-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دراسات جدوى فرنسية استشرفت استقباله مليون سائح آسياوي في السنة

الانطلاق قريبا في إنجاز أكبر مشروع سياحي في القارة السمراء بقسنطينة

ع.ل
  • 11722
  • 0
الانطلاق قريبا في إنجاز أكبر مشروع سياحي في القارة السمراء بقسنطينة
أرشيف

يعتبر وزير السياحة والصناعات التقليدية ياسين حمادي، أول وزير جزائري منذ الاستقلال يزور درب السياح بقسنطينة، وهذا يوم الثلاثاء، وهو المعلم السياحي الضخم، الذي طاله الإهمال، وتحوّل إلى أنقاض بفعل يد الإنسان والطبيعة والمناخ، وكانت فرنسا تعتبره في خمسينات القرن الماضي، أهم معلم سياحي في العالم، حسب رئيسها الأسبق”فينسنت أوريول”.
ودرب السياح هو طريق منحوت من الحجر والخشب والإسمنت والحديد، خاص بالمشاة فقط، يمتد على مسافة تقارب الثلاثة كيلومترات في قلب مغارات وعبر شلالات وتحت غالبية جسور المدينة المعلقة وفوق واديها الكبير، وهو منحوت في الصخور تم إنجازه من طرف مهندس فرنسي يدعى ريميس سنة 1843، وكان مخصصا للعائلات الأوروبية الأرستقراطية وحتى للعرسان الذين يقضون أيامهم، في فندق سيرتا العتيق، ويتجولون في درب السياح الكبير والعجيب.
الجديد هذه المرة أن وزير السياحة والصناعات التقليدية السيد ياسين حمادي، خلال زيارته الخاطفة إلى عاصمة الشرق الجزائري، أول أمس الإثنين، تجوّل في بعض الدروب لتي مازالت تقاوم، منها هذا الدرب العملاق، التي صمدت بعد أكثر من ستين سنة من التخريب بفعل هزة أرضية حدثت في قسنطينة قبل الاستقلال، ووعد الوزير بالسهر على متابعة المشروع الكبير، الذي يعتبر أكبر مشروع سياحي في الجزائر وربما في إفريقيا حسب أحد المهندسين الذي كان حاضرا في الزيارة، لأنه مختلف تماما، وسيحقق سياحا من نوع خاص من عشاق الطبيعة الحقيقية، حسب كل الدراسات الأجنبية والمحلية التي أجريت على المشروع، وقامت وزارة السياحة بفسخ عقد عمره أكثر من ثماني سنوات مع مؤسسة عمومية تدعى سابتا، جمّدت الدراسة وعطلت الأعمال نهائيا، فتم تحويل المشروع إلى مكتب آخر. وقال الوزير ياسين حمادي، بأن السلطات الولائية والوزارة مصرّان على إنجاح المشروع، بالرغم من بعض الصعوبات الجيولوجية، وطمأن بتوفر الغلاف المالي الذي سيسمح بتحقيق المشروع الحلم، وقد استمع الوزير بتركيز كبير لشروحات مكتب الدراسات الجديد، الذي قسم العمل إلى 13 جزءا، ويتم الإنجاز على مراحل، تكون أولاها من خلال رفع آلاف الأطنان من الأتربة وحتى القاذورات وإصلاح قنوات الصرف الصحي، التي حولت بعض أجزاء سفوح الجسور المعلقة، إلى أودية قذرة ومنفرة للسياح، ومن ثم مباشرة إنجاز درب في الصخور على مسافة تزيد عن الكيلومترين مع ترميم بقية الدرب، وتتطلب حسب مختصين الاستعانة بالخبرة الأجنبية خاصة الصينية التي تعتبر الوحيدة في العالم التي تمتلك دربا مشابها في جبل “تيانمن” العملاق، والذي يعتبر حاليا أهم معلم سياحي في الصين، وكانت سلطات قسنطينة في عهد الوالي الأسبق عبد المالك بوضياف، قد منحت دراسة المشروع لمكتب دراسات فرنسي، أكد نجاعة المشروع، واستشرف استقطاب ما بين نصف مليون إلى مليون سائح من عشاق السياحة الجبلية والمغامراتية من الصين واليابان فقط، ومكث مكتب الدراسات الفرنسي قرابة ثلاثة أشهر في سفوح الجسور من خلال دراسة التربة والحشرات والطيور الموجودة والنباتات، وخلٌص إلى اكتشاف بقايا ثلاثة جسور رومانية قديمة وحشرات وحتى نباتات فريدة من نوعها في العالم، لأنها تعيش مناخا مختلفا تحت السطح بأزيد عن مائة متر.
وتوجد حاليا لوحات زيتية عتيقة لدرب السياح في متحف سيرتا، تقدمه على شكل درب يمتد من باب القنطرة بوسط المدينة إلى مسبح سيدي مسيد، يقطع فيها السياح حوالي ثلاثة كيلومترات مشيا على الأقدام، يشاهد فيها كل أعاجيب الحياة من صخور وينابيع وحمامات رومانية وطيور نادرة وحتى أسماك وشلالات ونباتات عجيبة، وهذه اللوحات التي رسمتها ريشة فنانين أوربيين كانت قبل الهزة الأرضية، التي تعرضت لها قسنطينة سنة 1958، حيث تم إغلاق درب السياح مؤقتا، في وجه مرتاديه، قبل أن يغلق نهائيا وتتدهور حالته على مدار أكثر من 64 سنة، برغم نداءات الإنقاذ والبعث الكثيرة، وقد توالى الولاة وأيضا وزراء السياحة على قسنطينة التي كانت مرشحة لاحتضان تظاهرة عاصمة السياحة العالمية في 2017 خلفا للأقصر المصرية، وكلهم يكررون نفس أسطوانة البعث، ولكن من دون تجسيد، وتبدو الإرادة حاليا مختلفة تماما، بعد أن التقت إرادة السلطات المحلية بالمركزية لأجل بعث درب السياح المرشح لتحويل قسنطينة والجزائر إلى قبلة سياحية عالمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!