-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
البنوك الجزائرية بأفريقيا ومستقبلا أوروبا لفتح الآفاق للمتعاملين والمغتربين

من موريتانيا إلى السنغال وقريبا فرنسا..أولى ثمار الدبلوماسية الاقتصادية ‏

حسان حويشة
  • 15170
  • 0
من موريتانيا إلى السنغال وقريبا فرنسا..أولى ثمار الدبلوماسية الاقتصادية ‏

• الخبير كواشي : الجزائر عادت بقوة إلى قارتها خلال الثلاث سنوات الأخيرة
بدأت أولى نتائج الدبلوماسية الاقتصادية تظهر جليا على أرض الواقع من خلال بنك ‏جزائري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط ومعرض دائم للمنتجات الوطنية بعاصمة ‏هذا البلد الصديق والشقيق، في انتظار خطوات مماثلة بالعاصمة السنغالية داكار ‏وفرنسا مستقبلا في إطار تنويع الاقتصاد ودعم الصادرات خارج المحروقات.‏
فبعد سنوات من شكاوى ومطالب شركات ومصنعين ومتعاملين اقتصاديين جزائريين ‏بضرورة مرافقتهم في الخارج من طرف فروع للبنوك والمصارف الوطنية، تجسدت ‏أخيرا هذه المطالب من خلال افتتاح أول مصرف جزائري بالخارج ممثلا بالبنك ‏الاتحادي الجزائري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، والذي دشنه الأربعاء وزيرا ‏المالية والتجارة برأسمال يبلغ 50 مليون دولار.‏
ومن المنتظر أن يتم افتتاح البنك الجزائري السنغالي الذي يبلغ رأسماله 100 مليون ‏دولار في العاصمة داكار الخميس، كما سيرافق ذلك تدشين معرض دائم للمنتجات ‏الجزائرية بالعاصمة داكار وستكون المحطة الثالثة للبنوك الجزائرية بالخارج في ‏فرنسا قريبا لمرافقة المتعاملين والشركات، وأيضا أفراد الجالية الوطنية المتواجدين ‏بكثرة في هذا البلد الأوربي.‏
وكان واضحا أن إنعاش الاقتصاد الوطني وتنويعه كان لابد أن يمر أيضا عبر تفعيل ‏دور الدبلوماسية الاقتصادية، وهو ما ترجم في لقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد ‏تبون بالسفراء والقناصلة شهر نوفمبر 2021، الذي كان من بين أهدافه أيضا دعم ‏أكثر للعمل الاقتصادي من طرف الممثليات الدبلوماسية الجزائرية بالخارج.‏
‏ كما لم تخل جولات رئيس الجمهورية إلى مختلف الدول، سواء عربية على غرار ‏قطر والسعودية، أو غربية مثل ايطاليا والبرتغال، أو من التكتل الشرقي سابقا ‏كروسيا والصين، أو مسلمة على غرار تركيا من البعد الاقتصادي الذي كان حاضرا ‏وبقوة من خلال توقيع عديد اتفاقيات الشراكة ومشاريع مختلفة.‏
في هذا الإطار أوضح الخبير الاقتصادي مراد كواشي في. تصريح لـ الشروق”، أن ‏زيارة الوفد الجزائري إلى موريتانيا والسنغال، تدخل في إطار تفعيل دور ‏الدبلوماسية الاقتصادية، بعد أن عادت الجزائر بقوة إلى القارة الإفريقية منذ نحو 3 ‏سنوات، وعملت كثيراً على دعم بعدها القاري الذي ميزه أيضا زيادة عدد الرحلات ‏الجوية والبحرية نحو عديد العواصم الإفريقية.‏
‏ وأشار البروفيسور كواشي إلى أن هذه الدبلوماسية نلمسها أيضا من خلال مشاريع ‏ذات طابع استراتيجي كطريق الوحدة الإفريقية والمساعي الحثيثة الجارية بشأن خط ‏أنابيب الغاز العابر للصحراء (نيجيريا – النيجر (الجزائر)، وخطوط الألياف ‏البصرية.‏
‏ وذكر الأستاذ الجامعي أن العلاقات الثنائية مع موريتانيا تقود حاليا نحو إنجاز ‏الطريق البري بين تندوف والزويرات، ومنها نحو السوق الإفريقية الواسعة، مشيرا ‏إلى أن موريتانيا والسنغال ما هما إلا بوابتان نحو سوق القارة السمراء التي تحصي ‏مليارا و200 مليون نسمة.‏
واعتبر كواشي أن هذه القرارات إنما هي خيارات إستراتيجية للجزائر لتدعيم البعد ‏الإفريقي، وهي خطوات سترافق كثيرا المصدرين الجزائريين الذين عانوا سابقا في ‏التعامل مع مصارف أجنبية، ما سيعطي أكثر ثقة للمتعاملين الاقتصاديين، خصوصا ‏أن المنتجات الجزائرية حسبه، يمكنها المنافسة بكل أريحية في السوق الإفريقية. ‏
وشدد الخبير كواشي على أن فكرة المعارض الاقتصادية الدائمة بالخارج سيكون لها ‏دور كبير في الترويج للمنتجات الجزائرية وإيجاد فرص تسويقية ليس في السنغال ‏وموريتانيا فقط، وإنما في غرب وجنوب ووسط القارة أيضا، ما سيعزز تنويع ‏الاقتصاد خارج المحروقات وكسر الارتباط بالاقتصاد الريعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!