البذاءة والعنف يغزوان الملاعب حتى في شهر رمضان

أصبحت النرفزة ميزة أنصار الأندية في مباريات البطولة الوطنية بمختلف أقسامها خلال شهر رمضان الكريم، كما أن اللاعب وعوض أن يكون قدوة للمناصر في التحكم في الأعصاب أصبح مثالا للتصرفات غير المقبولة التي تنجم عليها تداعيات تؤثر على سيرورة المباريات في العديد من الأحيان.ومن هذا المنطلق، أصبح المناصر الجزائري معروفا بالنرفزة الشديدة سواء كان فريقه خاسرا أو رابحا، وبالخصوص عندما يواجه فريقه المفضل أحد الأندية التي تعتبر ندا له، وهو ما جعل الكلام البذيء وغير المقبول يصبح شبه عادي بالنسبة للبعض في ملاعبنا وللأسف، بل أن الأمور تتطور من حين لآخر لتصبح فوضى عارمة وتتحول الأحداث من مباراة لكرة القدم إلى مبارزة إن لم نقل أكثر.
بعض الأنصار يؤكدون أن دخول الملاعب في الوقت الراهن رفقة أخ أو أب أو أحد يكن له احتراما أصبح مستحيلا، نظرا للكلام القبيح الذي يتلفظ به البعض، وهو ما أضحى شائعا حتى في الأغاني التي يرددها الأنصار، والتي أصبحت تتسم بالبذاءة وعدم احترام الغير خاصة عندما يكون المنافس معروفا لدى الأنصار، أو يظم أحد لاعبيهم السابقين، فعلى سبيل المثال، لم يسلم فيصل باجي لاعب المولودية من السب والشتم اللذان تعرض لهما من طرف مناصري شباب بلوزداد فريقه السابق، رغم أنه لم يشارك في المواجهة، وبالرغم من أنه كان أحد صانعي أفراحهم حيث أنه كان أحد أهم اللاعبين الذين منحوا للشباب لقبين متتاليين للبطولة الوطنية.
ميزة أخرى أصبحت تميز ملاعبنا وهي العنف الذي يلجأ إليه الأنصار عندما يعجز فريقه على بلوغ مبتغاه، وهي التي أصبحت تتسبب في الكثير من الفوضى سواء فوق أرضية الميدان، أو حتى المدرجات، والجديد هنا أنها أصبحت تنتقل إلى الميادين، بدليل ما قام به لاعبو اتحاد البليدة في المباراة التي جمعتهم بنصر حسين داي، حيث أنهم كانوا وراء الفوضى الكبيرة التي عرفتها المواجهة، وتسببوا في حدوث إصابات للمناصرين، منها بعض الحالات الخطيرة.
ومن هنا، يرى البعض أن عزوف المناصرين القدماء عن الملاعب خلال السنوات القليلة المنصرمة، وبالخصوص خلال شهر رمضان الكريم مفهوما، نظرا لرغبتهم في تفادي الانزلاقات وعدم سماع السب والشتم.
الرابطة الوطنية لها ما تقوله في هذا المجال، بما أنها مكلفة بتنظيم المنافسات الوطنية، حيث أنها مطالبة بوضع إجراءات ردعية قادرة على الحد من هذه التصرفات اللامقبولة، والتي تؤثر بشكل مباشر على المستوى العام للكرة في بلادنا، كما أن الأنصار لهم دورهم في هذا المجال، حيث أنهم مطالبين بالتحكم في أعصابهم وتقبل ما قد يتعرض له فريقهم بكل روح رياضية كما أن لجان الأنصار مطالبة هي الأخرى بلعب دورها في هذا المجال من خلال القيام بعمليات تحسيسية اتجاه الأنصار وتأطيرهم لكي يلعبوا دورهم فوق المدرجات، لا أكثر ولا أقل.

ـــ
صابر.ل