الجزائر
عطلة بـ21 يوما.. نقابات التربية تعلق:

الانقطاع عن الدراسة لن يقضي على كورونا!

نشيدة قوادري
  • 4894
  • 4
أرشيف

أكدت نقابات التربية المستقلة، أن قرار التقديم والتمديد في عطلة الشتاء كان لا بد أن يرفق بإجراءات “تحضيرية” واستباقية للتلاميذ نفسيا وبيداغوجيا من خلال تدريبهم على كيفية التعامل مع الوباء في الوسط المدرسي من دون اللجوء إلى غلق المدارس.

“الأسنتيو”: تمديد العطلة سينعش سوق الدروس الخصوصية

قال قويدر يحياوي، المكلف بالتنظيم في النقابة الوطنية لعمال التربية، لـ”الشروق”، إن قرار تقريب عطلة الشتاء بأسبوع وتمديدها في نفس الوقت بـ21 يوما، سيلغي التصحيح الجماعي لاختبارات الفصل الدراسي الأول مع التلاميذ، لاستدراك الأخطاء وعدم تكرارها مستقبلا، وسيحرم المتعلمين عموما والمترشحين المقبلين على اجتياز الامتحانات المدرسية الرسمية من دروس الدعم والتقوية التي تمنح لهم بالمجان خلال العطل المدرسية، خاصة مع ضعف مستواهم الدراسي، كما ستخلق “الطبقية” بين التلاميذ وعدم تكافؤ الفرص فيما بينهم لتنعش سوق الدروس الخصوصية، على اعتبار أن الأولياء من ميسوري الحال سيتوجهون اضطراريا إلى الدروس الخصوصية طيلة العطلة، في حين أن أولياء آخرين لن يكون بإمكانهم دفع مبالغ مالية ضخمة، مقابل تسجيل أبنائهم لكي يتلقوا دروسا خصوصية، على اعتبار أن متوسط أسعار الدروس الخصوصية المقدمة لعائلة مكونة من ثلاثة متمدرسين على الأكثر تعادل راتبا شهريا لموظف بسيط يتقاضى 3 ملايين سنتيم.

“الكناباست”: كان من الضروري إرفاق إجراءات تحضيرية
“الساتاف”: التلاميذ سيتلقون 80 يوما دراسة فقط بسبب الوباء

ووصف المتحدث القرار بالمفاجئ، نظرا لأن الوزارة الوصية قد أبرقت قبل يومين مراسلة إلى مديري التربية للولايات، تتضمن الرزنامة الزمنية الواجب إتباعها لاستكمال كافة الأعمال الإدارية الخاصة بالفصل الدراسي الأول من الموسم الدراسي الجاري، أبرزها التصحيح الجماعي للاختبارات مع التلاميذ، عقد مجالس الأقسام وملء كشوف النقاط وتسليمها للإدارة.

وبخصوص تخصيص الأسبوع الأول من العطلة لتلقيح الأساتذة والعمال داخل المؤسسات التربوية، تساءل مسؤول التنظيم بنقابة “الأسنتيو” إن كانت الوزارة ستفرض التطعيم على مستخدميها لأجل كبح الوباء قبل انتشاره، أم سيبقى اختياريا؟

ومن جهته، يعتقد مسعود بوديبة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة “الكناباست”، بأنه كان الأجدر بالقائمين على الوزارة إرفاق القرار بإجراءات تحضيرية للتلاميذ من الناحيتين النفسية والبيداغوجية، و ذلك من خلال تكثيف الحملات التحسيسية في الوسط المدرسي، حول كيفية التعامل مع الوباء، بالإضافة إلى العمل على توفير الإمكانات المادية والمالية، لكي يتسنى لمديري المؤسسات التربوية من اقتناء وسائل الوقاية من الفيروس، ومن ثمة يسهل عليهم تطبيق البروتوكول الصحي الوقائي بحذافيره وفرض التباعد الاجتماعي الذي تم التخلي عنه، إلى جانب رفع التعليق عن مسابقات التوظيف الخارجية لتوظيف العدد الكافي من الأساتذة لأجل إنجاح مخططات التمدرس الاستثنائية التي أرهقت المربين، وإلا سيواصل الفيروس انتشاره في الوسط المدرسي وخارجه طيلة السنة الدراسية، ولن يتم القضاء عليه في ظرف 21 يوما، يضيف محدثنا.

وأوضح بوديبة بأن ضياع درس واحد من المقرر الدراسي سيؤثر على مستوى التحصيل العلمي للتلاميذ، مما سيؤدي إلى نقص المعارف والتعلمات.

وأما النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين، فقد أكدت على لسان رئيسها بوعلام عمورة بأن القرار سيؤثر بشكل سلبي على التلاميذ من الناحية البيداغوجية، على اعتبار أن مستوى التلاميذ ضعيف وسيزداد ضعفا، الأمر الذي سيؤدي لا محالة إلى التقليص في أيام الدراسة من 32 أسبوع دراسة “مقياس عالمي” إلى 80 يوم دراسة فقط يمتد من شهر سبتمبر إلى غاية الـ15 ماي المقبل.

ويرى محدثنا بأن قرار الغلق الكلي للمؤسسات التربوية لمدة 21 يوما، لن يقضي على كورونا في الوسط المدرسي، على اعتبار أن الفيروس منتشر خارج المدارس بالأسواق وبقاعات الحفلات وبالجنائز وبقاعات الرياضة وبوسائل النقل وغيرها، ليبقى “الغلق الاحتياطي” للمؤسسات الحل الأنسب في الظرف الحالي، على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة