-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاعتماد الكلي على التكنولوجيا.. ماذا نفعل من دون إنترنت؟

نسيبة علال
  • 756
  • 0
الاعتماد الكلي على التكنولوجيا.. ماذا نفعل من دون إنترنت؟
بريشة: فاتح بارة

أصبح للتكنولوجيا دور قيادي في حياة كل منا، خلال السنوات القليلة الأخيرة، حيث حكمت جميع مناحي الحياة دون استثناء، إذ بات علينا العودة إلى وسائلها لتسهيل وظائفنا، حتى أبسطها في عصر السرعة، باستخدام التطبيقات والمنصات الرقمية المصممة بحسب حاجة الناس في مختلف المجالات.

تطبيقات التنقل تحل مشكل العصر

قبل وجود الهاتف والإنترنت، كان الإنسان، حتى في قلب المدن الكبرى، يجد صعوبة في التنقل. هذا، حتى لا نتحدث عن ساكنة الأرياف والقرى. إذ، وبالرغم من وجود الوسائل، إلا أن البرمجة والتوقيت والتنسيق لم يكن في صالح الموظفين والمتمدرسين والراغبين في التنقل.. أما اليوم، وبظهور مئات تطبيقات التنقل والنقل والتوصيل، المتاحة بنقرة زر واحدة، في يد الكبير والصغير، الأمي والمتعلم، أصبح بالإمكان الحصول على سائق خاص في التوقيت المرغوب بالضبط، وحتى صنف السيارة ومواصفات الراحة فيها. ولم يعد نقل السلع والبضائع والطرود يستدعي برنامجا خاصا وتنقلا، بحيث تعمل شركات ومؤسسات خاصة على هذه المهمة. ويكفي التواصل معها هاتفيا أو على مواقع الإنترنت. حتى المرضى، تخلصوا من عقدة تأخر الإسعاف، في حين، أصبحت سيارات مجهزة بأحدث العتاد الطبي المتطور، تنتظر إشارة نقلهم من وإلى المستشفيات. وتأتيك مؤونتك الخاصة التي اخترت كل غرض فيها، بحسب ما تعودت على استهلاكه، لتحط بمطبخك بعد دقائق من الطلب.. لقد أصبحت الحياة سهلة بشكل لم يتوقعه أبناؤنا، قبل سنوات قليلة جدا. في الآن ذاته، أصبحت محكومة إلى هيمنة التكنولوجيا.. فقد أصبحنا نتنقل وفق ما تتيحه لنا لا غير، واعتمدنا عليها اعتمادا شبه كلي، حتى في مواعيدنا، إذ يمكن أن نلغي برنامجا برمته، لأن أحدا لم يرد على اتصال هاتفي أو على رسالة نصية.

قنوات الطبخ تنجد ربات البيوت

لم تكن جداتنا في حاجة إلى من يعلمهن فنون الطبخ من غير الأمهات وبعض القريبات، لأن الأطباق كانت تخضع لما هو متوفر من مواد أولية، تقتصر على الطبيعة من خضار وفواكه ولحوم وأعشاب وبقوليات. أما عندما تغير الزمن وكثرت المنتجات في السوق، وانفتحنا على ثقافات مختلفة عبر التكنولوجيا، فقد أصبح التنويع ضرورة حتمية لمواكبة هذه الوثبة، خاصة في المناسبات، كالأعياد. وليس هناك أفضل من قنوات الطبخ التلفزيونية، أو

على اليوتيوب، التي باتت تعتبر مرجعا رئيسيا لا غنى عنه، حتى لأمهاتنا اللواتي لم يتعودن في السابق إلا على الأطباق التقليدية، إذ أصبح من غير الممكن أن تعد سيدة حلويات العيد دون أن تقوم بجولة مطولة بين الصفحات والقنوات للاطلاع على الجديد، حتى تظهر مائدتها عصرية، أمام الضيوف.. وكذلك الأمر، بالنسبة إلى موائد رمضان والمناسبات الأخرى. تقول السيدة منى: “في الماضي القريب، كنا نعد أطباقنا، وفق ما يأتينا في القفة كل مساء. أما اليوم، فنلقي نظرة على ما هو متوفر في الثلاجة ثم نبحث في اليوتيوب عن وصفة مناسبة. أنا شخصية فقدت مهارات الطبخ، الذي كنت أتقنه. وقلما أهتدي إلى الطبق المناسب، دون العودة إلى اليوتيوب. لم أعد أعرف إرضاء عائلتي دون مساعدة الإنترنت”. أما فريال، وهي شابة جامعية، أنشأت مشروعا مصغرا، لصناعة الحلويات، فتعترف: “تعلمت كل الوصفات والأسرار عبر الإنترنت، وأجني المال من مساعدة اليوتيوب، كلما طلبت إحدى زبوناتي نوعا معينا، طلبت الوصفة من الصفحات والمواقع، وجربتها حتى أتقنها.. أظن أن مشروعي لم يكن من دون إنترنت”.

هذا، إن تحدثنا على المستوى الشخصي للأفراد، وكيف يستخدمون التكنولوجيا في الدراسة والنقل، وأدق تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشونها، فما بالك بالشركات والمؤسسات العمومية والخاصة الكبرى، وبالتجارات الضخمة التي تتم عبر الشبكة، وكذا جميع الخدمات والمعاملات في شتى الميادين، التي أوجبت على الفرد أن يتقبل اليوم فكرة أن الإنترنت وتكنولوجيات الاتصال الحديثة، باتت تحكم حياتنا بالكامل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!