضاء الحكومة إلى الولايات ضمن رزنامة محددة، بناء على الأولوية، في التنمية والانشغالات الحيوية اليومية للمواطنين.

وفي ذات السياق، وجه رئيس الدولة تحذيرا شديد اللهجة لوزرائه من إطلاق وعود للمواطنين غير مؤسسة وضمن آجال غير معقولة وآليات غير مفهومة، لأن التسويف وإطلاق الوعود من دون تنفيذها يعيق تحقيق الاستقرار، مشددا على الاحترام الصارم للمواطنين والشعور العام، كون رضى الشعب هو المقياس الأوحد لحسن الأداء لبناء جزائر مهابة وقوية، مثل ما يحلم بها ويكافح لأجلها رئيس الجمهورية بلا هوادة، مدعوما بسواعد الجزائريين الأحرار، من سلالة الشهداء الأطهار وأحفاد المجاهدين الأبرار وكل الوطنيين الصادقين. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!