البحرية الجزائرية تتجند لمواجهة انطلاق الموسم الثالث “للحرڤة”

دشنت قوافل الهجرة غير الشرعية انطلاق موسمها الثالث في عالم “الحرڤة” نحو دول الشمال، وفي وقت كان الجميع يتوقع تراجع هذه الظاهرة، بناء على تقارير لوحدات البحرية أشارت إلى خلو الأيام التي انقضت من السنة الجارية، من أي محاولة “حرڤة”، سواء على مستوى الجهة الشرقية من سواحل البلاد أو الغربية منها.

• وبحسب مصادر تشتغل على هذا الملف، فإن كثيرا من الجهات كانت تتوقع أن يكون عام 2009 بدون “حرڤة” بناء على عدة اعتبارات ومعطيات، تأتي في مقدمتها النتائج الوهمية التي سجلتها الظاهرة خلال الموسمين الأوليين، إلى جانب التعزيزات القانونية والأمنية التي فرضتها سلطات الدول الأوروبية المعنية وعلى رأسها إيطاليا، وكذا التعديلات التي أدخلت على قانون العقوبات من الجانب الجزائري، وإدراج مادة تجرم المهاجرين غير الشرعيين، سواء أولئك الداخلين إلى  البلاد (الأفارقة)، أو الخارجين منها بدون رخصة، ويتعلق الأمر بـ”الحراڤة”.
• إلا أن هذه التوقعات، سرعان ما بدأت تتلاشى، بمجرد تلاشي سوء الأحوال الجوية عن السواحل الوطنية، إذ أحصت مصالح خفر السواحل بالقوات البحرية الجزائرية، خلال 48 ساعة الأخيرة، محاولتي هجرة غير شرعية، بنفس الطريقة التقليدية المعروفة سابقا، الأولى أحبطت على مستوى سواحل عنابة، وكانت تضم 19 شابا ينحدرون من عدة ولايات شرقية ومن العاصمة، والثانية كانت مسرحا لها السواحل الشرقية لمدينة وهران، ليلة أمس، إذ تم توقيف 10 شبان على متن قارب خشبي على بعد حوالي 24 ميلا بحريا شرق عاصمة الغرب.
• وتعتبر هاتان الحالتان أولى محاولات الهجرة غير الشرعية (الفاشلة) خلال عام 2009، الذي تجندت فيه وحدات البحرية بشكل غير مسبوق، في استراتيجية أمنية ميدانية تعتزم إدارة القوات البحرية من خلالها “اجتثاث” الظاهرة من جذورها، اعتمادا على ما توفرت عليه مؤخرا من عتاد مراقبة بتكنولوجيا متطورة، إلى جانب الطائرات المروحية لرصد التحركات الشبانية على السواحل المعزولة والاعتراض لهم باستعمال قوارب مطاطية فائقة السرعة.