-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الافتتاحية: الأقربون أولى..

الشروق أونلاين
  • 1107
  • 0
الافتتاحية: الأقربون أولى..

محمد يعقوبي:yacoubim@ech-chorouk.com

يريد البعض أن يلوي عنق زيارة الرئيس الإيراني إلى الجزائر ليحمّلها ما لا تطيق من الأحكام القيمية والاستنتاجات السياسية، ويفضل كثيرون العودة بالعلاقات الثنائية إلى سابق توترها بسبب قضية “الفيس” التي تعاطفت معها طهران مثلما تعاطفت معها الكثير من العواصم الغربيةلكن السلطة الفعلية في ذلك الوقت قطعت العلاقة مع إيران ولم تقطعها مع بعض العواصم الأوربية التي بدأت في استضافة القواعد الخلفية للإرهاب “إقامة وتمويلا”.. والماضي بكل تناقضاته لا يجب أن يؤثر على رؤيتنا للعلاقات الجزائرية الإيرانية الواعدة على كل المستويات، بحكم القواسم المشتركة الكثيرة بين البلدين وحاجة كل بلد إلى الآخر. في إيران، كما في الجزائر، شعبان ثائران تجمعهما الكثير من المقومات النفسية والايديولوجية ولديهما حصاد متقارب من الانتصارات والمحطات التاريخية التي يمكن الارتكاز عليها لبناء قاعدة تعاون وشراكة لا مجاملة فيها ولا نفاق.

الجزائر في حاجة إلى هذا العملاق الآسيوي الآخذ في طريق التقدم اقتصاديا ونوويا، وفي حاجة إلى قراءة تجاربه المتنوعة بهدوء وروية والاستفادة منها في مقاومة الترهل الموجود على كل أصعدة التنمية في البلاد.. أما إيران، فلعل إسهامات الجزائر في صناعة بعض محطات “ثورتها” يجعلها في حاجة أيضا إلى الوضع الدبلوماسي المربح الذي يتيح للجزائر حلحلة مشاكل طهران مع المجتمع الدولي بخصوص ملفها النووي، مثلما ساهمت في حل بعض مشاكلها السابقة “مع العراق مثلا”، وهذه المعادلة تجعل من الزيارة الحالية لنجاد إلى الجزائر فرصة ثمينة لتوجيه هذه العلاقات من الطابع الشكلي المجاملاتي إلى طابع التعاون الميداني وفق أجندة المنفعة المتبادلة.

خاصة وأن كل بلد مرشح ليكون قطبا قائدا للقارتين الآسيوية والافريقية.. مثلما حظي ساركوزي بالترحاب والتقدير “غم الحصاد الهزيل من التعاون الفرنسي الجزائري”مثلما يجب أن يحظى الرئيس نجاد بالترحاب، وتفتح مع الوفد الإيراني كل “قواس”النقاش والحوار حول مجالات التعاون، لأن الأقربين هم أولى بالمعروف من جهة ولأن الجزائر لم تنل من أوربا وفرنسا تحديدا سوى الوعود المؤجلة من جهة أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!