-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رياضات علاجية لمساعدتهم جسديا ونفسيا

“البوتشيا”.. مُتنفس ذوي الهمم ومرضى الشّلل الدماغي

مريم زكري
  • 345
  • 0
“البوتشيا”.. مُتنفس ذوي الهمم ومرضى الشّلل الدماغي
أرشيف

تعتبر الرياضات العلاجية والوقائية المتنفس الوحيد لذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بمختلف الإعاقات، ومن بين تلك الرياضات تحولت “البوتشيا”، مؤخرا، إلى طريقة للعلاج والتحسن النفسي والجسدي للمصابين بالإعاقات العميقة أو المركبة، خاصة مرضى الشلل الدماغي. ولأنها رياضة حديثة بالجزائر، فهي بحاجة لتطوير وتكوين مدربين ومختصين، لمساعدة المرضى على دخول عالم المنافسات والتتويجات، كما تساهم تلك الأنشطة في اندماجهم بالحياة الاجتماعية، وإخراجهم من العزلة والانطواء الذي قد يعيشه الكثيرون بسبب إعاقتهم.

كشف رئيس الجمعية الرياضية الوطنية للمعاقين ذهنيا، شربال رضوان، في حديث لـ”لشروق”، أن رياضة “البوتشيا”، التي تُصنف ضمن الرياضات “شبه الأولمبية” أو “البارالمبية”، حديثة العهد بالجزائر وغير معروفة بين المواطنين، وهي موجهة للأشخاص المصابين بإعاقات حادّة، كما أنها رياضة قريبة ومشابهة لرياضة الكرة الحديدية يمكن لعبها بوضعية الجلوس، أو على كراسي متحركة دون الحاجة إلى حركة كاملة للجسم، وأضاف أن “البوتشيا” رياضة علاجية تخصّ فقط الأشخاص من ذوي الهمم المصابين بإعاقات حركية أو الإعاقات المركبة. وبحسب المتحدث، هذه الرياضة بحاجة حاليا لتطوير لما لها من فوائد كبيرة، في مساعدة هذه الفئة على التحسّن من جميع النواحي سواء البدنية أم النفسية، وكذا السماح لهم بالاندماج أكثر في المجتمع، وممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.

رياضة حديثة تستهوي ذوي الإعاقات الحادة
وأكد المتحدث أنّ هذه الرياضة هي المتنفس الوحيد لهذه الفئة من المعاقين حركيا والمُقعدين على كراسي متحركة، لكونها سهلة الممارسة ولا تتطلب جهدا بدنيا كبيرا، بحيث تستعمل فيها كريات مطاطية سهلة الاستعمال براحة اليد، كما أنها نوع من التأهيل الحركي لمختلف أعضاء الجسم.
وأضاف شربال أن مرضى الشّلل الدماغي يعانون من مشكل في الأعصاب. وبالتالي، ستساعد هذه الرياضة منحهم توازنا بالجسم من خلال التمارين والتدريبات اليومية، كما تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات، خاصة الأطراف وإعادة التأهيل الحركي. كما تعتبر من بين الأمور التي تساهم في تحسن مزاج ونفسية هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، “بحيث بمجرد التوجه إلى مكان التمرين والمُشاركة في التدريب، ترتفع معنوياته ويشعر المريض بفرحة كبيرة وأهميته بالمجتمع في حالة دخوله المنافسة واحترافه أو التتويج، وكذا الاندماج اجتماعيا من جهة أخرى”.

دورات خاصة لتكوين المختصين والمدربين
ودعا شربال، إلى توفير الظروف الخاصة لتمكين فئة المعاقين حركيا والمصابين بالشلل الدماغي، من حيث توفير المعدات الخاصة، التي تستورد من الخارج، وفتح فرص لتكوين المختصين عن طريق الاحتكاك واكتساب التجربة من خلال الدورات والبطولات العربية ومنافسات المستوى العالي.
وكشف محدثنا أن لجنة تطوير هذه الرياضة تحضر لتنظيم دورات وبطولات ولائية ووطنية مستقبلا، لافتا إلى أن هناك أنشطة رياضية مختلفة يمكن أن تساعد من لديهم إعاقات شديدة مصممة لقدراتهم في تحقيق طموحاتهم وأحلامهم.
وأردف شربال: “المصابون بحاجة إلى مرافق خاص ومساعد في أثناء ممارسة هذه الرياضة، ويكون في الأغلب أحد أفراد العائلة مثل الأب والأم أو الأخ، باعتبار أغلبية المرضى لديهم صعوبة كبيرة في النطق بشكل سليم، ويحتاجون لمرافق بإمكانه فهم عبارات المريض وإشاراته، وبالتالي، شعوره بالراحة في أثناء اللعب”.
وبحسبه، هذه الرياضة عبارة عن كرة اسفنجية مغطاة بغلاف مطاطي لتسهيل استخدامها من قبل المرضى، وأن هذه الكرة حققت أحلام كثير من لاعبي الشلل الدماغي في العالم، الذين لم تمكنهم قدراتهم البدنية من المشاركة في لعب كرة القدم أو اليد. وبحسب ما صرح به عضو لجنة تطوير رياضة المعاقين بذات الاتحادية، فإن هذه الرياضة تضم 4 اختصاصات بحسب درجة الإعاقة، كما أن قوانين الاتحاد الدولي للبوتشيا تسمح خلال المنافسة في الصنف الرابع الخاص بالإعاقة العميقة جدا، بأن يتلقى اللاعب مساعدة بسيطة من شخص آخر تتوفر به شروط وفق مقاييس يحددها الحكام، وأضاف شربال أن “البوتشي” لعبة تنتشر في عدد من الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية، ويمكن ممارستها على الرمال والحشائش في الحدائق وغيرها، ويصل عدد لاعبي البوتشي بداية من 2 أو 4 إلى 6 لاعبين.

الرياضة تعزز الجانب النفسي والبدني للمعاقين
من جهة أخرى، أشار المختص في الصحة العمومية امحمد كواش، إلى دور الرياضية عموما في تعزيز الجانب البدني والنفسي لذوي الهمم، خاصة الرياضة العلاجية والوقائية، مضيفا أن المصابين بالإعاقات الحركية والمقعدين على الكراسي المتحركة، هم بحاجة إلى ممارسة رياضيات خاصة لتقوية العضلات، وتنشيط المفاصل والأطراف، وكذا مساعدتهم على ممارسة حياتهم اليومية بطريقة عادية.
ونوه كواش إلى أن الرياضات التي يمارسها ذوو الاحتياجات الخاصة تكون بحسب نوع ودرجة الإعاقة، وهذا سيسمح للمصابين بسد الفراغ الذي يعانون منه، وإعطائهم دفع بدني قوي واكتساب الثقة بالنفس والشعور بالأهمية في المجتمع، والتخلص من الكآبة، وأردف المتحدث أن الرياضة عبارة عن علاج نفسي لمحاربة دوافع الانتحار للمعاقين، والتخلص من الانهيارات العصبية، مشيرا إلى أن هذه الرياضات العلاجية، دخلت المنافسات ومجال الاحترافية، وصنعت من هذه الفئة أبطالا عالميين مثلوا الراية الوطنية في عدة محافل دولية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!