-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التجارب النووية الفرنسية في رقان: فرنسيون يطلبون التعويض وجزائريون يموتون في صمت

الشروق أونلاين
  • 4329
  • 0
التجارب النووية الفرنسية في رقان: فرنسيون يطلبون التعويض وجزائريون يموتون في صمت

مكتب‮ ‬الشروق‮ ‬اليومي‮ ‬‭-‬‮ ‬باريس‮: ‬محمد‮ ‬خلاف‮ ‬
تواجه السلطات الحكومية الفرنسية حملة ضغوطات متزايدة لعدد من المتقاعدين للجيش الفرنسي وأفراد عائلاتهم يعانون، على حد قولهم، أوبئة مختلفة من جراء مشاركتهم في تجارب نووية في الصحراء الجزائرية ومناطق أخرى من المحيط الهادي ما بين ربيع 1961 ومنتصف السبعينيات. ‮ ‬وذكرت مصادر ذات صلة بالملف أن آلاف العسكريين المتقاعدين وأقربائهم مصممون على “مواصلة التعبئة” بهدف إجبار الوزارة المنتدبة لقدماء المحاربين على تسليمهم منحة معطوب، ويوجد بينهم عدد – لم يحص بعد – ممن شاركوا في التجارب النووية الفرنسية في منطقة رڤان (ولاية أدرار‮) ‬جنوب‮ ‬غرب‮ ‬الجزائر‮.‬ويعتزم هؤلاء إلى تكثيف حملاتهم عبر الحركة الجمعوية والصحف لمطالبة الحكومة الفرنسية إلى إدراج الأمراض والمشاكل والمعاناة الصحية التي يواجهونها ضمن لائحة الأوبئة الناتجة عن العدوى بفعل النشاطات النووية.

والجدير بالذكر أن فرنسا قامت بالعديد من التجارب النووية في الصحراء الجزائرية في بداية الستينيات قبل وغداة الاستقلال، وقد أجريت التجربة الأولى في 25 أفريل 1961 في خطوة غير مسبوقة لتمرين القوى المسلحة الفرنسية على مواجهة وخوض حرب نووية في عالم كان يتسم وقتها بالعديد من مؤشرات التوتر وسباق نحو التسلح. وتشير وثائق عسكرية فرنسية كشف النقاب عنها محتواها في نهاية التسعينيات أن قيادة الأركان الفرنسية كانت تسعى آنذاك، من بين الأهداف، إلى معرفة طبيعة ردود فعل جسم الإنسان لمناخ تسوده نسبة عالية من المواد المشعة.

واستنادا إلى معلومات أوردتها قبل سنوات أسبوعية “لونوفال أوبسيرفاتور”، التجربة شارك فيها 195 جندي بينهم عدد كبير من عناصر الخدمة العسكرية، وقد أحيطت تحضيراتها وإجراءها بسرية كبيرة، وبالرغم من الإعلان عنها فيما بعد على أعمدة الصحافة الفرنسية والدولية بقيت جوانبها‮ ‬مجهولة‮ ‬نحو‮ ‬أربعة‮ ‬عقود،‮ ‬إلى‮ ‬درجة‮ ‬أن‮ ‬العارفين‮ ‬بالشأن‮ ‬النووي‮ ‬بقوا‮ ‬يتكلمون‮ ‬حتى‮ ‬فترة‮ ‬قريبة‮ ‬عن‮ ‬التجربة‮ ‬الأكثر‮ ‬غرابة‮ ‬في‮ ‬تاريخ‮ ‬فرنسا‮ ‬النووي‮. ‬

وتعد هذه العملية الأولى من سلسلة 13 تجربة نووية قام بها الجيش الفرنسي في الصحراء الجزائرية، وقد أثارت الصحافة الباريسية ضجة نهاية 1998 بنشرها أخبارا مفادها أن التجارب تواصلت إلى غاية خريف 1965 في إطار اتفاق سري بين فرنسا والجزائر.

ونشرت يومية “لوموند” في عددها المؤرخ لأمس الأحد، معاناة عسكري شارك في تجربة أخرى بتاريخ 1 ماي 1962، ويتعلق الأمر بالرقيب الأول لسلاح الاتصالات العسكرية أندريه جيناكس، البالغ من العمر 71 عاما والمتقاعد منذ 37 عاما، الذي يشكو من عدة اضطرابات ومتاعب صحية أخطرها‮ ‬سرطان‮ ‬الشفايف‮ ‬الذي‮ ‬ظهر‮ ‬عليه‮ ‬عام‮ ‬1998‮.‬

الجريدة المسائية أوردت عن العسكري قوله إن قوة القصف النووي الذي كان شاهدا له بلغت 30 كيلو طن، وأضاف ذات المتحدث أن المشرفين على التجربة أمروه بعدم مغادرة مكانه، وهو ما فعله، بالرغم من شعوره بالخطورة على خلاف رفقائه في السلاح.

وروى أندريه جيناكس أنه لم يكن مجهزا بكل الألبسة والأدوات المألوفة في مثل هذه التجارب، وبعد ساعة من حدوث الانفجار اقترب منه ثلاثة أو أربعة أشخاص مرتدين لباسا خاصا، وأجروا على كل جسمه آلة لتحديد الإشعاعات الذي بدأ يرن دون انقطاع، مما استدعى نقله على عجل السرعة‮ ‬إلى‮ ‬مركز‮ ‬نزع‮ ‬الإشعاعات‮. ‬

ومنذ أربع سنوات شرع المراقب الأول في النشاط لدى العدالة لإجبار وزارة الدفاع والوزارة المنتدبة المكلفة بقدماء المحاربين إلى الاعتراف أن أسباب مرضه تعود إلى تجربة رڤان النووية، وتعويضه عبر منح عطب.

ويعد‮ ‬أندريه‮ ‬جيناكس‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬150‮ ‬ألف‮ ‬عسكري‮ ‬فرنسي‮ ‬الذين‮ ‬يعانون،‮ ‬حسب‮ ‬مصادر‮ ‬متطابقة،‮ ‬من‮ ‬أمراض‮ ‬متفاوتة‮ ‬الخطورة‮ ‬بسبب‮ ‬مشاركتهم‮ ‬في‮ ‬التجارب‮ ‬النووية‮ ‬الفرنسية‮ ‬في‮ ‬الصحراء‮ ‬الجزائرية‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬المناطق‮ ‬الأخرى‮.‬

البروفيسور‮ ‬العبودي‮ ‬صاحب‮ ‬كتاب‮ “‬يرابيع‮ ‬رڤان‮..”‬
4‭.‬5‮ ‬مليار‮ ‬سنة‮ ‬هو‮ ‬عمر‮ ‬الإشعاع‮ ‬النووي‮!‬

على مساحة تفوق 600 كلم طولا وبعمق نحو 80 كلم، من رڤان إلى تامنراست.. تمتد اليوم المنطقة الإشعاعية التي يسميها البروفيسور عبد الكاظم العبودي مؤلف كتاب “يرابيع رڤان: جرائم فرنسا النووية في الصحراء الجزائرية” (دار الغرب 2000) بمساحة “الكارثة النووية” ردّا على سؤالنا عن “التجارب النووية الفرنسية في الجزائر”: “..إنها ليست تجارب.. إنها كارثة نووية.. تصوروا أن التجربة الأولى في 13 فبراير 1960 كانت بقوة تفجيرية تساوي 03 أضعاف قنبلة هيروشيما إلى درجة أن العصف النووي قد دمر الكاميرا التي كانت مبرمجة لالتقاط صور عن التفجير،‮ ‬فاضطرت‮ ‬فرنسا‮ ‬إلى‮ ‬تركيب‮ ‬صور‮ ‬إشهارية‮ ‬عن‮ ‬قنبلة‮ ‬نيومكسيكو‮ ‬الأمريكية‮..!”‬،

ليضيف‮ ‬ضيفنا‮ ‬على‭ ‬السريع‮: “‬4‮ ‬تفجيرات‮ ‬كل‮ ‬تفجير‮ “‬نقطته‮ ‬الصخرية‮” ‬تبعد‮ ‬عن‮ ‬الأخرى‮ ‬بـ100‮ ‬إلى‮ ‬150‮ ‬كلم‮ ‬ويعرض‮ ‬نحو‮ ‬80‮ ‬كلم‮.. ‬معناه‮ “‬كارثة‮.. ‬لاسيما‮ ‬وأن‮ ‬المنطقة‮ ‬مفتوحة‮”.‬

وعن‮ ‬سؤالنا‮ ‬حول‮ ‬العمر‮ ‬الزمني‮ ‬لتأثير‮ ‬الإشعاع‮ ‬النووي‮ ‬المحتمل‮ ‬في‮ ‬المنطقة،‮ ‬يجيب‮ ‬الدكتور‮ ‬العبودي‮ ‬بشكل‮ ‬ملفت‮ ‬للنظر‮: ‬العمر‮ ‬الزمني‮ ‬لليورانيوم‮.. ‬هو‮ ‬4‭.‬5‮ ‬مليار‮ ‬سنة‮!! ‬معناه‮ ‬أجيال‮ ‬وأجيال‮ ‬سيعانون‮.‬

وعن سؤال سريع حول التجارب العلمية التي أجراها في نواحي تمنراست، يقول: “العمل هو مسح صحي ما بين 1990 ـ 2005 أظهرت العينة المدروسة أن الإصابات السرطانية في المنطقة مرتفعة بشكل كبير قياسا مع المناطق البعيدة عن مراكز الإشعاع.. لاسيما في جبال تمنراست وبالذات جبل‮ “‬هينكر‮”‬،‮ ‬حيث‮ ‬كانت‮ ‬التفجيرات‮ ‬ضخمة‮ ‬جدا‮ ‬إلى‭ ‬درجة‮ ‬أن‮ ‬نرى‮ ‬كتلا‮ ‬من‮ ‬الصخر‮ ‬المذاب‮ ‬رغم‮ ‬عمق‮ ‬التجربة‮ ‬داخل‮ ‬الجبال‮ ‬في‮ ‬أنفاق‮ ‬عمودية‮ ‬وأخرى‮ ‬أفقية‮”.‬

سألت البروفيسور عبد الكاظم عما إذا كان التفجير الرابع قد نشرت عنه أخبار.. فأجاب بالنفي: “لقد أعلن عن التجربة الرابعة، لكن شابها الغموض وشكوك هل نجحت التجربة أم لا.. كم كانت قوتها؟! لا أحد يعلم.. إنما أعلن عنها، لكن الانفجارات الثلاثة الأخرى معروفة التاريخ‮ ‬والقوة‮ ‬ومعروف‮ ‬أن‮ ‬إسرائيل‮ ‬وإسرائيليين‮ ‬هم‮ ‬من‮ ‬أشرفوا‮ ‬على‮ ‬التفجير،‮ ‬بل‮ ‬وعلموا‮ ‬الفرنسيين‮ “‬فن‮ ‬التفجير‮”.‬

الدكتور العبودي لم يستطع أن يحدّد لنا حجم الإشعاع النووي، لأن المسألة لم تنشر وبقيت “نتائج خاصة” رغم أن هناك تدخلا واحدا في 7 ملفات تضمنها مركز الدراسات التاريخية أشار إلى خطورة ارتفاع درجة الإشعاع لاسيما أشعة “ڤاما”.

التجارب النووية الفرنسية في رڤان وتمنراست، ستبقى أجيال وأجيال من الجزائريين، لاسيما قبائل “التوارق” الرحل الذين يمرون ويعبرون المنطقة تعاني من نتائجها فضلا عن الطبيعة والبيئة.. يقول محاورنا البروفيسور عبد الكاظم العبودي الذي يعد أنه سينشر حقائق أخرى مدوية في‮ ‬الطبعة‮ ‬الثانية‮ ‬لكتابه‮ “‬يرابيع‮ ‬رڤان‮”.‬

ع‮. ‬يزلي

بوعلالي‮ ‬علي،‮ ‬عكرمي‮ ‬الشريف‮ ‬وسويداني‮ ‬بوجمعة
شهادات‮ ‬حية‮ ‬من‮ ‬ضحايا‮ ‬التجارب‮ ‬النووية‮ ‬الفرنسية‮ ‬في‮ ‬رڤان

ظلت فرنسا تفكر في الحصول على السلاح النووي، طيلة تاريخها الإستعماري وقد استباحت من أجل ذلك حرمة الإنسان الجزائري والأرض الجزائرية. وبعد إجراء تجاربها بالصحراء بالحمودية في رڤان واينكر بتمنراست أخفت كميات النفايات التي خلفتها التجارب وكذا حجم الأرقام المتعلقة بانتشار الإشعاع النووي، فضلا عن عدد الضحايا، حيث يقول ضحايا التفجيرات الذين استخدمتهم في حقول التجارب أنهم عاشوا لحظات “قيام الساعة”، خاصة أثناء تفجير قنبلة اليربوع الأزرق في 13 فبراير 1960 والتي فاقت طاقتها ثلاثة أضعاف قنبلة هيروشيما، ويشير بوعلالي علي من رڤان، أن فرنسا وضعت في حقول التجارب بالحمودية مواطنين من المنطقة ومعتقلين وعناصر من اللفيف الأجنبي وحيوانات وطيور مختلفة ووضعت في رقبة كل فرد وحيوان سلسلة مرقمة، ولما وقع التفجير، اهتزت الأرض وامتدت أشعة الضوء إلى أمكنة تبعد بنحو 200 كم من رڤان.

ويضيف عكرمي الشريف، من سالي كنا نعتقد أن التفجير زلزال، لقد انهارت عدّة بنايات وتصدعت الأرض واضطرب تدفق مياه الفقاقير، لقد أرعبت فرنسا السكان وأجبرتهم على الخروج من قصورهم ولايزال الرعب يسكن القلوب، ويكشف السيد بوجمعة سوداني من زاوية كنتة عن حجم الإرهاب الذي خلفته التجارب السطحية برڤان ويقول لقد مارست فرنسا سياسة التجارب على البشر والتدمير من أجل البقاء بالمنطقة واعتقدنا أن توات زالت من على وجه الأرض، لقد كانت تجارب لا توصف ولا يمكن التعبير عن كل شيء، والخلاصة هي الحمد لله على كل حال.

ويجمع كل من بوعلالي علي وعكرمي الشريف وسوداني بوجمعة وغيرهم من ضحايا التفجيرات الفرنسية برڤان على أن ما حدث جرائم ولا بد من معاقبة الفرنسيين، لقد دمروا الحياة بالجهة وتنتشر حاليا بقصور المنطقة أمراض الجلد والسرطان والعيون، والمشكلة الرئيسية مع أخطار وتأثيرات الإشعاع النووي أنها تنتقل للأجيال اللاحقة بسبب التأثيرات الوراثية ولا يمكن السكوت عن ما خلفته التفجيرات الأربعة برڤان والتفجيرات الـ13 بتمنراست، فالشهود والضحايا الذين التقينا بهم يجمعون على أن منطقة رڤان بأدرار لاتزال تحت تأثيرات الإشعاع النووي وهو ما ألمحت‮ ‬إليه‮ ‬جمعية‮ ‬الـ13‮ ‬فبراير‮ ‬التي‮ ‬طالبت‮ ‬مرارا‮ ‬فرنسا‮ ‬الإعتراف‮ ‬بجرائمها‮ ‬وتعويض‮ ‬الضحايا،‮ ‬غير‮ ‬أن‮ ‬مبادراتها‮ ‬أريد‮ ‬لها‮ ‬الإجهاض،‮ ‬بينما‮ ‬لاتزال‮ ‬هناك‮ ‬خبايا‮ ‬وأسرار‮ ‬في‮ ‬طي‮ ‬الكتمان‮.‬

ب‮. ‬ع

فرنسا‮ ‬استعملت‮ ‬42‮ ‬جزائريا‮ ‬في‮ ‬تجارب‮ ‬رڤان‮ ‬النووية
كشف الباحث الفرنسي برينو باريلو في ندوة تاريخية جرت قبل ايام بنادي المجاهد بالعاصمة أن الاستعمار الفرنسي استعمل حوالي 42 جزائريا كـ”فئران تجارب” في تجاربها النووية التي قامت بها في صحراء رقان بتاريخ 13 أكتوبر و27 ديسمبر من عام 1960.ووصف الباحث المتخصص ما جرى للجزائريين بـ”الإبادة البشعة”، وعرض بالمناسبة صورا لمجاهدين جزائريين تعرضوا للصلب، وكذا صور أخرى تظهر حجم تضرر البيئة من عمليات التفجير النووي، وحتى الآليات العسكرية التي كانت موجودة على بعد كيلومتر من التفجير تعرضت للتلف، ولفت الباحث‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬لجوء‮ ‬السلطات‮ ‬الفرنسية‮ ‬إلى‮ ‬الإكثار‮ ‬من‮ ‬ضحايا‮ ‬التجارب‮ – ‬الجزائريين‮ ‬محل‮ ‬التجربة‮ – ‬وتنويع‮ ‬لباسهم‮ ‬كان‮ ‬بهدف‮ ‬معرفة‮ ‬مستوى‮ ‬مقاومة‮ ‬البشر‮ ‬للإشعاعات‮ ‬النووية‮. ‬وأوضح‮ ‬الباحث‮ ‬المتخصص‮ ‬برينو‮ ‬باريلو‮ ‬إنّ‮ ‬الصحراء‮ ‬الجزائرية‮ ‬في‮ ‬مجملها‮ ‬متضررة‮ ‬من‮ ‬الإشعاعات‮ ‬النووية،‮ ‬وأن‮ ‬السكان‮ ‬بها‮ ‬يبقون‮ ‬مهددين‮ ‬بما‮ ‬تفرزه‮ ‬إشعاعات‮ ‬البلوتونيوم‮.‬وكان باريلو أفاد قبل أشهر في كتابه “ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية يتناولون الكلمة”، إنّ فرنسا أجرت خلال احتلالها للجزائر، نحو 17 تجربة نووية في صحراء الجزائر، وذكر وقتئذ إنّ الجيش الفرنسي أجرى في الفترة بين 1960و 1966، أربع منها أجريت فوق الأرض بمنطقة رقان‮ ‬بين‮ ‬1960و1961،‮ ‬فيما‮ ‬تمت‮ ‬ثلاث‮ ‬عشرة‮ ‬تجربة‮ ‬نووية‮ ‬أخرى‮ ‬تحت‮ ‬الأرض‮ ‬بالمكان‮ ‬المسمى‮ “‬عين‮ ‬إيكر‮” ‬التابع‮ ‬لضاحية‮ ‬الهوقار‮ ‬ما‮ ‬بين‮ ‬1961و‮ ‬1966‮.‬

رمضان‮.‬ب

اختلط‮ ‬فيها‮ ‬المرض‮ ‬العضوي‮ ‬بالنفسي
أمراض‮ ‬التفجيرات‮ ‬النووية‮ ‬برڤان‮ ‬لازالت‮ ‬مجهولة‮ ‬

كشفت حالات وفاة الجزائريين الذين استعملتهم فرنسا فئرانا بشرية لتجاربها النووية في الصحراء، عن جرائم أخري لا تقل عن جرائم الإبادة والتقتيل الجماعي الذي مارسته طيلة احتلالها للجزائر، بحيث توفي كل الذين نقلتهم القوات الإستعمارية إلى منطقة رڤان بأقصى الجنوب بأمراض‮ ‬غريبة،‮ ‬ومنهم‮ ‬المجاهد‮ ‬عبد‮ ‬القادر‮ ‬شاي‮ ‬القاطن‮ ‬بمدينة‮ ‬سطاوالي‮ ‬غرب‮ ‬العاصمة‮.‬

“الشروق اليومي” ورغبة منها في إضفاء المزيد من الضوء على هذه الحادثة، انتقلت إلى بيت الفقيد ونقلت على لسان مهدي شاي، ابن الفقيد حيثيات وفاة واحد من الفئران البشرية، الذي عانى الكثير من الأمراض الغريبة، اختلط فيها النفسي بالعضوي.

مهدي قال لـ” الشروق” إن والده عاش حياته متنقلا بين المستشفيات والعيادات النفسية دون أن يعرف حقيقة المرض الذي يعاني منه، منذ أن تم نقله عنوة رفقة خمسة من أقرانه إلى منطقة رڤان، بعد ان اكتشفت سلطات الإحتلال تعاونه مع المجاهدين، وهي التهمة التي كانت وراء تحويله‮ ‬إلى‭ ‬منطقة‮ ‬رڤان،‮ ‬أين‮ ‬كلف‮ ‬رفقة‮ ‬من‮ ‬معه‮ ‬بحفر‮ ‬خنادق‮ ‬كانوا‮ ‬يجهلون‮ ‬الهدف‮ ‬منها‮.‬

ويقول مهدي نقلا عن والده أن سلطات الإحتلال أعطت للضحايا أكياسا وأمروهم بوضعها على رؤوسهم، غير أن هذه “الأكياس الواقية” لم تحل دون تعرضهم للإصابة بالإشعاعات النووية، بحيث تسببت في إضعاف قدراتهم على الرؤية وصراع دائم، قبل أن يتطور الأمر إلى سرطان أنهى حياة هؤلاء‭ ‬الفئران‮ ‬البشرية‮.‬

ويروي مهدي أن والده سقط شعره من جميع أنحاء جسده، ورافق ذلك أورام في الرأس تظهر وتختفي تارة، دون أن يتمكن المختصون من تشخيصها وتحديد سببها، ثم انتقلت هذه الأورام إلى الرجل اليسرى ثم اليمنى، وكانت سببا في بتر احداهما.

ويؤكد مهدي كما سمع من والده الفقيد أن فرنسا حاولت التستر على فعلتها هذه عندما أعادت هؤلاء الفئران البشرية إلى المركز العسكري بسيدي فرج، حيث طلب الضابط الفرنسي عدم الحديث عما جرى في رڤان وإلا قام باعتقالهم من جديد، لكن حقيقة الجرائم الفرنسية أبت إلا أن تكشف‮ ‬عن‮ ‬نفسها‮ ‬على‭ ‬يد‮ ‬الفرنسيين‮ ‬أنفسهم‮ ‬الذين‮ ‬أصبحت‮ ‬لهم‮ ‬جمعية‮ ‬تضم‮ ‬المتضررين‮ ‬من‮ ‬إشعاعات‮ ‬التفجيرات‮ ‬النووية‮ ‬في‮ ‬جتوب‮ ‬الجزائر‮.‬

محمد‮ ‬مسلم

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!