الجزائر
الرّجال أكثر الضحايا مقارنة بالنساء

الانتحار ضمن أهم ثلاثة أسباب للوفاة في الجزائر

كريمة خلاص
  • 3873
  • 7
ح.م

ارتفعت في المدة الأخيرة تحذيرات وتنبيهات المختصين في الصحة العقلية والنفسانيين والاجتماعين إزاء ظاهرة الانتحار التي زحفت على خيرة أبناء هذا الوطن وشبابه الذين باتوا أكثر فرائسها، ظاهرة خطيرة ومأساوية لا تزال من بين الطابوهات التي يرفض المجتمع الإفصاح والتعاطي معها من وجهة نظر علمية، لما لها من بالغ الأثر على صاحبها وبقية أفراد عائلته ومحيطه، غير أن بعض الدراسات المحلية والوطنية بدأت تشق طريقها علها تسهم في فهم أسباب الظاهرة والوقوف على أبعادها بغية تقليصها أو القضاء عليها نهائيا.

غالبا ما ترتبط الاضطرابات العقلية بالانتحار، لكن هذا لا يكفي لتفسيرها ويحتاج الأمر لمساهمة المختص الطبي والنفسي والاجتماعي، فالمشكل معقد جدا ولا يوجد تفسير بسيط له ذلك أنّ الأسباب متعددة ومتداخلة، وفق ما أكدته دراسة حديثة اشرف على إعدادها البروفيسور زيري عباس مدير الصحة لولاية تيزي وزو إلى جانب الدكتور سقلاوي تناولت إشكالية الأسباب المؤدية للانتحار.

وحسب الدراسة فإن الانتحار في الجزائر يعد ظاهرة تمس الجميع مهما كان السن والجنس والأصول الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، كما لا يزال إلى غاية الآن “طابو” يتعامل معه المجتمع بأفكار مسبقة وهو ما يتطلب محاربته ومحاربة هذه الخرافات والتحيّزات المحيطة بالانتحار تعمل على كسر العزلة التي توجد غالبًا في التفكير الانتحاري، ولتحسين الاستقبال والاستماع وإدارة هذه الحالات الأزمة.

ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أنّ الانتحار يظهر ضمن 3 أسباب للوفاة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عاما، كما أنّ أكثر المنتحرين هم من الرجال مقارنة مع النساء.

إضافة إلى أنّ 75 بالمائة من المنتحرين سبق لهم التصريح بالانتحار، عكس الرأي الذي يقول بأن المنتحر لا يصرح بالأمر مسبقا.

ونبهت النتائج إلى أن محاولة الانتحار ليست تافهة، مهما كانت الوسائل المطبقة، فأغلب الانتكاسات تحدث في الأشهر التي تعقب محاولة الانتحار وقد يقع حينها الانتحار فعلا..

ومن أهم ما كشفت عنه الدراسة أيضا هو أن الشخص الانتحاري لا يبدو بالضرورة مكتئبًا، فوراء وجوه مرحة يمكن إخفاء حزن كبير وألم في الحياة.

وفندت الدراسة أن يكون الانتحار وراثيا ومع ذلك يمكن للانتحار التأثير في عائلة ما على أفراد هذه الأسرة على مدى عدة أجيال…

ووقفت الدراسة على العوامل الأساسية للانتحار في الجزائر تتفاعل بشكل قوي وصنفت ضمن العوامل الأولية مثل الاضطرابات العقلية والسوابق الشخصية والعائلية للانتحار ومحاولات الانتحار والتواصل مع الآخرين عن نية الانتحار، إلى جانب العوامل الثانوية التي يمكن ملاحظتها في عموم السكان، حيث إنّ قيمتها التنبؤية منخفضة في غياب العوامل الأساسية وهي خسارة الوالدين المبكرة أو أحدهما، العزلة الاجتماعية، الطلاق، الترمل، البطالة أو وجود عوامل مالية مهمة وكذا أحداث الحياة السلبية.

وفي مرحلة أخرى العوامل الثلاثية: ليس لها قيمة تنبؤية، حسب الدراسة، في غياب العوامل الأولية والثانوية ولا يمكن تعديلها، فهي: الانتماء بشكل أخص لجنس الذكور، العمر وخاصة فترة المراهقة والشيخوخة.

وعادة ما يتم الانتحار من خلال التسممات العمدية حيث تعد استهلاك أقراص من الدواء أكثر الوسائل انتشارا بالإضافة إلى الجرعات الزائدة من المخدرات إلى جانب استعمال أسلحة نارية أو الإلقاء بالنفس من الجسور، والشنق وكذا الاختناق بالغاز أو أكسيد الكربون.

للتذكير فإن وزارة الصحة سبق لها الإشارة إلى أن الجزائر سجلت نحو 600 حالة انتحار، مؤكدة أن الرقم الحقيقي يبقى أكبر من هذا بكثير بسبب عدم التصريح بحالات كثيرة نظرا للذهنيات السائدة.

مقالات ذات صلة