الجزائر
رمضان بين الماضي والحاضر

البوقالات.. لعبة شعبية تتراجع بسبب سطوة التكنولوجيا

الشروق أونلاين
  • 10541
  • 7
ح.م

تُعتبر “البوقالة” من اللُّعب التراثية الجزائرية الأصيلة التي تمتدُّ جذورها إلى حقبة الاستعمار الفرنسي وحافظت على وجودها بعد الاستقلال لكنها بدأت تندثر في السنوات الأخيرة، أما بالنسبة لمضمون “البوقالة” فهو مستمد من الشعر التراثي الشعبي وبعض الأقوال والحِكم المأثورة والتي تميزت بها العائلات العاصمية منذ زمن، حيث تزين سهرات رمضان، حيث تجتمع النسوة بعد الإفطار على مائدة السهرة المزيّنة بالحلويات التقليدية كالزلابية وقبل اللوز والمقروط والقطايف والشاي.

   ومن أساسيات لعبة “البوقالة” أن تعقد كل واحدة قبل أن تسمع “الفال” وعادة ما تتولى كبيرة العائلة الجدة أو الأم  قراءته، ويكون معنى “الفال” حول الحب العفيف والحزن على فراق الأحباب والخلان والأمل بعودتهم وكذا الأمل في الزواج للعازبات، وهو ما يجعل كل واحدة من النسوة تعقد النية الخالصة قبل سماعها للبوقالة، وعادة ما تنوي “الفال” على شخص معين يكون قريبا لها لتسقط معنى الأبيات عليه كما تعقد طرفا من ثوبها أو خمارها خلال استماعها للبوقالة، والتي غالبا ما تبدأ بالتسمية والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وتكون بالشكل التالي “باسم الله بديت وعلى النبي صليت وعلى الصحابة رضيت”.

واليوم بعد التطور التكنولوجي وتغير المجتمع الجزائري، لم تعد البوقالة وجود في سهرات العاصميين والتي استبدلوها بالدردشة في الهاتف ومشاهدة التلفزيون أو الخروج للسهرات في الخارج، لتبقى “البوقالة” رهينة صفحات الجرائد أو بعض الحصص الإذاعية والتلفزيونية التي تخصص ركنا لتلاوة البوقالة في رمضان، وفي هذا السياق تقول خالتي عائشة “لم تعد نكهة رمضان مثل زمان وحتى البوقالة التي كانت تجمع الجيران وأفراد العائلة الواحدة لم يعد لها وجود” وتضيف “الزمن تغير وتغيرت معه كل شيء حتى الأسرة الكبيرة المكونة من الجد والجدة والأبناء والأحفاد  لم يعد لها وجود والآن الجيران لا يعرفون بعضهم البعض وحتى صلة الرحم أصبحت مقتصرة على اتصال هاتفي وفي الأعياد فقط” لتقول “كيف يمكن أن تبقى لعبة البوقالة في زمن البورتابل والفايسبوك”.

وفي المقابل، لا تزال البوقالة  في الحصص الإذاعية وعلى صفحات الجرائد تلقى رواجا لدى العديد من الجزائريين الذين يطربون لسماع “الفال” ويستأنسون لحظة سماعه ليتذكروا أيام زمان و”لمة” الأحباب، حيث تلقى البوقالة رواجا من قبل المستمعين للحصص الإذاعية الخاصة برمضان وتجدهم يتذكرون الماضي الجميل ويتحسرون على اندثار هذه اللعبة وسط أفراد العائلة الواحدة، لتبقى مجرد ذكرى من الزمن الجميل.

 

مقالات ذات صلة