الرأي

الاعتراف ليس “عيبا” يا بن غبريط!

قادة بن عمار
  • 3274
  • 14
ح.م
نورية بن غبريط

في كل حواراتها الأخيرة، وبخصوص التحضيرات الجارية لتنظيم امتحانات البكالوريا، لم تعترف وزيرة التربية نورية بن غبريط بوجود أزمة سابقة، ولا حتى بـ”ربع أزمة” رغم وجود أزمات وكوارث ومهازل، بل اكتفت بالحديث عن “تسريب واحد” وقع قبل سنتين، وفقط!

وفرضا صدقنا الوزيرة بأنه لم يقع من “فضائح” في عهدها وتحديدا ما ارتبط بتنظيم البكالوريا، سوى “تسريب” موضوع واحد وقبل سنتين، وبأنه تمت معالجة القضية في حينها، وطوي الملف.. فماذا عن المتورطين في العملية؟ وأين هم؟ لماذا لم يحاكموا؟ بل لماذا تمت محاكمة عدد من “الإطارات المهمة” تبين فيما بعد أنهم أبرياء من الجريمة وبحكم العدالة؟

بن غبريط تتحدث عن “تسريب واحد” ولا تريد استعمال وصف “الفضيحة”، قائلة إن “المتآمرين عليها” أرادوا من خلال هذا التسريب إبعادها عن الحكومة “لولا التضامن السياسي الذي حصلت عليه من زملائها”، ولا تتحدث هنا عن دعم الرئيس ولا عن جهات أخرى، فهل تريد القول أنها مستمرة في منصبها بفعل التضامن الحكومي وليس إلا؟!

الأمر الآخر، إذا لم تعتبر الوزيرة “نشر الأسئلة” قبل توزيعها جميعا، وعبر كل القاعات والمؤسسات أمرا كارثيا، ونظرت إلى انتشار الغش الجماعي بذلك الشكل غير المسبوق منذ الاستقلال كحادثة عابرة، فنحن هنا بصدد وزيرة تقول لنا “لا تحاسبوني سوى على التسريب أما ما عدا ذلك فهو أمر يمكن أن يحدث في كل العالم”؟!

لن نتحدث هنا عن “سمعة” امتحان مهم مثل البكالوريا، فالمسألة تبدو آخر اهتمامات الوزيرة ومن معها، لكن تمنينا لو أن المسؤولة الأولى عن القطاع استغلت الحوارات الأخيرة التي قامت بها “هنا وهناك” من أجل إقناع التلاميذ بضرورة العمل والاجتهاد للحصول على البكالوريا دون غش، وعلى طمأنة الأولياء بوجود إجراءات جديدة تحول دون الوقوع في تلك الأخطاء والجرائم الكارثية والمهازل التي لا تحصى والتي جعلت من “الباك” مسخرة عالمية وليس موعدا للفرح العائلي المشترك.

تمنينا لو أن الوزيرة بن غبريط استغلت تلك الحوارات للاعتراف بوجود أخطاء كبيرة في التنظيم والإشراف على الامتحان طيلة الأعوام الماضية، وبأن الأمر لن يحدث هذه المرة وهي مستعدة للاستقالة في سبيل الحفاظ على سمعة البكالوريا والمدرسة الجزائرية عموما، لكن حتى هذا الخطاب لا يجيدونه، للأسف الشديد، بل يتقنون فقط مناداة خصومهم بـ”الكذّابين” مثلما فعلت السيدة بن غبريط وهي تتحدث عن “المتآمرين ضدها”، قبل أن تصف نفسها بـ”المدافعة الأولى عن اللغة العربية وبأن الهوية الوطنية في مأمن ما دامت هي على رأس الوزارة”!

مقالات ذات صلة