“الباهية أوتو”.. انطلاقة جديدة لمعارض السيارات في الجزائر

أسدل الستار، السبت، على معرض السيارات “الباهية أوتو”، الذي أقيم بولاية وهران، ليبصم على انطلاقة جديدة في مجال الصالونات الخاصة بالمركبات التي غابت لأكثر من خمس سنوات كاملة، لتعود بقوة في هذه الطبعة وتجلب من جديد أعدادا قياسية، تجاوزت في اليوم قبل الأخير عتبة 40 ألف زائر، وهو ما أبان عن شغف الجمهور، وتعطشه لمثل هذه التظاهرات الاقتصادية الهامة، كما أن الصالون عرف مشاركة 6 علامات رائجة، وهو ما فتح أمام زبائن المعرض، فرصة اختيار السيارة المفضلة التي يضعون فيها الثقة ويولون لها كل الإعجاب والتفضيل، “الشروق” طافت بالمعرض لمعرفة أجواء الصالون.

“استعدنا جمهور معارض السيارات بعد غياب طويل”
البداية، كانت مع محافظ الصالون، ساسي مراد، الذي استضافنا بحفاوة، وشرح لنا بالتفصيل أبرز النقاط الهامة، الخاصة بهذا الصالون، الذي عاد بعد أكثر من خمس سنوات من الغياب، نتيجة ظروف كثيرة، منها جائحة كورونا، من جهة، وتوقف عملية استيراد السيارات من جهة أخرى، لكن هذه المرة، حدث الانفراج يقول ساسي.
وكشف محدثنا عن 6 علامات بارزة، سجلت مشاركتها في هذا المعرض السنوي، منها مؤسسة “فيات”، مؤسسة “شيري”، “جاك”، “دي أف أس كا”، و”صوكون”، وأخيرا ماركة “جوير”، مشيرا إلى الإقبال المميز للمواطنين، الذين كانوا بحق نجوم الطبعة.
وأوضح ساسي أن عدد الزوار وصل في اليوم الأول 30 ألف زائر، بينما كان اليوم ما قبل الأخير على موعد مع أكثر من 40 ألف مواطن، أبوا إلا أن يسجلوا زيارتهم للمعرض، لاكتشاف الموديلات الجديدة، ومنهم من فضل اغتنام الفرصة للحصول على خدمة التسليم الفوري، التي جسدتها مؤسسة “جاك” التي عرضت شاحناتها عبر موكلها الحصري “إيمين أوتو”، بينما فتحت شركة “شيري” الأبواب لزبائنها، من أجل تسجيل الطلبية، والحصول على المركبات بعد أيام فقط، وهو ما شجع الآلاف من المواطنين على طرق أبواب المؤسسة والاصطفاف في طوابير للحصول على فرصة لا تعوض.
وشهد الصالون حضورا مميزا لبعض المؤسسات المصرفية، التي شاركت بدورها في هذا المعرض، للاحتكاك مع الزبائن، وتقديم الشرح الوافي حول طريقة الحصول على قروض نفعية من أجل شراء سيارات، وحتى شركات إنتاج بعض قطع الغيار المحلية كان لها حيز هام في هذا المعرض السنوي، من أجل مرافقة الزبائن في رحلة اكتشاف سيارات جديدة تطرق السوق الجزائرية لأول مرة.
وعن سؤال حول سبب اختيار وهران الباهية، لتنظيم هذا الصالون، أجاب ساسي، بأن الأمر متعلق بتواجد أول مصنع لتركيب السيارات “فيات” بوهران، وقبلها “رونو سامبول”، ما جعلها تتحول تدريجيا إلى عاصمة اقتصادية للجزائر، وبالأخص مهدا للوحدات الإنتاجية لتصنيع السيارات، مبشرا عشاق السيارات الصينية والكورية، أنه بعد 15 يوما من الآن سيلتحق الوكلاء الجدد بالمعارض التي ستقام عبر حوالي 20 ولاية، لإطلاع الزبائن على جديد السيارات المستوردة، التي ستصنع قريبا بمصانع محلية، يقول ساسي.
تركنا محافظ الطبعة مع ضيوفه، واتجهنا صوب الجناح الخاص بشركة “شيري”، التي عرفت هي الأخرى إقبالا منقطع النظير، من لدن زبائن شغوفين لاكتشاف آخر الصيحات، والحصول على فرصة تسجيل الطلبية، لاستلام المركبة بعد أيام قليلة.
كان في لقائنا الناطقة الرسمية باسم شركة “شيري”، خامسة بوتيتاوو، حيث خصصت لنا وقتا كافيا رغم انشغالاتها الكثيرة، لتقديم آخر الإحصائيات بخصوص المشاركة المميزة للماركة الصينية.
بداية كان السؤال الأول حول عدد الأصناف التي شاركت بها المؤسسة في هذه الطبعة، حيث ذكرت المتحدثة أن “شيري” دخلت غمار الصالون بثلاث سيارات، منها “تيغو 2″، “تيغو 04″، “تيغو 7″، وهو ما جعلها حاضرة بقوة لاستقبال زبائنها، اين سجلوا توافدا قياسيا على الجناح، وهو ما يدل على الثقة التي اكتسبتها المؤسسة، ومكانتها في قلوب الجزائريين، في فترة وجيزة، نظرا لعدة عوامل تقول ممثلة الشركة.
وذكرت من بينها السعر المدروس، والتكنولوجية الحديثة، لتخطف سيارة “تيغو 2” الأضواء عن كل السيارات، بسبب تهاطل الطلبيات عليها، بفضل سعرها المحدد بـ199 مليون سنتيم، بعدة ألوان منها البيضاء والسوداء والزرقاء والرمادية وغيرها.
وبلغة الأرقام ذكرت “خامسة” أنه مثلا في شهر جانفي الماضي، تم تسليم 2600 سيارة للزبائن عبر الوطن، بينما مع مطلع هذا الشهر فقط، وصل عدد السيارات التي سلمت 6800 وهو رقم يبرز مدى الإقبال الكبير على هذه السيارات.
أما عن المعرض بحد ذاته، فقد وصل عدد الطلبيات إلى 200 طلب في اليوم الواحد، والرقم مرشح للارتفاع، وعن التسهيلات التي وفرتها شركة “شيري” تقول المتحدثة، إنها شهدت تقليص مدة التسليم من 45 يوما إلى 15 يوما فقط، بمناسبة هذه التظاهرة الاقتصادية المميزة، وهي الأسباب التي رفعت سقف المعجبين والأوفياء من أجل الظفر بسيارة العائلة.
وكشفت في الأخير عن موعد فتح “شوروم” لماركة “شيري” الشهر المقبل بولاية وهران، للسماح لزبائن الشركة الصينية باقتناء السيارة بكل سهولة.

ممثل جاك: التسليم الفوري هدية لزبائننا الأوفياء
ممثل شركة “ألفا ميكانيك” البليدة، والوكيل المعتمد لعلامة “جاك”، سوداقي رامي، عبر عن إعجابه بهذا الصالون، الذي جاء بعد سنوات من الغياب، ما سمح للآلاف من الزبائن بزيارة جناحهم والتمتع بامتياز حصري متمثل في التسليم الفوري للشاحنات، عكس ما كان متداولا في ما مضى.
وقال سوداقي: “حضرنا عملية بيع شاحنة جاك لزبون سدد قيمة المركبة عبر الحساب البنكي، ليعود مجددا ويحصل على سيارته، وهو ما أضفى على العملية الشفافية التي كانت مفقودة في السابق، إلى جانب تأمين لمدة سنة، وتخصيص طومبولا للزبائن، الفائز فيها قد يحصل على فرصة زيارة البقاع المقدسة، أو تلفاز، أو هواتف ذكية، وهذا من باب التحفيز وكسب زبائن كثر”.
أما في ما يخص الشاحنات وأسعارها، أوضح سوداقي أن العروض تخص شاحنات مطلوبة بقوة في عالم الشغل والبناء، منها شاحنة “بوصور” ذات غرفة واحدة، التي بيعت بـ409 مليون سنتيم، في حين هناك شاحنة جاك 1040 بكابينة فردية بسعر 466 مليون سنتيم، بينما عرضت شاحنة “بان” بـ”كابينة” أحادية بسعر 468 مليون سنتيم، وهي أسعار مدروسة، يقول المتحدث.

الجزائر في الطريق الصحيح لتطوير الصناعة الميكانيكية
من جهته، أكد شيرادي رابح، ممثل شركة “أوغل بلاست غوم” لقطع الغيار المطاطية، الكائن مقرها بولاية تيزي وزو، التي تدخل في إطار الصناعة الميكانيكية للسيارات، أن الجزائر تخطو خطوات مشجعة نحو مستقبل زاهر في مجال الصناعة الميكانيكية، بدليل هذا المصنع الذي تسيره إطارات جزائرية، وبيد عاملة محلية، تقوم بإنتاج ما تحتاج إليه مصانع تركيب السيارات.
وأوضح أن هناك 100 نوع من القوالب المطاطية الخاصة بعدد من الماركات الصينية، مؤكدا أن الشركة ورغم تأسيسها سنة 2011، إلا أنها ضمنت ثقة الكثير من المؤسسات الخاصة والعمومية، في ما يخص توفير قطع الغيار المطاطية، كالنوابض وعلب تغيير السرعة والكوابح وغيرها.
واعتبر شيرادي أن هذا المجال لا يزال لم يصل ذروة العطاء، ولكن هناك إرادة قوية للتخلي تدريجيا عن الاستيراد والمرور إلى الإنتاج الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي، على حد تعبيره.